على عكس ما يعتقد البعض، فإن الانشطة الرمضانية لا تقتصر في حدود الروحانيات والذهاب إلى صلاة التروايح، ولا في الاجتماعيات بالذهاب إلى الأندية و عقد جلسات الكوتشينة والضمنة وخلافهما. كما لا يقتصر الترفيه على مشاهدة البرامج والمسلسلات التلفزيونية، فهنالك طيف ليس بقليل من الصائمين يسلكون سلوكاً ترفيهياً مختلفاً فليجأون للرياضة وسيلة لبناء الجسم واكتساب الصحة إلى جانب كونها ترفيهياً رمضانياً غير مسبوق. (1) ولأن الكثير من المدن السودانية لا تتوفر على صالات رياضية، فإننا نتوجه بهذا التقرير إلى العاصمة الخرطوم التي شهدت في السنوات الأخيرة ما يشبه (الفوران) في انتشار الأندية والصالات الرياضية (الجيمات) حيث انتظمت أحياء الطبقات الأكثر ثراء بشكل لافت، واصبحت قبلة لطالبي وطالبات الترفيه الرياضي. (2) ما أن يتناول هؤلاء افطارهم – ربما على عجل حتى ييممون وجهوهم و يوجهون اجسادهم صوب تلك الصالات، يضربون عصفورين بحجر واحد (ترفيه ورياضة)، ويصف رواد هذا النوع من الترفيه نشاطهم بأنه الأمثل حيث يحافظ على رشاقة اجسادهم، ويسكبها قوة، كما أنه يجنب (معداتهم) التخمة و(التكرش) ، إضافة للوقت الحميم الذي يقضونه بين ظهراني الصالات. (3) رغم أن هذا النشاط محصور في فئة معينة تتوفر على دخل يؤهلها لممارسته، إلاّ أن أصبح جاذباً للكثير من الشباب من الجنسين، إضافة إلى الرجال والنساء الكبار نسبياً في السن إذ يلجأوون إلى هذا الصالات لتخفيف أوزانهم و ترشيق أجسادهم علاوة على (تفريق المويات) و إزالة الكروش والدهون الزائدة اضافة الى ايجاد توازن نسبي فى الجسم والمحافظة على الصحة بصورة روتينة لأن للرياضة فوائد عديدة قد تنسحب على وضع صحة الانسان، لكن ما لم يقله هؤلاء أن هذا النشاط ذاهب بقوة نحو أن يصبح موضة جديدة لتفريق موية رمضان.