1- بهدوء شديد مرت بالامس الجمعة 2/ ابريل الجاري، الذكري الثالثة والعشرين علي واحدة من اسوأ المجازر التي وقعت في فترة ما بعد الاستقلال وهي مجزرة معسكر العيلفون"، التي وقعت في عام 1998، وطالت ارواح (177) من طلاب التجنيد الاجباري، وهي اول مجزرة في تاريخ السودان حصدت ارواح شباب يافع اكبرهم كان في سن الثالثة والعشرين من العمر، وهم اصلآ شباب وصبيان لم يلتحتقوا من جراء انفسهم بالتجنيد، وانما اغلبهم من الذين تم جمعهم بالقوة من الشوارع، وزجوا بهم في حافلات نقلتهم قسرآ الي معسكر "العيلفون"، حيث هناك تمت معاملتهم اسوأ معاملة خالية من الرحمة وابسط الحقوق الانسانية، وكان الهدف من تربيهتم العسكرية في "العيلفون"، انه وبعد قضاء فترة التاهيل يتم ارسالهم للالتحاق بفرق"ساحة الفداء" التي كانت تقاتل في الجنوب. 2- في هذا المقال اليوم، لست بصدد ذكر تفاصيل المجزرة، فهي قد قدت معروفة للقاصي والداني، فطوال فترة الثلاثة وعشرين العام الماضية -(1998 – 2012) كتبت الصحف المحلية الكثير عنها، وكان الجديد في موضوع المجزرة، ان النيابة العامة في الخرطوم طالبت كمال حسن علي/ المنسق السابق للخدمة الالزامية في النظام البائد تسعة اخرين ان يسلموا لاتهامهم بالتورط في تنفيذ مجزة معسكر"العيلفون" التي وقعت في يوم 2/ ابريل عام 1998، ومتهمين تحت المواد (21)، و(26)، (89)، و(97) من القانون الجنائي، والمطلوبين التسعة هم: (أ)- اسامة عبدالله محمد الحسن. (ب)- الصادق محمد حامد. (ج)- عادل محمد عثمان. (د)- ياسر جاه الرسول الامير محمد. (ه)- عبدالعاطي هاشم الطيب. (و)- سيداحمد محمد سيد. (ز)- محمد حسن عبدالسلام. (ح)- شرقاوي احمد محمد كباشي. (ط)- محمد محمود ابوسمرة. 3- وما ان شاع خبر العثورعلي مقبرة جماعية بمنطقة الصحافة ودفن فيها بعض ضحايا معسكر "العيلفون"، وان النائب العام قد كون لجنة في يناير الماضي 2021، للتحقيق حول احداث المعسكر، وان اللجنة دعت اسر الضحايا والمفقودين في احداث المعسكر للحضور امام اللجنة بغرض اجراء فحص البصمة الوراثية (DNA) للتعرف علي الضحايا الذين عثر علي رفاتهم الذين عثر علي رفاتهم خلال عملية النبش، فوجئنا بخبر افاد، ان كمال حسن علي/ المنسق السابق للخدمة الالزامية، قد انتفض اخيرآ بعد (23) عام من المجزرة، وخرج من صمته وانكر ارتكابه المجزرة، وسارع بكتابة خطابات الي بعض المسؤولين العرب بالجامعة العربية يشرح لهم وجهه نظره في ما نسب اليه زور وبهتان!! ، ودعاهم لمساندته في المحنة التي يواجهها، وانهم كزملاء له في العمل عرفوا طهارة خلقه وتفانيه في العمل من اجل رفعة اسم العرب!! 