جددت الحرية والتغيير الثقة في رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لاستمراره في منصبه، مؤكدة انه يتمتع بإجماع سياسي وشعبي يمكنه من ادارة المرحلة القادمة بكل تعقيداتها وإنجاز مهام المرحلة الانتقالية فهل الحقبة الثانية من عمر الفترة الانتقالية ستكون اكثر تعاونا وتنسيقا بين حمدوك والحاضنة السياسية، عكس الفترة الاولى التي شهدت انتقادات حادة له ولحكومته ووصل الامر إلى وصفها بأنها اضعف الحكومات؟ وهل كان يمكن أن تسحب منه الثقة؟. اهداف الثورة : اعضاء ب (الحرية والتغيير) اشاروا في حديثهم ل(السوداني) إلى أن الحاضنة السياسية هي التي اختارت رئيس الوزراء ويمكن أن تنزع منه الثقة أو تقوم باختيار شخص آخر لمنصب رئيس الوزراء، أو تقيل الحكومة، وقالوا إن تجديد الثقة جاء لاعتبارات كثيرة منها أن هناك رأيا بأن الحكومة المدنية لم تحقق اهداف الثورة ويوجد عدم رضاء لدى كثيرين، لكن ما يزال هناك امل أن يعبر بالمرحلة الانتقالية إلى الانتخابات القادمة، وانجاز الملف الاقتصادي والسلام باعتبارها من الاولويات، لافتين إلى أن تجديد الثقة في رئيس الوزراء لا يعني تجديد الثقة في الوزراء. حمدوك خلال لقائه بأعضاء المجلس المركزي للحرية والتغيير اكد أن المرحلة الجديدة تستدعي الوقوف وتقييم الفترة الماضية من عمر الفترة الانتقالية، خاصة بعد التوقيع على اتفاق السلام بجوبا وحضور اطراف العملية السلمية إلى الخرطوم، واعتبره فرصة كبيرة لضخ دماء جديدة تخلق حيوية في جسد الفترة الانتقالية. وبحث الاجتماع المستجدات السياسية على المستويين الافليمي والدولي، مؤكدا ضرورة بناء الحكومة الجديدة على تقييم العمل المشترك منذ بداية الفترة الانتقالية بما يضمن تدقيق النظر في اولويات المرحلة القادمة. علم وخبرة : مراقبون اعتبروا أن الحاضنة السياسية لا خيار لها الا أن تبقي حمدوك في موقعه رغم تخلي الكثيرين عن ترديد عبارة (شكرا حمدوك)، نسبة للاوضاع الاقتصادية المعقدة التي يعيشها المواطنون، لكن رغم ذلك فالرجل يحظى بقبول كبير، ف (الحرية والتغيير) لا تستطيع أن تأتي بشخصية تحظى بإجماع في الشارع أو وسط مكوناتها فهي تعاني من الغيرة السياسية، وبعد التوقيع على اتفاق السلام تغيرت المعادلة واتسعت الحاضنة السياسية وانضمت لها الجبهة الثورية بالتالي اختيار رئيس يكون بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية. المحلل السياسي ماهر ابوالجوخ اكد في حديثه ل (السوداني) أن عبد الله حمدوك سيتولى الحكومة وهو اكثر دراية وعلما وخبرة في المسائل المتعلقة بإدارة الدولة وسيظهر ذلك في تعاطيه مع الملفات المختلفة، وقال "الفترة القادمة من عمر المرحلة الانتقالية ستمضي بإيقاع اسرع خاصة في ملفات السلام والاقتصاد والعلاقات الخارجية"، مشيرا إلى أن مجلس الشركاء سيخفف عليه الضغط بالخلافات التي كانت بين مكونات الفترة الانتقالية، وقال "حدثت كثير من المتغيرات ستكون في صالح حمدوك". ابوالجوخ اكد أن حمدوك يحظى بقبول الجبهة الثورية كما أن علاقته مع المكون العسكري مستقرة بصورة عامة، لكن احيانا تحدث خلافات، مثل موضوع الشركات العسكرية، وسرعان ما تستقر مرة ثانية، معتبرا أن احدى الفرص التي عززت حمدوك للمنصب الغيرة السياسية من بعض مكونات (الحرية والتغيير) وتقديم شخصية تحظى بقبول كل المكونات، وقال حتى الشهر الماضي وبسبب الاوضاع الاقتصادية قلت شعبية حمدوك، لكن موضوع رفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب اعادة شعبيته مرة اخرى، وقال إن رئيس الوزراء والطاقم الحكومي بذلوا فيها جزءا اكبر، وبدأ السودانيون يشعرون بأن الازمات في طريقها للانفراج وزاد قبوله داخليا وخارجيا كان له اثر كبير، مشيرا إلى أن الآن حمدوك هو رئيس الايقاد. الأمة والشيوعي : انتقادات كثيرة وبيانات متتالية تصدر رافضة لقرارات حكومية واخرى استباقية وتحذيرية لها، محللون سياسيون اشاروا إلى أن بعضها يصدرها الحزب الشيوعي وكانت علاقته مع رئيس الوزراء مرتبطة بتوجهه الاقتصادي، بالاضافة لحزب البعث ومجموعات اتحادية لديها هوى يساري ومجموعات في تجمع المهنيين لديها توجهات يسارية. ماهر أبو الجوخ يرى أن تلك المجموعة كانت تنتقد التوجهات الاقتصادية، وجزء من الاطراف ترى أن وظيفة رئيس الوزراء هي سياسية وأحق بها احدى المجموعات السياسية وقال "كانوا يستدلون في تصورهم هذا بأن حمدوك ليس حزبيا، والحكومة ليس بها كوادر حزبية واداؤها ضعيف، ولو كان العكس كان الاداء سيكون افضل، واضاف: هذا الامر كان يتم التسويق به لشخصية حزبية للمنصب. ابوالجوخ اكد أن حمدوك رئيس الوزراء سيستطيع المضي في الاجراءات الاقتصادية بضغوط اقل بعد خروج (الشيوعي) من قحت، وسيمضي الملف الاقتصادي إلى النهاية، مشيرا إلى أن موضوع التطبيع مع اسرائيل سيتم المضي فيه بأقل ازعاج، بعد خروج (الشيوعي) من الحاضنة السياسية، وقال إن حزب الأمة لن يتعامل مع القضية بشكل اساسي نظرا لتركيزة في القضايا الداخلية بعد وفاة رئيسه الامام الصادق المهدي. وقال إن رفع اسم السودان من الارهاب سيتيح انفتاحا اقتصاديا وسياسيا اكبر، لكن التحول الاكبر في المسرح السياسي الدولي هو وصول الديمقراطيين إلى البيت الابيض في امريكا، مشيرا إلى أن الديمقراطيين لهم باع طويل في ملف السودان وصراع قديم مع النظام السابق، بالتالي سيكونون احرص على البناء والتطور الديمقراطي، واحرص على أن تكون العلاقة جيدة بين السودان وجنوب السودان، وأن يستعيد السودان دوره الاقليمي في المنطقة، وفي مسألة تعزيز الأمن والاستقرار. السوداني