1- من عنده هواية تقليب المواقع الالكترونية بحثأ عن الاخبار والمقالات الملفتة للنظر، حتمأ سيجد ما يصبو اليها طال الزمان او قصر. قلبت اليوم المواقع السودانية فوجدت خبر جديد لحدث قديم وقع قبل (21) عام مضت – وتحديدأ في يوم الاربعاء 4/ ابريل عام 2001، وفحوي الخبر الذي نشر في صحيفة "التحرير" بتاريخ يوم 7/ ابريل الجاري، قد جاء تحت عنوان "بلاغات تطارد المخلوع فى قضية (طائرة عدارييل)"، وان اسرة أسرة الشهيد الفريق اول طبيب/ مالك العاقب حاج الخضر الذي أستشهد في حادثة تحطم طائرة في منطقة "عدارييل" بجنوب السودان في أبريل 2001 م، قد دونت بلاغا جنائيا ضد الرئيس السابق/ عمر البشير ونائبه الأول/ بكري حسن صالح. وكشف محمد زين محمد المحامي عن فتحه بلاغ جنائي ضد كل من الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وبكري حسن صالح نائبه الأسبق في جريمة قتل الفريق أول طبيب مالك العاقب حاج خضر. 2- الطائرة "الانتينوف" الروسية انفجرت في يوم الاربعاء 4/ ابريل بعد انحرافها من مدرج هبوط مطار"عدرائيل" في جنوب السودان ،-(تقع عدارييل في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان على بعد نحو "500" كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم.)- وانزلحقت الطائرة الحربية سريعأ نحو مبني المطار, واصطدمت بقوة فائقة بالجدار، وانفجرت علي الفور، وماتوا اغلب من كانوا فيها، وتفحمت جثثهم بصورة لم يستطيعوا بعدها عمال المطار ان يتعرفوا علي اصحابها من شدة التفحم. 3- كان علي متن الطائرة المنكوبة العقيد ركن/ ابراهيم شمس الدين، الذي شغل وقتها منصب وزير الدولة للدفاع ، وكان بصحبته وفد من كبار قادة القوات المسلحة وبعض المدنيين والاعلاميين، ان الذكري ال(20) علي هذا الحادث قد مرت قبل خمسة ايام مضت في هذا الشهر الجاري دون اهتمام او حتي مجرد سطور قليلة في الصحف!! 4- (أ)- الضحايا الخمسة عشر هم: 1- العقيد/ ابراهيم شمس الدين. 2- الفريق/ أمير قاسم موسى. 3- اللواء طبيب/ مالك العاقب الحاج الخضر (قائد السلاح الطبي). 4- اللواء/ بكري عمر خليفة. 5- اللواء/ السيد العبيد عبد الحليم. 6- اللواء/ كمال الدين علي الأمين. 7- اللواء/ علي اريكا كوال. 8- اللواء/ ياسين عربي محمد. 9- اللواء/ فيصل عيسى أبو فاطمة. 10- العميد/ مهندس عمر الأمين كرار. 11- العميد/ احمد يوسف مصطفى. 12- العميد/ جيمس أبولو مواي. 13- العقيد /عثمان احمد المصطفى. 14- المقدم/ عمر عثمان علي. 15- العريف( محمد احمد محمد يعقوب. (ب)- تضاربت التصريحات الرسمية حول اسباب سقوط طائرة انتونوف، فبينما تحدث البيان العسكري الأول عن انحراف الطائرة عن المدرج لدى هبوطها في مطار عدارييل، أشارت اخبار اخرى الى سوء الاحوال الجوية في المنطقة مما تسبب بسقوط الطائرة. واستبعدت المصادر الرسمية تعرض الطائرة لأي قصف، بينما نفت مصادر الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق وجود أية علاقة للحركة بمسألة سقوط الطائرة قائلة انه ليست لديها اي قوات في هذه المنطقة. (ج)- سارعت الحكومة بعد الحادث -كعادتها كلما وقعت كارثة-، بتكوين لجنة فنية من عسكريين ومدنيين متخصصين في مجال هندسة الطيران للتحقيق في اسباب سقوط الطائرة، ونشطت الصحف المحلية في البداية باهتمام شديد وبتوجيهات عليا في نشر اخبار هذه اللجنة، الا انها سرعان ما خففت من النشر، وبعدها اختفت تمامآ اخبار هذه اللجنة كمآ وكيفآ!!