الكويت - تعيش الكويت ايام عصيبة بعد ان نفذ موظفوا الجمارك تهديدهم واضربوا عن العمل معطلين بذلك تصدير النفط واستقبال الودائع وتصديرها من والى الكويت. ويعتقد مراقبون ان سلسلة الاضرابات التي تهز الكويت ناتجة من عدم ثقة في اداء الحكومة ووجود تذمر كبير من عدم ايفاء الحكومة بتعداتها، اضافة الى غضب الكثير من العاملين في الدولة على ما يتردد عن صفقات بين رئاسة وزراء الحكومة والعديد من النواب تضمنت رشاوى وفوائد مالية دون حق. ويصف كثير من الناشطين الكويتيين ما يحدث على الساحة السياسية الكويتية بأنه صدمة كبيرة حيث لم تعش الكويت وضعا مشابها للوقت الحالي، من حيث وجود رشاوى ومناقصات ترسى للتنفيع واموال تدفع للنواب لكسب تأييدهم واضرابات من موظفين غاضبين. ويزداد الغضب حين تعلن الحكومة عن فوائض مالية ضخمة لكنها لا تنفق هذه الفوائض على حاجات مواطنيها المضربين، الى ان وصلت الاعتصامات لمشاركة طلاب الثانويات امام مدارسهم في ما يشبه حالة من الرفض لوجود رئيس الوزراء على رأس الحكومة الكويتية الذي ينتقد كثيرون غيابه المتكرر عن الكويت. ووسط استغراب الكثير من المراقبين الذين توقعوا تحرك حكومي لايقاف الاضراب، يبدو ان عمال وموظفي دوائر حكومية استطاعوا اظهار ضعف الحكومة التي لم تستطع حتى اللحظة ادارة المفاوضات مع العاملين بشكل ينهي الاضرابات او يسبقها. وادى اضراب موظفي الجمارك الى تعطل عدد من النقلات بالموانئ وعدم تصديرها للنفط واكتظاظ الموانئ بالاف الشاحنات والحاويات التي علقت في منافذ الكويت البرية والبحرية. وحدثت اضطرابات في منفذ "النويصيب" بين السعودية والكويت، وسجلت بعض حالات شجار بين العاملين والعابرين من والى السعودية. وقال عضو نقابة الجمارك فهاد العجمي ان "الاضراب شامل اذ ان جميع الموظفين البالغ عددهم ثلاثة الاف موظف توقفوا عن العمل. نحن في اضراب مفتوح حتى تنفيذ مطالبنا". وذكر العجمي ان العمل في مطار الكويت "تاثر جزئيا" بينما "توقفت تماما عمليات الشحن البحري والبري". وحذر النقابي من ان الصادرات النفطية "يمكن ان تتاثر في وقت لاحق" اذ انه يتعين على حاملات النفط الحصول على اذن من الجمارك لمغادرة البلاد. واشار العجمي الى ان حاملة نفط واحدة على الاقل منعت الاثنين من الابحار لانها لم تحصل على التصريح اللازم من الجمارك. ويطالب المضربون بتحسينات في مرتباتهم واقرار لكادرهم الوظيفي، ويتوقع ان يحدث الاضراب خسائر كبيرة للحكومة تقدر بملايين الدينارات (الدينار يساوي 3.5 دولارات). وضمن سلسلة الاضرابات قام مئات من موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية باعتصام امام مكتب وزيرها اعتراضا على عدم تفعيل قرار مجلس الوزراء القاضي بإحالة من قضى ثلاثين عاما في العمل الى التقاعد. وكان موظفوا مراكز الخدمات في وزارة الداخلية قد نظموا اضرابا في الثالث من اكتوبر، حيث توقفت وحدات المطافئ عن الخدمة مما اثار استياء الشعب الكويتي على الفشل الحكومي المتكرر. وتعتبر الكويت سادس اكبر مصدر للنفط في العالم ويعتمد اقتصادها بدرجة شبه مطلقة على استخراج النفط وتصديره كما تقوم ايضا بتصدير منتجات نفطية يتم تكريرها من خلال المصافي الثلاث الموجودة بها لكنها تستورد الغاز الطبيعي لاغراض تشغيل محطات الكهرباء بالاساس. لكن مصدرا في مؤسسة البترول الكويتية رفض الكشف عن هويته قال ان تصدير النفط لم يتأثر حتى الان بسبب الاضراب. وقال المصدر النفطي "ليس هناك تأثير حاليا علينا.. اليوم الوضع مطمئن.. ولا شيء يدعو للقلق ابدا .. هذا ما أقدر اقوله". وأكد المصدر النفطي أن موضوع الاضراب يتم دراسته الان "على مستوى الدولة" متوقعا أن يتم حله في أقرب فرصة ممكنة.