(أ)- تعودت الصحف السودانية منذ لحظة صدور اول اعدادها في عام 1903 الي اليوم، ان تفرد المساحات العريضة والصفحات الطوال للكتابة عن الرجال في السودان، ودرجت ان تنشر بكثافة شديدة واهتمام بالغ اخبار رجال السياسة والفن والثقافة والرياضة والاعلام، واصبحنا من كثرة الحديث والنشر والتحقيقات الصحفية عن المشاهير ومن هم دون شهرة واسعة ، ان نلم بكل صغيرة وكبيرة عنهم، بل نعرف الكثيرعن ادق خصوصياتهم وحياتهم العائلية، وبحكم ان السودان بلد مجتمعه محافظ ويتقييد كثيرآ بتقاليد قديمة، لم تجد المرأة السودانية فرصة الكافية ان تتساوي ولو بقدر متواضع فرصة الشهرة اسوة بالرجال. (ب)- والغريب في الامر، ان حال المرأة السودانية في زمن العصور القديمة ما قبل ظهور الاديان، كان متفوقآ علي حال الرجال بفارق كبير، وقد حكمت المرأة في العصورة القديمة أيام الممالك النوبية قبل المسيحية والإسلام السودان بقوة وصلابة وقدرة لا مثيل لها ، واشتهرت نساء محاربات جسورات وسياسيات ورائدات منذ ألفي سنة ، وهناك نساء ملكات دخلن التاريخ العالمي مثل: الملكة/ اماني ريناس. الملكة/ أماني شاخيتي. الملكة/شنكرخيتو. (ج)- وبعد دخول الاسلام السودان بموجب اتفاقية "البقط" عام 651 ميلادية، دخلت المرأة السودانية عالم الحجاب والاحتجاب والخضوع بالكامل لقوانين واوامر وتوجيهات الرجال، واصبح حالها اسوة بحال المرأة في كل المجتمعات العربية والاسلامية… ومنذ ذلك التاريخ القديم وحتي اليوم والمرأة السودانية مهمشة، ولا تجد لها مكانة في المجتمع الذكوري، مجتمع رجولي من الدرجة الأولى حيث يأتي الرجل دائماً في المقدمة في كل الأساسيات التي يتطلبها بناء المجتمع. (د)- رغم الظروف السيئة التي تعيشها المرأة السودانية، فان هذا لم يمنع ظهور بعض الاسماء النسائية التي لمعت في السودان بعد الاستقلال، وعرفنا القليل عنهم، ورايت ان اقوم برصد بعض هذه الاسماء، رغم انها اسماء شخصيات لم تلعب دور كبير في المجتمع. اولآ زوجات الرؤساء : 1- فاطمة محمد عبود: الفريق/ ابراهيم عبود تزوج ثلاثة مرات، فاطمة محمد عبود، كانت زوجته الأولى، وتوفيت بعد أن أنجبت له ابنته التومة. 2- زينب محمد عبود: تزوج بعدها من أختها زينب محمد عبود وأنجبت زينب ابنه البكر أحمد إبراهيم عبود الذي تربى مع «أخواله وخالاته» بسنكات بعد وفاة والدته زينب في طفولته. 3- سكينة محمد أبو الروس: تزوج إبراهيم عبود من زوجته الثالثة السيدة سكينة محمد أبو الروس وقد عاشت السيدة سكينة حياة سعيدة طيِّبة برفقة الفريق إبراهيم عبود وهي أول امرأة سودانية تسكن وزوجها القصر الجمهوري، توفت سكينة الي رحمة مولاها في مارس عام 2015، في التشييع كان الهتاف:"يا والدة يا مريم يا عامرة حنية.. أنا عندي زيك كم يا طيبة النية". 4- بثينة خليل: هي زوجة الرئيس الراحل/ جعفر النميري، توفت الي رحمة مولاه في يناير 2021. 5- روضة جوان سايمون: يقال-والعهدة علي الرواة-، ان النميري كان متزوج من السيدة / روضة جوان سايمون، وان روضة ادعت امام المحكمة الشرعية ،أنها زوجة شرعية للمرحوم جعفر محمد نميري وهناك وثيقة بخطه تفيد بزواجه منهاعلى الكتاب والسنة وقدمت الوثيقة إلى المحكمة في يوم 13/ابريل 2011. 