تسلمها الرئيس العراقى الراحل فى القصر الجمهورى اثناء زيارة وفد سودانى لبغداد فى التسعينات . الهدية الرمزية تظهر فى هذه الصورة كان التلفزيون العراقى قد عرضها حينذاك - عبارة عن ألبوم توثيقى كبير يتناول التاريخ السودانًى القديم بعنوان " السودان .. ممالك النيل القديمة" طباعة فرنسية فاخرة يتألف من 473 صفحة وله صندوق خاص به من الأبنوس مع مسند وتحفة من العاج السودانًى ابداع احد الحرفيين . اُحيلت الهدية كالمعتاد الى " متحف هدايا صدام " التابع للدولة فى بغداد باعتبارها تخص الشعب العراقى بأسره وظلت معروضة مع بقية الهدايا الكثيرة والمتنوعة الأشكال والمضامين وذلك الى ماقبل الاحتلال الامريكى للعراق . هذا المتحف المبهر سبق ان زرته ورأيت فيه هدية حتى من الرئيس الامريكى الأسبق ريغان الى صدام وهو منحوت دقيق من المعدن يجسد جانباًً من تاريخ رواد امريكا الأوائل . والهدايا لم تقتصر على روؤساء وانما كانت ايضا من أفراد ومنظمات شعبية محلية وعربية وعالمية عديدة . متاحف مثل هذه تعد مع مرور الوقت جزءا من تاريخ البلد المعنى ففى الولاياتالمتحدة مثلا هناك " متحف هدايا جون كيندًى " يعد اليوم من المعالم السياحية التاريخية للبلد . ولكن المتحف فى بغداد تعرض للسلب والنهب ويقال بتشجيع من العسكر الامريكان ويبدو انهم فعلوا ذلك للتغطية على ما سلبوه هم من هناك . لربما تكون العديد من محتوياته الان فى أراضى الولاياتالمتحدة . لا احد يعلم ! د.محمدعبدالمطلب ساتى على / موسكو . [email protected]