4- وتبقي الاسئلة مطروحة بشدة في كمال حسن علي: (أ)- ما الذي يمنعك من الحضور للخرطوم وتواجه القضية المرفوعة ضدك بكل شجاعة واقدام؟!! (ب)- ما الذي يمنعك ان تكون في جرأة و"رجالة" المتهم/ بحر ادريس ابوقردة، الذي سلم نفسه طواعية لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي يوم 18/ مايو عام 2009، ومثل امام قضاة المحكمة، ودافع عن نفسه ضد التهم التي اتهم بها، وهي انه قام ابان عمله مع احد فصائل حركة "العدل والمساواة" ارتكب ثلاثة جرائم حرب في دارفور، وشن هجوم في شهر سبتمبر عام 2007 علي مقر بعثة الاتحاد الافريقي في منطقة "حسكنيتا"، والذي ادي الي مقتل واصابة عدد كبير من قوات البعثة، وكانت السيدة/ ماري أوكابي نائبة المتحدثة باسم الأممالمتحدة، قد اشادت بعملية تسليم ابوقردة نفسه للمحكمة، وانها اول واقعة من نوعها أمام المحكمة الجنائية الدولية؟!! (ج)- لماذا يادكتور كمال تدافع عن نفسك في القاهرة، وتحتمي بالجامعة العربية، التي اصبحت في نظر غالبية السودانيين بسبب تاريخك الاسود القديم، وايضآ بسبب سمعتك وصيتك السيء، انها ما عادت جامعة محترمة طالما انها احتفظت بك، ولم تفصلك من العمل، وتطردك شر طردة بعد ان علموا بالجرم الذي ارتكبته؟!! (د)- الي متي الاختباء في القاهرة؟!! وهل ستبقي فيها بقية عمرك؟!!، ام تنوي ان تشد الرحال الي تركيا لتلحق ب"شلة" بقايا الفلول؟!! هل – كما جاءت الاخبار اخيرآ -، ان ملاحقة النائب العام لن تتوقف؟!!، وانه قد يلجأ الي تقديم طلب للانتربول الدولي بالقبض عليك في القاهرة؟!! (ه)- هل صحيح – بحسب ما يقال في القاهرة -، ان محمد عثمان الميرغني، الذي يتمتع بنفوذ قوي في القاهرة وله كلمة مسموعة عند كبار المسؤولين في السلطة المصرية، قد تدخل بقوة لحمايتك انت والفريق أول/ صلاح قوش من اي اجراءات تتخذها الخرطوم ضدكما؟!!، وان الميرغني هو من اوقف قرار النائب العام السوداني باعتقالك وقوش؟!! (و)- هل صحيح ما يشاع عنك، انك تبحث بصورة جدية عن طريقة للهروب من القاهرة الي بلد آمن لك ولافراد اسرتك، نظرآ لان السلطات المصرية – بحسب وجهه نظرك- قد تضطرالي تسليمك للخرطوم حتي لا تتازم العلاقات بين البلدين بسبب شخص هو اصلآ شخص غير مرغوب في وجوده بالقاهرة ؟!! 5- ظاهرة غريبة ظهرت فجأة بعد اعتقالات بعض شخصيات بقايا فلول النظام، انهم قد انكروا بشدة مشاركتهم في انقلاب يونيو 1989؟!!، واكبر عملية انكار صدرت من الفاتح عزالدين المسجون حاليآ في سجن كوبر، وانكر بشدة اثناء التحقيقات معه، انه قد هدد المتظاهرين بقطع الرؤوس، وانه قال: "ادونا بس اسبوع والنشوف تانى راجل يطلع"!!، ولما واجهه المحقق بشريط فيديو فيه ما انكره، انفعل الفاتح وقال ان شريط الفيديو ملفق!! 6- مرت ذكري المجزرة بالامس بهدوء وبلا ضجيج، او حتي مجرد سطر في صحيفة محلية، ولكن هذا لا يعني انها مجزرة غدت منسية، بل هي باقية في وجدان كل الناس، ولن يرتاح احد الا بعد ان ينال كل مجرم القصاص الذي يستحقه. 7- مرفقات لها علاقة بالمقال. (أ)- وثائقي قصير عن مجزرة معسكر العيلفون عيد الأضحى 1998 (ب)- السودان.. النيابة تنبش مقبرة جماعية لضحايا مجزرة معسكر العيلفون (ج)- عاجل:اكتشاف مقبره لمجندين اعدمو في معسكر العيلفون لن تصدق اين وجدت المقبره _في قلب الخرطوم _خبر حزين- (ه)- تجنيد إجباري..وقائع مجزرة معسكر العيلفون تفتتح مهرجان السودان الوطني للمسرح