القاهرة – تصاعدت الاصوات الوطنية المصرية المطالبة بعدم تحويل البلاد الى جمهورية اسلامية على غرار ايران أو تجمع لاحزاب دينية وطائفية على غرار ما يحصل في العراق ورفض المد الوهابي التي يستحوذ على الشارع المصري . وأعلن أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن تحركات مكثفة ستجرى خلال الأيام الثلاثة المقبلة من أجل تكوين تحالف سياسي ديمقراطي يمثل التوجهات الوسطية بالسياسة المصرية لمواجهة "المد الديني الوهابي". وأوضح حرب، في تصريح خاص نشره الموقع الالكتروني لصحيفة "الأهرام" المصرية أن التحالف مفتوح لكل الأحزاب والحركات السياسية المؤمنة بمدنية الدولة من بينهم الإسلاميون المعتدلون، لمواجهة "المد الديني الوهابي المتشدد الدخيل على مصر". وأشار حرب إلى أن الأيام الثلاثة السابقة شهدت في هذا الشأن اجتماعات واتصالات تحضيرية بين أحزاب "الجبهة" و"مصر الحرية" و"المصري الديمقراطي الاجتماعي" و"المصريين الأحرار"، و"الجمعية الوطنية للتغيير" و"المجلس الوطني المصري"، وحركتي "كفاية" و"6 أبريل"، وأعضاء من أحزاب "التجمع" و"الوفد" و"الغد". وكانت قوى سياسية عديدة على الساحة المصرية انتقدت سلوك عدد من التيارات الإسلامية المشاركة بتظاهرات "جمعة لم الشمل" التي شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي خاصة التيار السلفي الذي رفع أتباعه شعارات دينية ليست محل إجماع من المتظاهرين فضلاً عن رفع العلم السعودي. واعتبرت تلك القوى أن ما قام به السلفيون يمثِّل تهديداً لمدنية الدولة ومحاولة لإرجاعها إلى العصور الوسطى. وتجمع عشرات الالاف اليوم في ميدان التحرير في تظاهرة هيمنت عليها الجماعات الاسلامية يوم الجمعة الماضي رفعت شعار "الدفاع عن الشريعة". وعلى منصات نصبت في الميدان القى متحدثون كلمات دعت للوحدة والشراكة في الوطن، غير ان حشودا تجمعت في الحر القائظ دعت ل"تطبيق شرع الله" في مصر. وردَّد المتظاهرون، الذين ناهز عددهم المليون، هتافات "الشعب والجيش إيد واحدة" و"الشعب والشعب إيد واحدة"، وهو ذات المعنى الذي أكد عليه خطيب الجمعة الشيخ حازم شومان لتحقيق أهداف الثورة، لافتاً إلى أن "استمرار الاعتصام بميدان التحرير هو بمثابة جهاد في سبيل الله". ووجّه رجل الدين المصري - القطري الشيخ يوسف القرضاوي رسالة إلى المتظاهرين، تلاها نيابة عنه الشيخ عصام تليمة من على منصة الإخوان المسلمين، حث فيها على الوحدة، ودعا الشعب لأن يؤدي كل مواطن دوره لبناء بلده.