6- فاطمة خالد: 1- هي زوجة الرئيس المخلوع عمر البشير، لا احد يعرف عنها الكثير في ظل ابتعادها عن دائرة الاضواء بصورة لم نلمسها في حياة زوجات باقي الرؤساء الذين حكموا السودان، وحتي اليوم بعد صدور الحكم علي البشير لا احد يعرف لها مكان. 7- وداد بابكر: هي الزوجة الثانية لعمر البشير، تزوجها بعد وفاة زوجها الاول العقيد/ ابراهيم شمس الدين، كتبت الصحف السودانية والعربية الكثير عنها، وتعتبر وداد انها دون باقي زوجات الرؤساء السابقين قد حظيت "سلبآ او ايجابآ" بظهور اعلامي مكثف لم تجده زوجة البشير الاولي. 8- ست البرين: هي والدة الرئيس المصري الراحل/ انور السادات، وهي من مينة دنقلا، تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان. 9- ريبيكا نياندينق دي مابيور: هي زوجة الزعيم الراحل/ جون قرنق، وتنتمي إلى قبيلة الدينكا، كانت بحكم انها تحمل رتبة مقدم تقاتل الي جوار زوجها ضد قوات الحكومة، ريبيكا ، ابدت عن رؤيتها حول مقتل قرنق، وقالت إنها تعلم من قتله، ولكنها كتمت آلامها كزوجة وفضلت عدم البوح حفاظاً على الشعب السوداني، وقالت " أنا أعرف من قتل زوجي و لا استطيع البوح بذلك الان ، وكما يقول المسيح " إتبعني، ودَع ألموتى يَدفِنون مَوتاهُم" (متى 8: 22) ، صحيح قتل د. جون ولكن لابد للحياة أن تستمر ولابد للشعب أن يعيش في أمان.". 10- أماني موسى هلال: هي خامس الزوجات الثلاثة عشر للرئيس التشادي إدريس دبي السابق، بمهر بلغ (26) مليون دولار، وتم عقد الزواج بحضور الرئيس عمر البشير شاهداً على الزواج، إلا أن الزواج لم يستمر إلا ستة أشهر فقط، منذ 20/ يناير- حتى 17 يوليو 2012، أماني هي ابنة موسى هلال، زعيم قبيلة المحاميد العربية وقائد ومؤسس مليشيا الجنجاويد. ثانيآ- شخصيات سودانية نسائية شهيرة: 1- نعمات مالك: زوجة المرحوم/ عبدالخالق محجوب القيادي الشيوعي الذي اعدمه جعفر النميري عام 1971، حظيت بمكانة واسعة وسمعة طيبة في الصحف السودانية، لا بحسبانها زوجة المرحوم/ عبدالخالق، وانما لدورها البارز في المشاركات السياسية والاجتماعية بعد رحيل عبدالخالق، تعرضت لمضايقات شديدة ومشاحنات مع جهاز الامن في زمن حكم النميري وعمر البشير، اخر تصريحاتها النارية كانت في يوم 14/ يناير 2021، عندما صرحت وقالت "أنا مع إسقاط العسكريين في المجلس السيادي.". 2- فاطمة احمد ابراهيم: هي زوجة الراحل/ الشفيع أحمد الشيخ، سياسية بالدرجة الاولي، وأول سيدة تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو1965، ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان، وكانت عضوة باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لعدة دورات، أنشات مجلة صوت المرأة التي اسهم في إنشائها عدد من اعضاء الاتحاد النسائي وأصبحت رئيسة تحريرها في يوليو 1955،أول سودانية تدخل الجهاز التشريعي بالبلاد حيث فازت في دوائر الخرجين في انتخابات عام 1956، وبعد ثورة 21/ أكتوبر1964 دخلت البرلمان، توفيت فاطمة الي رحمة مولاها فجر يوم السبت في الثالث عشر من أغسطس عام 2017 بالعاصمة