اخلاص نمر * جاء في صحيفة المجهر السياسي ،ان الرئيس البشير ، يتحسر على حال المسلمين في القدس ، ويدعو لوحدة الصف ... * قلوبنا جميعها مع كل وجع عربي ، يتقلب يوميا في آلامه ويتنفس الحزن وتتصاعد زفراته ساخنة، تلتهب مع كل زخة رصاص ، فتحيل القادم الى مبكى مستدام ، تتدافع فيه الدموع حين تصبح الأيادي مكتوفة الى الخلف، والعيون تشاهد الاحداث والشفاه، تختار الصمت المطبق، عندها، ننعي الى انفسنا الدم العربي، ونردد مع جوليا بطرس (وين)؟؟؟؟؟ ** نقفز فوق الاحداث، بأعيننا ونمسح الدمع المتدافع من العيون، التي هي فعلا بصيرة، بكل شىء في القدس ومسلمي القدس ، الذين يرفعون اكف الضراعة عالية ، من اجل مدينة الصلاة ، التي يموت اهلها الآن، تحت قعقعة السلاح والتشريد والعنف النفسي ، الذي يمارسه اليهود على الصامدين ، الذين لاتنزف فقط جروحهم بل قلوبهم دما قانيا جراء العذاب اليومي .. فهناك وفي القدس وقبل ان تعود الحياة لطبيعتها في داخل المسجد وصحنه العتيق ، كان الحرمان متمكنا ، يقف سدا امام الشعائر والصلاة والآذان ، فكانت حسرة الرئيس على المسلمين .. * ونحن هنا في السودان ألا تتحسر على حالنا ياريس ؟؟؟؟ صحيح انه لم تغلق في وجوهنا دور العبادة ولم يمنع احمد او كامل من رفع النداء للصلاة، ولكن هنالك مايدعو للحسرة، فالكوليرا تطوف بالمدن والولايات، تغشاها ليلا ونهاراً، صبحا ومساء، فتحصد الأرواح عاجلا ، ورغم انها قد اطلت برأسها في بداية هذا العام ، الا انها توطّنت ، وجعلت المواطن الفقير هدفها ، فتقلب في حسرته هما وانينا ... **اختصر الغلاء العلاقات السودانية الاصيلة ، في وخيط واهن للتواصل الاجتماعي ، داخل الاسرة الواحدة ، فلم تعد الاسرة (تبل شوقها) بشوفة اسرتها الممتدة ، واكتفت بالرد العاجل عله (يطمن) ولم يكن ابدا، فتعريفة الاتصالات والمواصلات، اصبحت تجافي الممكن وتدخل في دائرة المستحيل توفيرها. ولم تسلم السلع الاستهلاكية من الاذى !!! * ونستحق ان ندخل ضمن من يستحق الحسرة على حاله ياريس، فالدواء اصبح على ارفف الصيدليات، من ضمن امنيات المريض فقط !! التي يكملها من عنده بعاجل الشفاء يارب، ويطوي وصفته الطبية ويخرج بدونه !!!! *ونستحق ان تتحسر على حال شبابنا ، الذي ابتلعه البحر ، ولم يسأله جوازا ولا بطاقة ، فصار وليمة لاسماك الدول الاوروبية في عرض مياهها ، ومن لم يركب الموج القاتل ، قتله الاحباط واليأس ، والذي انتهى بذبول الورود في مصحات نفسية !!!! * وتتناسل اوضاع اطفالنا المزرية ، التي تستحق ان تتحسر عليها ، فهم بناة الوطن الغد ، اذ يخرج في وضح النهار ، من يغتال براءتهم اغتصابا حتى الموت ، فيموت والداه حزنا ووجعا ، بنصل الخبر المميت ، ويطل اخر والتراب والعرق والغبار قد طبع على وجهه خرائطا ، لاينقصها خطوط الطول والعرض ، وفي بيته البسيط في آخر الحي الفقير ، تشتهي حنفيته الماء ، مثل اشتهاء عينيه تماما لانسيابها ... * تمتد سلاسل اوجاعنا ، ونبحث عن شواطىء الامان ، لكن تطوقنا الحسرة، والتي لئن افردنا لها المساحات لتعدتها، الى الاف الهكتارات، مسافرة ومحشوة، بالياس والاحزان، التي تستحق ان تتحسر عليها، ضمن الحسرات على المسلمين، و ماذكرته هنا غيض من فيض بحر واسع وممتد وعميق ، بقدر ما وصلنا له من الاهمال .... * ارحل ياكاشا ، وفي يدك كل اعضاء حكومة النيل الابيض ... الجريدة