الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ألقت بظلالها علي المجتمع السوداني ومعيشته وصحته وتعليمه وأثرت كذلك في كافة تفاصيل حياته التي تتعلق بإجتماعياته المتمثلة في (صلة الرحم،الأفراح،الأتراح..الخ) وهي أشياء تعتبر من صميم إهتماماته التي يحرص عليها إلا أنها مؤخرا بدأت في التراجع بوضع ماهو أهم في المقدمة والتنازل أو التقليل عما تبقي رغم أهميته بعد أن أصبحت عبء ثقيل عليه. ثوابت إجتماعية تعتبر الافراح والاتراح من الثوابت الاجتماعية التي يعيشها المواطن بشكل دائم إلا أن الوضع الاقتصادي الذي بدأ ينهار يوما تلو الآخر جعل البعض يقلص من الصرف المادي في مناسبات الافراح (الزواج) بأن يكون المهر حسب الاستطاعة بلا تشدد وأن تكون العزومة محدودة محصورة في أشخاص معينين والغاء حجوزات الصالات لارتفاع أجرها والاكتفاء بنصب خيمة في الحي وإلغاء فنان الحفل للعداد المرتفع أو الاستعانة بفنان غير معروف بعداد أقل أو مجانا (مجاملة). ولائام ومدعوون عدد من المواطنين أكدوا أنهم إستغنوا في مناسابات أفراحهم عن إقامة ولائم ضخمة والاكتفاء بمراسم العقد فقط التي تتم في المسجد ،مؤكدين بأنهم يواجهون ضغوط مادية صعبة وغلاء في الاسعار لذا سعوا للحلول التي تخفف عنهم رهق المعاناة. فيما أكد بعضهم بإحياء مناسباتهم في الاحياء مع الحرص بتقليص عدد المدعوون للمناسبة لتقليل التكاليف والاكتفاء بوجبة الفطور بدون بذخ أو بوبار. الغاء مراسم العزاء كانت الاتراح في الماضي تنصب لها خيام العزاء لمدة ثلاثة أيام لتقبل العزاء من كل مكان مع توفير الوجبات الثلاثة (فطور ،غداء،عشاء) بجانب القهوة والشاي التي تستمر علي مدار اليوم. من جانبهم أكد عدد من المواطنين بأنهم تماشيا مع الظروف الاقتصادية الصعبة قاموا بالغاء مراسم العزاء التي كانت تستمر لأيام نهائيا ومنعا للتجمعات والصرف المادي رفعوا شعار (ينتهي العزاء بإنتهاء مراسم الدفن) ،مضيفين (وهو الامر الذي أسهم كثيرا في تقليل الصرف والتخفيف علي من يقطنون في الولايات البعيدة الاكتفاء بتقديم واجب العزاء بالهاتف خاصة مع إرتفاع قيمة التذاكر.) صندوق الحي في الوقت ذاته فرض الكثير من أهالي الاحياء المختلفة علي قاطنيها بعدم إعداد أي وجبة طعام يوم العزاء والاكتفاء بما يأتي به أهل الحي من طعام من مال صندوق خصص لتلك المناسبات وماتبقي منه يشترون به السكر والشاي لاهل المناسبة وعدم مد أيام العزاء وهو ذات الامر الذي يحدث في كثير من القري والارياف. إجتماعيات مهددة عدد من الموظفين والعاملين في الاعمال الحرة أكدوا بان إجتماعياتهم أصبحت مهددة بالخطر لعدم التواصل في المناسبات المختلفة وقطع صلة الرحم بسبب غلاء المعيشة وإرتفاع قيمة تعرفة المواصلات لأن مايجدونه من مال بسيط الاولي به سد رمق جوعهم والتنازل عن المظاهر والبذخ وكل ماهو غير ضروري – حسب تعبيرهم).