قضية شح المياه وانتشار العطش بعدد من قرى وبوادي ومدن الولاية أصبح الصفة الملازمة لكل زمان، وأصبحت القضية الأبرز التي تشكل مهددًا أمنياً لإنسان شرق دارفور، على مدى حقب من الزمان، سنويًا تتكرر ذات المشاهد والمصاعب والمعاناة في مسلسل ممل وقاتم، بذات الحلقات المؤسفة كئيبة المنظر، يستقبل الإنسان بربوع شرق دارفور المنطقة الغنية بثرواتها المتعددة والمتجددة فصل الصيف، وكل عام يعيش "الزول" الشرق دارفوري على أمل يحدوه مستقبل زاهر تخضر في مساحات حياتهم بشلالات من مياه حوض "البقاره"، ولكن يظل الحلم يراودهم هكذا إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، بلد غنية بثرواتها البترولية وثروتها الحيوانية والزراعية والتجارية، خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر 2020م، نظم أهالي أبودنقل وقفة احتجاجية أمام أمانة الحكومة مطالبين بتوفير المياه وحل مشاكل العطش التي ظلت تلازمهم منذ فترة، وبعد تلك الوقفة اتجه المحتجون صوب هيئة المياه مترددين ذات المطالب ووعدت حكومة الولاية بحل المشكلة خلال مطلع يناير2021م، تفقد والي شرق دارفور برفقة عدد من رجالات حكومته، حيث نظم أهالي المنطقة احتفائية مصغرة شملت عددا من الكلمات، حيث تمثلت في مطالب المواطنين، وطالب مواطنو وحدة أبو دنقل التابعة لمحلية شعيرية الواقعة شمال عاصمة الولاية الضعين على بعد "100" كيلو متر تقريباً بتدخل السلطات الرسمية بتوفير خدمات المياه، حيث يشكو المواطنون من العطش منذ أكثر من سنة، وقال ممثل شباب أبودنقل إن المنقطة بها "4" آبار تعمل منها بئران واثنان خارج الخدمة، كما أكد أن المياه غير صالحة للشرب، وطالب بأهمية تعجيل التدخل لحل مشاكل العطش الصعبة التي يعيشها الإنسان. فيما اكد مدير عام مياه الشرب بالولاية مختار السنوسي أن منطقة أبودنقل بها مشكلة جيولوجية، واعداً بحل مشكلة العطش من خلال عمل دراسة علمية لقضية المشكله الجيولوجية التي تعاني منها المنطقة. في ذات الوقت أعلن آدم مختار أمين الزكاة بالولاية تبرعه بمبلغ "100" ألف لدعم مشروعات الصحة والمياه بالولاية، وأكد الدكتور محمد عيسى عليو والي شرق دارفور لدى مخاطبته مواطني وحدة أبودنقل بتسخير كل تبرعات الزكاة لخدمة المجتمع في مجالات المياه، واعدا بإكمال الاحتياجات المفقودة لحل مشاكل العطش، موجهاً مدير شرطة الولاية بإنشاء مركز للشرطة بالمنطقة لبسط الأمن والاستقرار، وتبقى التحديات ماثلة إذا لم يتبع تصريح حكومة الولاية عمل واقعي. الصيحة
