عندما وُلدتُ ، دعى والدي إلى بيته وجوه أهل القرية تنفيذاً للتقليد المتبع . جلس وجهاء القرية في وقار ورزانة في أنحاء البيت وكأن عليهم أن يقرروا مصير بلدٍ بكامله . كان كل فردٍ منهم يحمل بين يديه جرّةً ذات بطن من صنع خزّافي بلغاريا ، وفي جرارهم كانت توجد بالطبع ، بوظة مزبدة . واحد منهم فقط ذو لحيةٍ بيضاء كالثلج ويشبه النبي وهو أكبرهم ، كانت يداه طليقتان . هذا الشيخ هو الذي سلمتني إليه أمي آتيةً من غرفةٍ أخرى وهي تقول له : -أنت غنيت في يوم فرحي وكنت تمسك الطنبور تارة والدف تارةً أخرى . كانت أغانيك جميلة ، فأي أغنيةٍ ستغني الآن وأنت تمسك صغيري بين يديك ؟ – يا إمرأة ، الأغنيات ستغنينها ، أنت أمه وأنتِ تهزّين سريره . بعد ذلك فلتغن له الطيور والأنهار ، ولتغن له أيضاً السيوف والرصاص وأفضل أغنية فلتغنيها له عروسه . – سمّه إذن ، ولأسمعنه أنا أمه ولتسمع القرية كلها وداغستان كلها الإسم الذي ستدعوه الآن به . رفعني الشيخ عالياً إلى سقف البيت وقال : – إسم البنت يجب أن يشبه بريق النجمة أو لطف الزهرة . وإسم الرجل ينبغي أن يتجسد فيه صليل السيوف وحكمة الكتب . لقد عرفت الكثير من الأسماء وأنا أقرأ الكتب وسمعت الكثير من الأسماء في ساحات القتال . كتبي وسيوفي تهمس لي الآن بالإسم ، رسول . انحنى الشيخ الذي يشبه النبي فوق أذني وهمس قائلاً ، رسول . ثم انحنى فوق أذني الثانية وهتف بصوتٍ عال ، رسول ثم سلَّمني أنا الذي كنت أبكي إلى أمي وقال متوجهاً إليها وإلى كل الجالسين في القاعة : – ها هو ذا رسول . ،،،، وفي مثل هذا اليوم ، الثالث من نوڤمبر من نحوٍ من سبعة عشرة عاماً ، رحل عن عالمنا الشاعر العظيم الحاج رسول حمزاتوف واختار الرفيق الأعلى راضياً مرضياً عنه.