شغل الناس بفضيحتين مركبتين وكلاهما لها أثر مدمر وفيها كثير امتهان لحقوق الانسان السوداني وتزيد من هوانه وضياعه . فضيحة طه عثمان التي ما لبثت ان غطت عليها فضيحة حكومية ثانية اسميها الجماهيرية الثانية والتي شكلت زلزالا رياضيا مؤكد له تبعات ارتدادية مدمرة لماتبقى من الكرة السودانية التي سقطت في غياهب الفوضى الانقاذية . قضية طه عثمان والخراب الرئاسي تتم في سياق فوضى الفساد الشاملة . فقد اعتادت الحكومة شغل الشعب السوداني وبشكل منتظم بفضائحها " أشكال والوان " وفضيحة طه قبل الأخيرة تنافسها على قمة الفضائح الأكثر رواجا " فضيحة الاتحاد والفيفا " لكنها فضيحة مختلفة جدا .. فضيحة طه لاتقل عن قضية الجنائية الدولية بحال التي جعلت السودان بلدا منقوص السيادة ومبتلي برئيس يفرح كثيرا حينما يسافر ويطارد كمنبوذ ومايصدق يهرب " شي منحط وسخيف " .. رئيس الجمهورية واجهزتنا الأمنية المتشطرة على الصحفيين وحفنة من السياسيين المناكفين وامام ناظريها يتم تجنيد وترفيع ممرض وهي مهنة محترمة ليصل الى شغل منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية ، ثم يقال لسبب ما بعد ان شطح ونطح .. رجل كثرت من حوله الاقاويل وتدفقت بين يديه الملايين فجأة واصبح شغل الناس ومثار تساؤلاتهم ، يتحدثون ويصورون صفوف الفيلات التي اشتراها لحساب زوجات الرئيس " أقاويل الناس " يعني الحكومة احسن من الناس في أيه ماهو كله " أقاويل " . ليس هذا المهم بل المهم ان الرئاسة لم يخرج منها شيء حتى اللحظة حول من هو طه وكيف تسلق القصر وكيف اصبح كاشف اسرار الرئيس .. ثم فجأة يقيله الرئيس ولا ندري حتى اللحظة لماذا ؟ ثم فجأة يكشف طه المقال عن جواز سفر سعودي ( مش تابعية) يزين به جيبه الامامي افتخارا .. يعني بجاحة كده .. ثم يسافر أمام ناظري أجهزة الامن والتي تفلح فقط في منع الناس الذين تعذبهم وتحرمهم حتى من نعمة العلاج في الخارج .. ليس هذا فحسب ، طه يسافر السعودية ويلتقي الرئيس هناك وكلاهما معتمر .. طه يعتمر شكرا لله على التوفيق الكبير واختراقه الامني الخطير ونجاحه ، والبشير لا نعلم لماذا اعتمر لانه لم يقل لنا الى اليوم كيف صار طه يده اليمنى وكاتم اسراره ، والله اعلم هل تم اللقاء بمباركة سعودية أم لا .. وهنا الفضيحة الكبرى من كان مديرا لمكتب الرئيس لم يكشف فقط انه مواطن سعودي معتدا بجنسيته بل تمت ترقيته رسميا للخدمات الجليلة للمخابرات السعودية واصبح بطلا لأخطر عملية تسلق استخباري " ماحصلت " .. وامعانا في إهانة الرئيس يعني دي لا اوكامبو ولا بنت سودا فكروا فيها ان تهين المملكة رئيسنا الذي قبل الهوان للمنصب والكرسي "هوانه لنفسه أمر يخصه " وتأتي بطه يتمخطر أمامه في القمة الافريقية الأخيرة ضمن طاقم الوفد السعودي ، وذلك مباشرة بعد اعلان ترقيته فيبدو منتشيا بتمخطره في الصف الأمامي " يعني مش شايل شنطة لحد " عضو حذوك النعل بالنعل .. ظهر طه عضو وفد كامل الدسم أمام عمر البشير الذي قبل أسابيع فقط أنابه وأوكل اليه مهمة تاريخية بمقابلة الرئيس الأمريكي ترامب والتباحث معه ويرأس وفد السودان للقمة السعودية .. والله اعلم كيف كانت مشاعر الرئيس عمر البشير وهو يتلقى أثقل واكبر اهانة يمكن ان يتصور الحاقها برئيس على الاطلاق . ( حكاية طه لا غرابة فيها ولاهي السابقة الاولى أذكر في زيارة الرئيس نميري الأولى لامريكا عام 1978 ظهر فجأة رجل يدعي أيضا ابن الحسين واصبح فجاة اهم شخصية في الوفد وله باع طويل في العمل الاستخباراتي الدولي ودخل باب السياسة من العدم تماما كما هو حال طه بيه الحسين ) . في هذه الغرائبية غير المسبوقة .. الفرضيات اما رئيس السودان مش رئيسه .. يا اما عديم الضمير وهذه مسألة ليست شخصية .. وإما انه يتعامل مع جهات لايعلمها اهل السودان ولايهمه " الكرسي الزفت " القاعد عليه ( امكن مجبور ) واخشى ان يطلع علينا يوم ليقول لنا انا غشيتكم كما غشيت الجبهة الإسلامية من قبلكم و لا انا منكم ولا أنا كنت منهم . هذه مهانة غير مسبوقة أقلها نريد توضيحا لما جرى كل الفساد الحكومي كوم وفضيحة طه دي كوم تاني لايحتمل السكوت .. واقترح ان يوضح الرئيس الحقيقة ان كانت له القدرة على ذلك ويتكل على الله فهو غير جدير بشيء مطلقا وكفاية كده .. شخصيا أقترح المطالبه باستقالته اليوم قبل الغد .. طارق الشيخ [email protected]