============ عنوان هذا المقال، مأخوذ( بتصرف) عن إسم الفلم التلفيزيوني المصري( أنا لا أكذب ولكني أتجمل) ، عن قصة للكاتب ، إحسان عبدالقدوس، بطولة أحمد زكي وآثار الحكيم. وعند قراءتك لهذا المقال، تكون غيوم الأول من أبريل ، وكذبة أبريل، قد لاحت في الافق، قربًا أو بعدًا ، حسب فروق الوقت والتوقيت المحلي لدول المنطقة. أما في السودان، ومع بزوغ فجر هذا اليوم ، كمثله من أيام السنة، يكون هناك نحو عشرة مليون سوداني قد كذب….في بيته…في عمله..في حديثه الهاتفي… يظل يكذب ويكذب حتي يصدق نفسه ، متاثراً بمقولة (جوزف جوبلز) وزير الدعاية السياسية في ألمانيا النازية الذي يقول: علي المرء ان يكذب ويكذب حتي يصدقه الآخرون . أصحاب المواشي والاغنام ، عندنا في الزرائب يكذبون ويحلفون بالطلاق في اليوم عشرين مرة مبررين بها أسباب ارتفاع أسعارهم …ويعلمون أنهم يكذبون …والمشتري يعرف انهم يكذبون ، وأن بعضهم غير متزوجا في الاصل اومطلقا زوجته المصون. والجزارون يكذبون علي طريقتهم بالسكين والساطور..وكذلك بائعو الخضار والليمون …وحتي ( ستات الشاي) يكذبن ويستمتع بكذبهن جلساؤهن المرهفون و المراهقون.. أما عشاق شارع النيل ، بالليل او النهار ، لا فرق، فهم يتجملون بالكذب ويتبادلونه في أحاديثهم كالهدايا وفي تكرارها لا يملون. أقول كل ذلك، بمناسبة ( كذبة أبريل) ، التي أصبحت يوما مباحا من الاول من ايامه، للكذب لدي معظم شعوب العالم الغربي تقريبا ما عدا أسبانيا لاسباب دينية، وألمانيا لأسباب سياسية أحتراما لذكري مؤسس المانيا الزعيم ( بسمارك). وما ان يطل فجر هذا اليوم برأسه ، حتي يكثر فيه المزاح والمقالب والشائعات…بعضها في غاية الظرف والطرافة ، وبعضها في غاية الخطورة والسخافة. وحتي الآن لا يوجد تأربخ محدد ، متفق عليه ، متي وأين وكيف بدأ الاحتفال بهذا اليوم ولماذا؟ هناك من أرجعها للعصور الوسطي…والبعض زعم بان فرنسا اول من احتفلت بذلك في القرن التاسع عشر…ولكن ما يتفق عليه عالميا ان الشعب البريطاني من أكثر شعوب الدنيا ولعا بهذا اليوم …وانهم ، أيضا، من اكثر الشعوب كذبا في الأول من أبريل. ولكن…لماذا يحب الناس الكذب حتي انه يقال ان الانسان يكذب وهو في سن الثالثة…ثم يتوقف لاحقا عندما يعلم ان الكذب سيئا وقد يعرضه للمساءلة القانونية …ثم يعود ليكذب في مواقفه الحياتية ؟ تذهب بعض مدارس علم النفس، بان الكذب له علاقة باضطرابات الشخصية مثل السيكوباتية والنرجسية..ومدارس اخري تقول بوجود خلل في الوصلات العصبية المسئولة عن الشعور بالشفقة والتعاطف كمثل الاخرين.. وتوجد ، دراسات اخري، تقول بان كل شعوب العالم تكذب كنوع من الهروب وحيلة من حيل الدفاع النفسي لتبرير المواقف او الهروب من المآزق او للضحك والترفيه كما يفعل أهل السينما والمسرح. والان، عزيزي القارئ، وبعد قراءتك للمقال، يكون عدد الكذابين قد ارتفع مع حرارة الجو وزحمة المواصلات وقراءة الوسائط والهتشاجات…ولا ندري كيف سيكون العدد بنهاية هذا اليوم ، (يوم الكذب العالمي) ..الاول من ابريل