كمال كرار احتل الصهاينة فلسطين في 1948 وشجب العرب واستنكروا الاحتلال بالبيانات والتصريحات النارية وكفى. وانهزم العرب في حرب 1967 وتوالت بيانات الشجب والاستنكار والسودان نفسه شجب واستنكر علي حد المثل (الموت وسط الجماعة عرس). وغزت إسرائيل لبنان وحاصرت بيروت في 1982 واستنكر العرب وشجبوا والسودان برضو. وتقصف إسرائيل الآن غزة واستنكر العرب وشجبوا وصمت السودان هذه المرة وقل لي لماذا؟ لأن مؤتمر باريس المنعقد غدًا بشأن ديون السودان وأمور أخرى ينظمه أصدقاء إسرائيل وحبايبها في العالم وأي كلمة كدة ولا كدة ستجهجه ملفات الانبطاح وسيدخل ناس الهبوط الناعم في نفق ضيق. والصمت المهين الآن يراد به شراء رضا الأسياد ولتذهب فلسطين في ستين داهية ولكن الجواب من عنوانو كما حملت الأنباء فقادة سودان الثورة تستقبلهم في باريس سفيرة فرنسا بالسودان يا لهذه الحفاوة الفرنسية والبروتوكول الدبلوماسي الفريد في نوعه.. وماذا يحدث إن ذهب شاجن صغير بدرجة وزير إلى باريس في يوم ما؟.. ومن سيكون في استقباله؟ التبعية والانبطاح تعني فيما تعني فقدان السيادة والقرار المستقل ولهذا فالصمت سيد الموقف بشأن غزة. والتعطيل سيد الموقف فيما يتعلق بمجزرة القيادة العامة لأن نتيجة التحقيق (قد تعمل ثورة) كما قيل.. والتعطيل سيد الموقف فيما يختص بقانون النقابات حتى لا تكون سلاحًا في يد العمال. ومن سوء حظ الذين هرولوا لباريس، إن العالم مشغول بالقصف المتبادل بين غزة وإسرائيل ومجلس الأمن منعقد والخطوط الساخنة التلفونية ممتدة ما بين تل أبيب والعواصم العالمية وعلى هذا فمؤتمر باريس في كف عفريت.. وأمن إسرائيل أهم من ديون السودان ومكونه المدني والعسكري.. ومن يهن يسهل الهوان عليه.. ولكنه حينما يمثل دولة فإن الإهانة تلحق بالسودان وثورته وشعبه.. ولكن الشعب السوداني العنيد سيرد على (المهانين) بما يستحقون.. وأي كوز مالو؟ وأي منبطح مالو؟ وسؤال أخير لماذا يتغدون في باريس ولم يفطروا في القيادة العامة؟ الميدان