البريطانية لندن عن عمر ناهز خمسٍ وثمانين عاماً بعد صراع طويل مع المرض وبعد سنوات طويلة من النضال على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي. 3- خالدة زاهر سرور السادتي: هي طبيبة سودانية، تعد من أوائل الطبيبات (امرأة) في تاريخ السودان، عملت كطبيبة في وزارة الصحة، وتدرجت في السلك الوظيفي حتى وصلت إلى درجة وكيل وزارة، وتنقلت من خلال عملها إلى كل أقاليم السودان، تنادي وتنشر الوعي بصحة الطفل والمرأة وحقوقها، وتساهم في قضايا محاربة العادات الضارة، شاركت في العديد من المؤتمرات الطبية خارج البلاد. قضت كل حياتها العملية في السودان إلى أن احيلت للمعاش في العام 1986، انتظمت في عضوية الحزب الشيوعي السوداني وهي طالبة وعملت في النشاط السري والعلني، كان لها نشاط سياسي واضح بالجامعة وشاركت في قياده اتحاد الطلاب في آواخر الاربعينيات وبداية الخمسينيات. قادة مظاهرة نادي الخريجين الشهيرة 1946 ضد الجمعية التشريعية وتم اعتقالها، استمر نشاطها السياسي بعد خروج المستعمر بالإضافة إلى قضايا الوطن والمواطنين و تحرر المرأة والدفاع عن الديمقراطية و رفض كل أشكال الديكتاتورية، توفت الي رحمة مولاها في يوم 9/ يونيو 2015 عن (89) عام. 4- زروي سركيسيان: هي طبيبة ودرست الطب مع خالدة زاهر سرور في نفس العام، وهي من مواليد الخرطوم بحري في يوم 9/ سبتمبر عام 1929، توفي والدها قبل أن تخرج إلى الدنيا، درست زروي سركيسيان في مدرسة الإتحاد العليا بالخرطوم Unity High School وبعدها التحقت بكلية كتشنر الطبية (جامعة الخرطوم حاليا) مع الدكتورة خالدة زاهر، مع الأسف، نظرا لظروفها الأسرية بعد زواجها من سعد أبو العلا رحمة الله، اضطرت لترك الخدمة وتفرغت كليا لزوجها وأولادها. 5- سعاد عبد الله الكارب: جمعت السودانية سعاد عبد الله الكارب بين درجة الدكتوراه في الصيدلة، ورتبة عسكرية عليا، فكانت أول امرأة تحمل رتبة اللواء في الجيش السوداني في مجال الخدمات الطبية، بجانب تقلدها منصب عميد كلية الصيدلة بجامعة كرري في السودان،الكارب امرأة سودانية عصامية، طوعت المستحيل لتتقلد أعلى رتب العلم، ومن ثم أرفع مناصب الجيش، منذ طفولتها الباكرة إبان دراستها مرحلة التعليم الابتدائي كانت مجتهدة في التحصيل الأكاديمي، تعتمد على نفسها فتركب الدراجة الهوائية حتى مدرستها بولاية الجزيرة وسط السودان، نبوغ الكارب العلمي واجتهادها في التعليم وانضباطها في حياتها جعلها تخطو بثبات نحو هدفها لنيل درجة الدكتوراه في تكنولوجيا الصناعة الدوائية من جامعة الخرطوم، وتدرجت بعد التحاقها بالجيش السوداني من رتبة النقيب لتصل إلى رتبة اللواء. 6- إحسان محمد فخري: أول قاضية في السودان، وأول امرأة في إفريقيا تتولي منصب قضاء، وأول امرأة تتولى منصب قاضي المحكمة العليا، ولدت بالخرطوم عام 1936م، تلقت تعليمها في مدرسة الإرسالية وحصلت علي شهادة كامبردج من الدرجة الأولي من مدرسة الاتحاد العليا، والتحقتُ بكلية القانون جامعة الخرطوم في عام 1956، وكانت أول طالبة تلتحق بها، والدها محمد إبراهيم و الملقب ب"فخري، تزوجت عام 1965م من زميل دراستها القانوني "صالح عوض صالح"، الذي عمل مستشارًا قانونيًا في ديوان النائب العام، توفيت الي رحمة مولاها في يوم الخميس28 من يناير 2015. 