من باب النقد اللاذع سُميت حلقة الأمس من البرنامج ذائع الصيت (أغاني وأغاني) ليلة إعدام وردي وعثمان حسين؛ حيث غنى المشاركون في البرنامج أغنيات للفانين المحبوبين على نطاق واسع، وبالطبع لم تنل الرضا؛ فنالت الحلقة الانتقاد والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي والتدوين على الإنترنت.. كان الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح يعلق "يا شكر الله، وردي لا وردي لا.. أوع من وردي". في ذات السياق يدخل الإعلامي بقناة العربية خالد إبراهيم عويس مؤكداً أن ما حدث في الحلقة أصابه بالهبوط، ولكنه يستدرك أنه بعد ما حدث في الحلقة فإن التكفير الحقيقي يتمثل في الاتجاه للاستماع إلى (من غير ميعاد) و(يا سلام منك) بالتسجيلات المتوفرة بصوت وردي. كان الفنان شكر الله عز الدين أمس في مرمى الانتقاد من قبل الجميع عقب البرنامج أو أثناء الحلقة.. الجميع مضى في اتجاه أن الشاب قام بتشويه الأغنية التي قام بأدائها، وهو أمر لم يسلم منه حتى صاحب البرنامج السر قدور، بل إن الكثيرين مضوا في أن البرنامج افتقد جاذبيته الأولى ولم يعد هناك ما يمكن أن يضيفه. يقول الصحفي المهتم بالفنون والثقافة هيثم الطيب، تعليقاً على ما حدث، إن "الخطأ ليس خطأ الفنان شكر الله وهو يغني رائعة الرمز وردي (من غير ميعاد) في برنامج (أغاني وأغاني) بقناة النيل الأزرق، الخطأ الحقيقي خطأ البرنامج الذي قام على فكرة خاطئة منذ سنته الأولى، وهي ترديد الأغنيات القديمة بعد حكاية صغيرة عن الأغنية يسردها السر قدور، وغالباً ما تكون سطحية أو سماعية عابرة. كان الأوفق أن تكون فكرة البرنامج قائمة على قراءة حول الأغنية من اتجاهات الكلمة واللحن من علماء وخبراء ومعلومات عنها وعن إنتاجها، حكايات وكتابات حولها، ثم تقديمها بصوت صاحبها الأصلي، حتى لا يدخل كل عام من يجعل أغنية خالدة كالشظايا". حديث هيثم يمضي وكأن البرنامج صار أحد مهددات استمرار الجمال المرسوم في مخيلة البعض لأغنيات ظلت خالدة. في سياق مختلف، فإن البعض كان يشير إلى نقطة أخرى تتعلق بما أسموها كرامات وردي حتى بعد موته، وهي تلك المتمثلة في أنه وضع النهاية لمشروع شكر الله عز الدين كفنان؛ فالفشل الذريع لهذا الأداء من شأنه أن يوضح المقدرات الحقيقية للفنان وقدرته على التنافس مستقبلاً، وأن لعنة الفرعون ستطارد من يحملون أدوات تشويه مشروعه الكبير، لكن المفارقة أنه وعقب انتهاء الوصلة الغنائية لأغنية (من غير ميعاد)، كانت عبارة (هائل) التي رددها مقدم البرنامج السر قدور وهو يشيد بأداء شكر الله عز الدين، وبرغم الانتقاد الكثيف الذي قدم لحلقة الأمس فإن البعض يرى أن البرنامج ما زال يحتفظ بقدرته على تحقيق مشاهدة عالية مقارنة بالبرامج الأخرى التي تعرضها القنوات السودانية، بينما رد البعض هذه الحملة إلى أن الأمر ارتبط بوردي وعثمان حسين وتأثيراتهما العالية.. أصحاب هذا الاتجاه يقولون إن حملة التشويه انطلقت باكراً دون أن يبرز مثل هذا النوع من الهجوم، وهو حدث فقط لأن الأمر ارتبط بفنان أفريقيا (وردي) وبتجربته الموسيقية الفذة وبقدرته على صنع هالة من الاتفاق حول إمكانياته، هالة لم يستطع تحقيقها الآخرون. اليوم التالي