تُعرف الولاياتالمتحدة الأميركية بكونها بلداً يحتضن المهاجرين واللاجئين، إذ يصل إليها كل سنة مئات الآلاف من شتى دول العالم، اتباعا لفكرة أنها "بلد الحلم الأميركي". ولدى الولاياتالمتحدة أيضًا تقليد عريق في توفير الملجأ لأولئك الفارين من الاضطهاد والحروب، وهي تقود العالم في مساعدة اللاجئين في الخارج حتى يتمكنوا من العودة إلى أوطانهم بأمان وطواعية. وعلى اختلاف سبب وصولهم إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، يتفق كثير من المهاجرين بأن أميركا بلد الفرص، وهو السبب وراء وصول كثير من المهاجرين إلى مناصب عليا في الدولة، ومنهم من أصبح يقود كبريات الشركات العالمية التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها. في هذه القصة، أبرز موقع "شير أميركا"، التابع للخارجية الأميركية، وجوها عامة معروفة عالميا نجحت في الولاياتالمتحدة وهي أصلا من عائلات مهاجرة. فرت ابنة الدبلوماسي التشيكي من تشيكوسلوفاكيا إلى إنكلترا مع عائلتها خلال الحرب العالمية الثانية، لكنهم عادوا بعد هزيمة ألمانيا النازية، ومع ذلك، اضطرت إلى الهرب مرة أخرى، وهذه المرة إلى الولاياتالمتحدة، بعد سيطرة الشيوعيين على بلادها. وكانت أوبرايت في الحادية عشرة من عمرها عندما وصلت إلى جزيرة إليس الواقعة في خليج نيويورك العلوي عام 1948. فر وزير الخارجية الأسبق، هنري كيسنجر، وعائلته من ألمانيا النازية، عام 1938، إلى نيويورك. وأثناء تعلم اللغة الإنكليزية، عمل كيسنجر أيضًا في مصنع للمساعدة في إعالة أسرته. وباعتباره مواطنا أميركيا متجنسًا، خدم أولا كجندي مشاة في الجيش الأميركي، ثم أصبح ضابط استخبارات، في الحرب العالمية الثانية. لونغ أونغ الكاتبة لونغ أونغ، التي جاءت إلى الولاياتالمتحدة لاجئة عندما كانت في العاشرة من عمرها، هربت من كمبوديا بعد أن نجت من المجاعة والأشغال الشاقة والأمراض والقتل الجماعي في ظل نظام الخمير الحمر. وكان من بين الضحايا والداها وأختان وما لا يقل عن 20 شخصا آخر من أقاربها. رينالدو أريناس تعرض الروائي، رينالدو أريناس، للاضطهاد بسبب ميله الجنسي المثلي في ظل نظام فيدل كاسترو، الذي حظر كتاباته. وهرب أريناس من كوبا خلال الهجرة الجماعية من ميناء مارييل عام 1980 وهاجر إلى الولاياتالمتحدة.