عزيزي القارئ يؤسفني أن أخبرك أننا أصبحنا ضيوف في هذا البلد الحزين ، نعم ضيوف في وطننا ، ذلك الوطن الذي كان اسمه السودان وتمتد حدوده من حلايب و وادي حلفا شمالاً وحتى نمولي جنوباً وفي رواية اخرى أبيي و من سواكن و القلابات والفشقة شرقاً وحتى الجنينة وجبل عوينات غرباً هذا البلد أصبح الآن عبارة عن وليمة شهية على منضدة المخابرات العالمية ، السودان الآن عبارة عن خروف محشي ضخم موضوع على السفرة ، الجميع يهم بالانقضاض عليه ، الجميع جذب مقعده وحاول اختيار الزاوية المناسبة لإلتهام أكبر جزء من هذا الخروف . السفرة نفسها تم الاعداد لها جيداً و قبل وقت كافي…!! وزعت الأطباق والشوك والسكاكين و الملاعق ، و وضعت بعض المعجنات و السلطات هنا و هناك ونثرت الشطة والتوابل للمزيد من الحماس لتناول هذا الخروف . مشكلة تلك الوليمة التي أعدت ليأخذ كل من الضيوف والجيران نصيبه فيها بإقتطاع جزء من هذا الخروف ، مشكلة هذه الوليمة أن أهل الدار و أصحاب الخروف يقومون بدور السفرجي ….!!! نعم سفرجي ..!! سفرجي كل دوره أن يقف إلى جانب الضيوف والجيران ليخدم عليهم ، يقضمون جزء من اللحم و يقطعون الفخذ و اليد والصدر وهم يتذوقون متعة هذا الطعام الشهي ، و صاحب الدار يكتفي بلعق لعابه وهو يتفرج على استمتاع الآخرين بخيراته . الآن ما يحدث من مبادرة إماراتية هي نتاج ل لعنة الفشقة و تفريطنا فيها في وقت من الأوقات ، و أي جهود أو مفاوضات تتم لمشاركة الآخرين لنا في أرضنا مرفوضة جملةً و تفصيلاً . إننا نقف مع الاخوة الإثيوبين في خندق واحد و ندعمهم بشدة في مشروع سد النهضة وذلك بسبب الخير الوفير الذي سيهل علينا عقب اكتماله ، ولكن أرضنا خط أحمر …!! الفشقة بالنسبة لنا مثلها مثل حلايب لا تفريط فيها ولا تراجع عن سيادتنا الوطنية …!! إن كانت الإمارات حريصة على الاستثمار في السودان فلدينا من الاراضي الزراعية و مشاريع التنمية الكثير في كل ولايات السودان. يمكنها الاستثمار مثلها مثل الآخرين إنما العمل بمبدأ استعمار في شكل مبادرة فهو مرفوض مرفوض . خارج السور : الفشقة سودانية و حلايب سودانية [email protected]