سادت الفوضى قاعة القادمين في المبنى رقم 4 في مطار جون كينيدي، حيث احتجزت سلطات الهجرة الأمريكية كلاً من العراقيين حميد خالد درويش وحيدر سمير عبد الخالق الشاوي، اللذين كانا أول ضحايا قرار الرئيس دونالد ترامب ، بحظر دخول المسلمين . يلخص المحامي، مارك دوس المشرف على مساعدة اللاجئين المشهد لصحيفة «نيويورك تايمز» بالقول: كانت هناك لحظات توتر عميقة تظلل المكان ونحن نبحث عن الشخص المسؤول للحديث معه، وقمت بسؤال ضابط الجوازات والهجرة: من هو الشخص الذي يمكننا الحديث معه لحل هذه المعضلة؟ ورد علي ضابط الجمارك وحماية الحدود: اتصلوا بالرئيس ترامب «إشارة إلى أن ترامب هو من أصدر قرار حظر دخول اللاجئين للولايات المتحدة. لم يكن حال 7 آخرين (6 عراقيين ويمني) بأحسن من الذين وصلوا مطارات أمريكا، حيث نقلت صحيفة «ديلي» مشهداً مؤثراً آخر في مطار القاهرة، حيث منعت السلطات اللاجئين السبعة من الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى نيويورك، رغم أنهم كانوا برفقة مسؤولين من وكالة الأممالمتحدة للاجئين. . وليس من الواضح إلى الآن كم عدد اللاجئين أو حاملي التأشيرات المعتقلين داخل مطارات الولاياتالمتحدة في هذه اللحظة. و يقول المحامي دوس ان هؤلاء الناس يحملون تأشيرات سارية المفعول وهم مستوفون لشروط وزارتي الخارجية والداخلية التي سمحت لهم بالدخول للولايات المتحدة والآن يجري احتجازهم بشكل غير قانوني». وقال دوس إن مشرفي الجمارك وحماية الحدود رفضوا الإجابة عن أسئلتهم بينما ظهرت مفارقة مؤلمة تتمثل في أن العراقي المحتجز في المطار حميد خالد درويش حصل على تأشيرة هجرة خاصة يوم 20 يناير/كانون الثاني، وهو نفس اليوم الذي أقسم فيه ترامب اليمين رئيساً للولايات المتحدة، وانه عمل مع الولاياتالمتحدة في مجموعة متنوعة من الوظائف - كمترجم ومهندس ومقاول - على مدى ما يقرب من عقد من الزمان منذ غزو العراق في إبريل/نيسان 2003 وجرى استهدافه مباشرة مرتين لعمله مع الجيش الأمريكي». في ولاية تكساس يخيم الوجوم على عائلة العراقي المعتقل الآخر حيدر سمير عبد الخالق الشاوي، والذي حصل هو الآخر على تأشيرة «لم شمل» مع زوجته، التي اوضحت انها التقت زوجها في جامعة بغداد ولديهما ابن يبلغ 7 سنوات لا يعلم أن والده ستتم إعادته للعراق بموجب قرار ترامب الأخير». وقالت الزوجة «عندما وقّع ترامب القرار كان زوجي داخل الطائرة قبل إقلاعها وعند وصوله صباح السبت اتصل بي هاتفياً وتحدثنا لمدة خمس دقائق من هاتفه النقال من مطار نيويورك، وأبلغني أنه قدّم أوراق سفره لضباط المطار الذين لم يتحدثوا إليه وسرعان ما وضعوه في غرفة منفصلة، وأنه عندما طلب الحديث مع محاميه، أبلغوه بضرورة العودة إلى العراق ». ويقول الملازم براندون فريدمان في الكتيبة 101 المحمولة جواً، لصحيفة نيويورك تايمز وهو الذي عمل مع العراقي المعتقل درويش وهو غاضب جداً «درويش يدين له هذا البلد بالعرفان، ليس هناك العديد من الأمريكيين فعلوا مثل ما فعله.وأضاف فريدمان، «لدينا التزام أخلاقي لحماية ومساندة هؤلاء الناس الذين خاطروا بحياتهم من أجل قوات الولاياتالمتحدة». وقالت الخطوط الجوية الملكية الهولندية إنها رفضت نقل سبعة ركاب لكنها رفضت تحديد الدول التي يتبعها الركاب المعنيون . ودعت شركات امريكية موظفيها الذين يحملون البطاقة الخضراء سرعة العودة إلى البلاد خوفا من تضررهم من قرار الحظر. وتقدمت جمعيات أمريكية عدة للدفاع عن الحقوق المدنية بشكوى أمام القضاء ضد قرار الرئيس ترامب، حيث جرى رفع الدعوى ضد ترامب ووزارة الأمن الداخلي أمام محكمة فيدرالية في نيويورك من جانب «الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية» وجمعيات حقوقية وأخرى تدافع عن المهاجرين،. وتطالب هذه الجمعيات بإطلاق سراحهما وتمكينهما على الأقل من استخدام حقهما بتقديم طلب لجوء إلى الولاياتالمتحدة لتجنب إعادتهما إلى العراق، حيث لديهما ما يكفي من الأسباب للتأكد من وجود خوف على سلامتهما في حال أعيدا، كما تطالب الجمعيات أيضاً بأن تعتبر هذه الشكوى عملاً جماعياً يشمل كل الأشخاص في هذه الحالة ويمكن أن يحتجزوا في المطارات الأمريكية. نقلاً عن الخليج