منذ الاستقلال وقبله بسنوات طويلة عاش فيها اجدادنا واباؤنا وامهاتنا وهم يعبدون الله بتقوي وقد فتح الله عليهم في الرزق فقط لانهم صادقون بالتقرب اليه سبحانه وتعالي دون اغراض دنيوية ولم تكن البلاد محكومة بالهوس الديني حتي خدعت مايسمي بالجبهة الاسلامية الراحل جعفر النميري بقوانين سبتمبر الجائرة وادعت بانها مستمدة من شرع الله تعالي ونصبته اٍماماً للمسلمين فنزل سخط الله علينا فالرسول عليه افضل الصلاة و التسليم قال ان المسلم يفعل كل شيء الا (الكذب) فما بالك ان كان الكذب علي الله تعالي وشرعه الحنيف.. مافعلته الجبهة الاسلامية لم يكن خالصاً لوجه الله وشرعه بل كان من أجل التمكين في الدنيا والثراء والنساء فنزل غضب الله علينا وتدهورت البلاد وكثر النفاق بين العباد ومازال علماء السلطان يحاولون اقناع البسطاء بان مايدار من بيوت للاشباح وسرقة للاموال وقتل للنفس التي حرمها الله الا بالحق خلال تلك السنوات السوداء ماكان الا وبال ليس علي العباد وحدهم بل علي الدين نفسه ومازالوا يحاولون اقناع البسطاء بان هذا هو الشرع الذي انُزل لينير العالم وانهم حماته علي الارض.. توقيع المباديء بين البرهان والحلو خطوة شجاعة وسط غوغاء المنتفعين باسم الدين فالدين محفوظ من الرب الكريم الذي لايغفل ولاينام وكل سوداني داخله ايمان راسخ فابي وامي واجدادي لم يكفروا بل كانوا اكثر قرباً من الله من علماء هذا الزمان الذين يخلطون الدين بالسياسة والحق بالباطل ويكفرون الناس ويغرقون في الاثام فمن كفر مؤمناً فقد كفر.. ابي لم يكن كافراً ولم يعش الجاهلية الاولي كما يدعون فقد كان يؤدي صلواته في اوقاتها ويصوم رمضان صادقاً محتسبا ويعرف كيف يخرج زكاته بكل طوعية وكيف يحج الي بيت الله الحرام بكل تجردً ويعامل الناس بالصدق والإحسان رغم انه لم يكن يفقه في السياسة الكثير ولم يمنعه احد طوال تلك السنين من ارتياد المساجد او اداء فرائضه إعلان المباديء خطوة طيبة لسودان الغد الذي يسع الجميع بكافة اثنياتهم فالدين لله والوطن للجميع.. ورحم الله اجدادنا الذين حافظوا علي الدين والوطن معاً دون غوغاء المنتفعين من الدين رحم الله ابي وامي وكافة اباء المسلمين.