أثناء غيابي عن متابعة الانترنت بسبب مشاركتي في وفد قيادة الحركة الشعبية الي جبال النوبة/ جنوب كردفان، ونسبة لمحدودية استخدامي للشبكات التواصل من هناك، وجدت أن هنالك خبر صحفي بائس ومتواضع الطموح وكاذب، لفق عني فرية بلغاء مفادها انني أخطط وأجهز للهجرة الي باريس، ومع احترامي وتقديري لخيارات عدد من الشباب والأصدقاء والأقارب الذين أجبرهم جحيم بطش النظام الي الهجرة الي أوروبا في باريس وغيرها من المدن الأوروبية، الا ان خياراتي التي حسمتها في طريقي في الحياة، هي محسومة وواضحة تماما. كما انها في العلن وليست مخفية على احد. ان الصحفي الذي لفق هذا الخبر الكاذب والذين خلفه لا يعلمون انني لا تبهرني هذه المدن فقد سافرت اليها مرات عدة بما فيها باريس نفسها اكثر من مرة وسكنت فيها لفترات خلال العامين الماضيين، ولو كنت اخطط للهجرة لكنت مكثت فيها خلال سفرياتي الماضية . انني ببساطة قد اذهب مرة أخرى الي باريس او أحراش يابوس او تلال كاودا او فيافي شرق السودان او دارفور اي مكان في العالم لتأدية مهامي ودوري في طريق النضال الذي اخترته ضد النظام وليس مهاجرا كما زعم. وباريس التي تداعب احلام هذا الملفق المتواضعة لا أسعى الي الاستقرار فيها بل اعمل من اجل استعادة شبابنا المهاجر هناك ليشمرو السواعد في بناء سودان جديد يفوق باريس بهاءا ورونقا. كان بإمكان هذا الصحفي إذا كان مهنيا ان يتأكد مني قبل نشر بروباغندته هذا او يقول لزوم (المخارجة) انه" لم يتمكن من الاتصال معي لتأكيد الخبر "، ولكنه بؤس الحال والمآل الذي آلت اليه صحافة عصر الإنقاذ. الاخير الذي اقوله هو انني ورفاقي وارينا جثامين المئات من الشهداء تحت ثرى وتراب السودان مهرا للحرية ودفاعا عن رؤية الحركة الشعبية وقضيتها وصدا للنظام وكسرا لغطرسته ومن هؤلاء الشهداء الابرار أصدقاء و معارف وزملاء و أقارب و أشقاء، فلست انا من اهرب و أتركهم في قبورهم دون تحقيق اهدافهم التي استشهدوا من أجلها فارواحهم في عنقي بل هي في أعناقنا جميعا، وهم الذين قدموا حياتهم رخيصة من اجلنا. ومن ينتظرون هجرتي الي باريس فلينتظرونني في سوبا ومروي والبجراوية وفي مقرن النيلين ومدني ونيالا والابيض وكادقلي والدمازين و بورتسودان وكل مدن وقرى السودان مقاتلا ومناضلا ضد الظلم والاستبداد والطغيان ومدافعا عن حقوق الغلابة والمهمشين .