، والي يومنا وبعد مرور (20) عام علي الحدث القديم، لم نسمع او قرأنا عن النتائج التي توصلت اليها اللجنة من رصد وبحث!! 5- ازاءالحادث، انقسمت اراء السودانيين وقتها الي اربعة مجموعات: (أ)- اصحاب المجموعة الاولي وهي اكبر المجموعات، يرون ان الحادث مدبر من قبل بعض الكبار في المؤتمر الوطني للتخلص من العقيد/ ابراهيم شمس الدين، الذي كان يطمح بشدة الوصول لمنصب النائب الاول لرئيس الجمهورية علي حساب علي عثمان محمد طه الذي كان وقتها النائب الاول. ومما زاد من خوف هؤلاء الكبار في حزب المؤتمر الوطني ان ابراهيم شمس الدين كان يجاهر علنآ بما يصبو اليها من رفعة ومكانة، وانه احق بمنصب نائب رئيس الجمهورية من علي عثمان الذي لم يكن له اي دورعسكري في انقلاب 30 يونيو 1988. (ب)- اصحاب المجموعة الثانية، كانوا علي اقتناع تام ، ان تصفية ابراهيم شمس الدين قد تمت بواسطة بعض من ضباط القوات المسلحة الذين كانوا يكرهونه (كره العمي) بسبب عجرفته وغروره، ومعاملته بازدراء لزملاءه رفقاء السلاح، والتي وصلت الي درجة انه كان يامر الجنرالات الذين هم اكبر منه رتبة عسكرية ان يبادروا هم بتحيته لا هو صاحب الرتبة الادني!!، اصحاب هذا الرأي يؤكدون ايضآ، ان غالبية ضباط القوات المسلحة قد فاض بهم الكيل بعد ان اصبح ابراهيم شمس الدين وزير دولة للدفاع، واصبحت قراراته العسكرية غير مقبولة داخل الجيش، وقيامه باحالة كثيرين من الضباط الاكفاء للصالح العام. (ج)- اصحاب الرأي الثالث في نظرية تصفية شمس الدين، وصلوا الي قناعة ان الجناح الاسلامي المتطرف في الحزب الحاكم هم من خططوا بانفسهم بالتعاون مع ضباط اسلاميين لنسف الطائرة، وانهم من كانوا وراء سقوط الطائرة عن عمد ومصرع بعض من كانوا علي متنها…، وان "كل نفس ذائقة الموت". (د)- اما اصحاب الرأي الرابع حول مصرع ابراهيم، فما كان يهمهم من هو هذا الجنرال ابراهيم شمس الدين؟!!، ولا يهمهم ايضآ كيف مات ولا من هم وراء مقتله؟!!...بقدر ما كان يهمهم معرف الاجابة عن سؤال: ياتري هل ابراهيم شمس الدين سيكون اخر ضحايا التصفيات الجسدية في النظام الحاكم، ام تتواصل التصفيات الجسدية والاغتيالات؟!! 6- (أ)- لكن مع الاسف الشديد، ان ابراهيم شمس الدين ما كان اخر القتلي في قائمة ضحايا التصفيات، فقد لقي بعده الزعيم /جون قرنق مصرعه في حادث اصطدام الطائرة المروحية التي كان يقلها بجبال الاماتونج يوم 30 يوليو عام 2005. (ب)- لقي الدكتور خليل ابراهيم مصرعه في منطقة "ود بندة "بولاية شمال كردفان يوم الأحد 25 ديسمبر 2011 بصاروخ مجهول الهوية. (ج)- اغتيال سلطان «دينكا نقوك» نغوك، كوال دينق في منطقة أبيي بعد استهداف سيارته بقذائف "آر.بي.جيه" في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان. 7- هناك ايضآ رأي وجد قبول عند الكثيرين مفاده، ان تصفية هؤلاء الجنرالات والقادة العسكريين وعلى رأسهم العقيد/ شمس الدين قد تمت فى الخرطوم اثناء اجتماعهم لوضع اللمسات الأخيرة للأنقلاب العسكرى الذى كان يدبره العقيد شمس الدين . وتمت تصفيتهم على يد قوة من الجيش على رأسها الفريق/ بكرى حسن صالح الذى نصح كثيرا لأبراهيم شمس الدين بأن ينضبط ويقلع عن محاولاته للأنقلاب وانه مراقب ولكن شمس الدين كان له رأى آخر بأنه بمقدوره ان يغير النظام واثقا من نفسه . وقد كانت عيون الأستخبارات العسكرىة تتابعه من مدة طويلة وتعرف كل تحركاته بنيته القيام بانقلاب . وفى الأجتماع الأخير الذى حصل قامت قوة عسكرية بقيادة الفريق / بكرى شخصيا بمداهمتهم وتصفيتهم ووضعوا فى طائرة عسكرية وانتهت بسقوطها لأخفاء معالم الجريمة. 8- موضوع سقوط الطائرة "الانتينوف" قديم، ولا توجد اي جهة رسمية اليوم علي استعداد لفتح الملف مرة اخري، او اعادة التحقيق حولها.