المسلسل الرمضاني يسلط الضوء على البطالة والفقر والتهميش في المناطق الداخلية في تونس، واحداثه تدور في سيدي بوزيد. ميدل ايست أونلاين مزج بين الواقع والخيال تونس - يعرض المسلسل التونسي "وردة وكتاب" على القناة الوطنية الأولى في شهر رمضان. والعمل الدرامي الجديد من اخراج احمد رجب وسيناريو نرجس النابلي ومساعد مخرج محمد علي سعيدان. ويبث "وردة وكتاب" على مدار ثلاثين حلقة وتدور أحداثه بين تونس العاصمة ومحافظة سيدي بوزيد قبل الثورة وأثناءها وبعدها. وتعيش شخصيات المسلسل التي تنتمي الى طبقات اجتماعية مختلفة صراعات تخوضها ضد بعضها البعض. ويطرح المسلسل الرمضاني مجموعة من المشاكل التي تعاني منها المناطق الداخلية في تونس على غرار البطالة والفقر والتهميش. ومسلسل المخرج أحمد رجب يلخّص الوضعية التي عاشتها تونس مع اندلاع ثورة الربيع العربي. وتبدأ الأحداث من بداية بوادر الثورة وحالة الغليان التي عاشها التونسيون ثم اقدام الشاب التونسي ومفجر الثورات العربية محمد البوعزيزي على الانتحار حرقا والمظاهرات التي انطلقت في سيدي بوزيد وخطابات الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ثم اعتصامات القصبة وغيرها من احداث الثورة وتبعاتها في مزج بين الواقع والخيال. والعمل بطولة آمال علوان، عاطف بن حسين، رؤوف بن عمر، سميرة مقرون، خالد هويسة، لطيفة القفصي، عائشة بن احمد ومحمد علي بن جمعة. وأوضحت آمال علوان أنّ أحداث المسلسل الذي تقمّصت دور البطولة فيه تنطلق من سنة 2010. وافادت ان العمل الفني يتطرّق إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة وما بعدها، مشيرة إلى أنّه إعادة تشخيص للواقع ككل بطريقة درامية. وابرزت ان نسبة 50 بالمائة من الأحداث تم تصويرها في سيدي بوزيد. ويتذمّر أهالي سيدي بوزيد، المدينة التي انطلقت منها شرارة التغيير الثوري، من تواصل تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغياب التنمية وفرص العمل. ويعبّر كثير من الأهالي عن سخطهم من تأخر تحقيق أهداف الثورة المتمثّلة أساسا في "الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية" وعجز حكومات متتالية منذ سقوط نظام الرئيس السابق، على زين العابدين بن علي في 2011، عن الاستجابة لمطالب تتعلق بالتنمية واستقطاب الاستثمارات وتوفير الخدمات العامّة. وبعد ثورة "الياسمين" ومع مرور سنوات على حادثة إشعال الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على سوء الأوضاع الاجتماعية، يأمل أهالي المنطقة، أن يكون لمدينتهم شأن لا فقط على مخططات برامج التنمية وإنّما على الخارطة السياسية للعالم كمدينة عالمية، مهدّت عبر ثورة مفاجئة، لمسار جارف نحو تغيير جذري في سياسات المنطقة والعالم. وأظهرت تقارير اجتماعية سابقة أن نسبة الفقر العامة في تونس ناهزت 30% نتيجة تعرض الفئات الوسطى إلى التهميش الاجتماعي، في وقت احتلت فيه البلاد المرتبة الأولى في بلدان المغرب العربي من حيث ارتفاع نسبة الثراء، لتبلغ 16 فاصل 2 منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت ببن علي. وأشارت نفس التقارير إلى أن 20% من التونسيين يستأثرون ب80% من الثروات، ما يؤكد أن المجتمع التونسي يعيش اختلالا مجحفا بخصوص توزيع عائدات الخيرات وتمزق أوصاله، الى جانب حالة من التفقير ضربت الطبقة الوسطى مقابل بروز أثرياء جدد مستفيدين من تفشي ظواهر التهريب والاحتكار والمضاربات.