(1) بدأ واضحاً ولا يغيب ذلك حتى على (راعي الضأن في الخلا) وجيراني في هذه الصفحة الهجمة الشرسة والممنهجة نحو (نون النسوة) في المجلس السيادي ومجلس الوزراء، اذ قصدت سيدات الثورة السودانية بصورة ظاهرة، كان فيها العمل الممنهج والمدروس للتبشيع ب (المرأة) بيناً من خلال ترصدها ومهاجمتها وهي تشغل منصب سيادي في الدولة او في مجلس الوزراء. وقديماً كان يقول ابو الطيب المتنبي :(وَما التَأنيثُ لِاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ. وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ). الهجوم على السيدات المشاركات في المناصب الدستورية العليا في الحكومة، يبدو وكأنه هجوم ضد (المرأة)، وانتقاص لدورها العظيم الذي أحسبه تفوقت به على (الرجل) في ثورة ديسمبر المجيدة. عندما تم إعلان المجلس السيادي للدولة، كان هناك ومع سبق الإصرار والترصد هجوم جائر على عائشة موسى ورجاء نيكولا، وكان الانتقاص من قدرهن يسفر على دواعي (شكلية) وغير منطقية اذ حسب تقدمهن في السن (جناية) في دولة يحاكم رئيس نظامها السابق على (سمسرته) في العملة. وعد تقدمهن في العمر شيئاً ينقص من مكانتهن ومؤهلاتهن التي لا خلاف حولها، وليس هناك تأكيداً على كمالهن السياسي أكثر من أنهم لم يجدوا غير (السن) لمهاجمتهن. (2) بعد فشل الهجمة على عائشة موسى ورجاء نيكولا عضوتا مجلس السيادة، كان الاتجاه مباشرة بعد تشكيل الحكومة نحو (سيدات) مجلس الوزراء، فكان الاتجاه بالنقد والتجريح نحو لينا الشيخ وولاء البوشي اللتان انتقدتا بسبب قلة خبراتهن وصغر سنهن، عكس ما كان يحدث مع عائشة ورجاء في مجلس السيادة. جاء بعد ذلك هجوم إعلامي وإسفيري عنيف نحو وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله، والتي لم يجدوا في محاسبتها والتقليل منها غير انتقادها على ورقة كانت تقرأ منها بعض اللوائح والتوجيهات التي يجب أن تسير عليها وزارتها، بدلاً من أن تسير على النهج الذي كان يسير عليه النظام السابق الذي كان يرتجل سياسات الدولة الخارجية. من ثم كان الهجوم غير الأخلاقي على وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور انتصار صغيرون، والتي أقطع أن قراراتها الأخيرة كانت انتصاراً للثورة ، وإلّا ما كان الهجوم عليها من إعلام النظام السابق بتلك القسوة. (3) حميّة انتصار صغيرون وقوتها جعل (36) من مديري الجامعات السودانية يتقدمون باستقالاتهم احتجاجاً على تصريحات السيدة الوزيرة، بعد أن علموا ألا موقع لهم في مقبل الأيام القادمات، وقد كان لنا أن نتعجب نحن من ردة فعلهم تلك وهم كانوا لا حراك لهم ولا وجود طوال (8) أشهر من عمر الثورة السودانية – حيث كانت الجامعات التي يديرونها تقتحم من قبل قوات الأمن ويقتل الطلاب ويعتقلون في الحرم الجامعي، وكان السادة مديري الجامعات لا يفعلون أكثر من إغلاق هواتفهم الجوالة. الآن عندما وصلهم (طرف السوط) ومست الوزيرة مناصبهم وهزت كراسيهم، اجتمعوا ونددوا وتقدموا باستقالاتهم – أين كنتم قبل ذلك؟ وجامعات مثل جامعة الخرطوم وجامعة السودان وجامعة ام درمان الإسلامية والنيلين تتحول الى سوح قتال، وتصبح ميادين للكر والفر بين القوات الأمنية وطلاب الجامعات. أما إعلام النظام السابق والذي هاج وماج بسبب استقالة (36) مديراً من مديري الجامعات السودانية، نقول لهم إن ثلاثة أضعاف هذا العدد استشهد في سبتمبر 2013، وأن ما يقرب من ثمانية أضعاف العدد استشهد في ديسمبر 2019 ، ولم نر منكم كلمة نقد واحدة تقدم للنظام او تقدم حتى لوزير (الأوقاف) في العهد البائد. عشرات الأساتذة إن لم يكن المئات استقالوا وفصلوا في سنوات النظام السابق وأجبروا على الهجرة. فماذا كان قولكم عندها (لا شيء غير لبيك يا البشير لبيك) فهل لكم بعد ذلك أن تثوروا من أجل (36) مديراً اغتنوا وتنعموا بمناصبهم تلك في الفترة السابقة، دون أن يكون للكثير منهم حق للوصول لتلك المناصب او مؤهل لتبوأ تلك المقاعد والتي كان يتم التعيين فيها لأسباب سياسية او قبيلة فجة. (4) بعض الأعضاء في السيادة وفي مجلس الوزراء تمت مهاجمتهم على أنهم (كفرة)، وأنهم أتوا من خلفية (شيوعية) بغيضة كما يقولون..وشيوخ النظام السابق الآن يحقق مع بعضهم ويحظر بعضهم بسبب تحولهم الى (كائنات) ربوية يتاجرون في العملة الصعبة ويتلاعبون بها باسم نصرة الشريعة. انتصار صغيرون تمت مهاجمتها من قبل نفس الإعلام (إعلام النظام السابق) على أنها (كوزة) – هكذا أصبحت (الكوزنة) عندهم تهمة وهم الذين يرفضون الإقصاء لذلك التصنيف. انتصار صغيرون هاجموها لأنها حسب تقديراتهم لا تمتلك المؤاهلات الكافية لهذا المنصب الذي تشغله الآن، واعتبروها وصلت إليه دون حق، في نفس الوقت الذي كانوا يعرضون فيه سيرتها والمناصب الرفيعة والكبيرة التي شغلتها في العهد السابق. (5) بِغم / أتمني صادقاً أن تظهر نسخة ثالثة من وثيقة الإعلان الدستوري، حتى يعلم أباطرة النظام السابق وترزية لوائحه وقوانينه، كيف كان مؤلماً ومؤسفاً (عواسة) النظام السابق في الدستور وكيف كان محزناً تنصله من الاتفاقات التي كان يبرمها. الرئيس المخلوع كان يعدل الدستور كل (خميس)، ومتى ما شاء عندما تتعرض مادة دستورية مع ترشحه في الانتخابات او تقف دون شرعية قراراته التي يصدرها..وكان ذلك يحدث من غير أن يقولوا (بِغم). نحمد الله أننا أصبحنا نملك (وثيقة دستورية) نتحدث وندافع عنها – وندعو لاحترامها. لقد بهت مكرهم وكشفت حيلتهم التي كانت فيما أسموه تيار نصرة (الشريعة الإسلامية)، ليتجهوا الآن الى حيلة جديدة اسمها تيار نصرة (الوثيقة الدستورية). الانتباهة