ينتخب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الجمعة في الرباط الملياردير الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي (59 عاما) رئيسا جديدا له خلفا للملغاشي أحمد أحمد في انتخابات تقترب إلى التزكية، وذلك بعد أن وافق المرشحون الثلاثة الآخرون الموريتاني أحمد ولد يحيى والسنغالي أوغوستين سنغور والعاجي جان أنوما، على الانسحاب من السباق وتقاسم السلطة مع موتسيبي، تحت رعاية الاتحاد الدولي للعبة برئاسة السويسري جياني إنفانتينو. "أنا مصدوم. لقد ركزنا على توزيع المناصب بدلا من الاتفاق على الوحدة. يبدو لي أننا ضحينا بأفريقيا على مذبح الطموحات الشخصية". هذه التصريحات التي لا يلفها لبس ولا غموض تعود لرئيس اتحاد ساحل العاج لكرة القدم بين 2002 و2011 جاك أنوما (69 عاما)، والعضو السابق في اللجنة التنفيذية للفيفا. وقد أكد في هذه التصريحات التي أدلى بها في منتصف الأسبوع الماضي لوكالة الأنباء الفرنسية معلومات وردت في تقارير إعلامية مفادها أن الفيفا عقد اجتماعا في الرباط نهاية شهر فبراير/شباط حضره ثلاثة مرشحين من أصل الأربعة المتنافسين على خلافة الملغاشي أحمد أحمد على رأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ليعرض عليهم "أرضية تفاهم" بهدف "تزكية" رجل الأعمال الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي (59 عاما) مقابل الحصول على مناصب عليا في قمة الهرم القاري. ماذا جرى في الرباط؟ وحسب أنوما فإن الاجتماع انتهى ب "اتفاق مبدئي" بينه وبين اثنين من منافسيه، الموريتاني أحمد ولد يحيى والسنغالي أوغوستين سنغور، يقضي بموافقتهم على شخصية الملياردير باتريس موتسيبي الذي يحظى أصلا بدعم رئيس الفيفا السويسري جاني إنفانتينو. وأكدت عدة مصادر إعلامية أفريقية وأجنبية مختصة في الشأن الكروي الأفريقي أن الفيفا عرض على أوغستين سنغور وأحمد ولد يحيى منصبي نائب الرئيس الأول والثاني مقابل انسحابهما من السباق، فيما عرض على أنوما منصب مستشار الرئيس. وفيما كان عشاق الكرة الأفريقية يتوقعون أن لعبة التحالفات بين الاتحادات الوطنية ال 54 في القارة هي التي ستحدد اسم الفائز، يبدو الأمر محسوما مسبقا قبل هذه الانتخابات التي تستضيفها عاصمة المملكة المغربية الرباط الجمعة. وركز المرشحون الأربعة في بداية المنافسة على التنمية الاقتصادية للكرة الأفريقية، مشددين بشبه الإجماع على ضرورة وقف نزيف اللاعبين الشبان إلى الأندية الأوروبية. لكن فكرة الفيفا، حسب مصادر قريبة من أحد المرشحين، كان جمع المنافسين و"تعيين مرشح واحد بينهم" ثم "الاتفاق على برنامج مشترك". وكان الصحافي الفرنسي في جريدة "ليكيب" الرياضية إيرفي بينو قال خلال برنامج رياضي على أمواج إذاعة فرنسا الدولية إن الفيفا دافع عن باتريس موتسيبي كونه "شخصا جديدا في كرة القدم القارية". وبالتالي، فإن اسمه غير مرتبط بالإدارات السابقة التي غالبا ما تواجه تهم الفساد وسوء الإدارة"، والدليل أن أحمد أحمد تعرض للإيقاف عامين بسبب فضائح فساد، والدليل أيضا أن الفيفا كان قد فوض أمينه العام، السنغالية فاطمة سامورا، قبيل انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2019 بمصر لإعادة الأمور إلى نصابها في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.