7- هالة محمد عبد الحليم: هي أول امراة تكون رئيسة حزب سياسي في السودان والمنطقة العربية، ومحامية سودانية معروفة ،وأحد أبرز قيادات المعارضة السودانية، إلتحقت ب"الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين"، التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي السوداني في العام 1987، كانت عضوة نشطة وفاعلة في الحركة الطلابية إبان دراستها؛ وترأست "جميعة المرأة" و"جمعية منطقة طلاب الديوم الشرقية" بالخرطوم، إنخرطت في صفوف الحزب الشيوعي السوداني في العام 1990 وظلت تمارس نشاطها السياسي فيه بجانب إحترافها مهنة المحاماة إلي أن استقالت منه في العام 2002، اختفت اخبارها بعد 11/ابريل 2019. 8- عائشة الفلاتية: أول مغنية سودانية لها فرقة وإسطوانات مسجلة باسمها في عام 1942، توفت الي رحمة مولاه عام 1974. 9- عفاف صفوت: هي احدى اشهر الاعلاميات السودانيات التي عملت من خلال الإذاعة السودانية في نهايات عام 1962، وهي أول مذيعه سودانية تقراء نشرة الاخبار الرئيسية في التلفزيون، توفت الي رحمة مولاه في عام 2014. 10- منيرة رمضان ابكر محمد: أول سودانية تعمل حكماً لكرة القدم ، مارست التحكيم لكرة القدم الرجالية ، منذ عام 1975- حتى عام 1980، وقد ظهرت منيرة رمضان في السودان في منتصف سبعينات القرن الماضي كأول امرأة تعمل حكم كرة قدم، وهي حكم درجة أولى، أدارت مباريات كبيرة في دوري الخرطوم قبل أن تعتزل التحكيم. وهي الآن تعمل معلمة في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية. 11- إقِنِس لوكونو: كانت أول سيدة تحكم ولاية سودانية في 1991. 12- حواء جاه الرسول "حواء الطقطاقة": ولدت في عام 1926 بمنطقة الرهد "أبو_دكنة" بولاية شمال كردفان، وهي تنتمي إلى أسرة محافظة، لكنها اخترقت الطريق وصارت مغنية شعبية مشهورة وبرزت في الأغاني_الحماسية والوطنية في مقاومة الاستعمار الإنجليزي حيث تعرضت للاعتقال وعمرها (16) سنة بمدينة عطبرة، وهي الأم الروحية لما يعرف بأغاني البنات في السودان وملهمة أغاني الأعراس إلى اليوم، لكن دورها الوطني ظل واضحا في الغناء للنضال والجيش والحركة الوطنية، وقد كانت أول من تغنى للاستقلال، وكانت من داعمي القضية الفلسطينية حيث استقبلت ياسرعرفات بالغناء في الخرطوم وقد أهداها شاله وعقاله إعجابا بها، كما التقت العديد من الزعماء العرب وغنت لهم كجمال عبد الناصر والقذافي وغيرهما، وكانت أحد المشاركين بالغناء في زواج الملك فاروق والملكة ناريمان، توفيت الي رحمة مولاه في ديسمبر2012. 14- (أ)- فاطمة احمد ابراهيم حفل وردي بالميدان الشرقي جامعة الخرطوم – فاطمة أحمد ابراهيم تدخل في نوبة بكاء (أبوالريش) https://www.youtube.com/watch?v=kaC62KMleYc (ب)- ربيكا قرنق: Sudan's Rebecca Garang's Interview on VOA's In Focus https://www.youtube.com/watch?v=rseak25oi28 ونواصل في الحلقة الثانية القادمة مع اشهر الشخصيات النسائية خلال ال(65) عام الماضية.