أقامت الأستاذة والصديقة العزيزة "أمل هباني" الدنيا ولم تقعدها عبر دعوتها للنساء للاستعانة بصديق (بوكو) انتقاما من الزوج الذي يتزوج عليها عبر (رخصة) دينية تسمح له العبور فوق قيود مجتمعنا. للأستاذة أمل الحق في طرح رأيها ومن حقنا التعليق عليه سلبا أو ايجابا دون المساس بشخصها، فهي موضع احترامي الكامل. في البدء، أنا ضد التعدد والزواج بثانية وثالثة ورابعة دون فك الارتباط بالأولى. والاهم من ذلك، التعدد في الإسلام ليس اصلا لقوله سبحانه وتعالى: "وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ".- سورة النساء الآية 129. بمعنى أن الواحد منا إذا قرر التزوج باثنتين أو أكثر لن يستطيع العدل بينهما ولو كان حريصا على ذلك مما يعني أن لا نحاول التعدد و"نكسر الحنك". فكرة الاستعانة بصديق "بوكو" فكرة غير صائبة، فماذا لو كان الصديق نفسه متعدد الزوجات؟!!! وكيف للأم أن تبرر لاطفالها وجود شخص آخر في غرفة نوم ابيهم؟! ألم يكن الأجدي للزوجة أن تطلب الطلاق؟ او تشترط في عقد الزواج عدم زواجه بأخرى وهي في عصمته؟ بل بإمكانها المطالبة أن تكون العصمة في يدها، أو أن تناضل مثل نساء تونس لإلغاء التعدد في قانون الأحوال الشخصية، وساكون اول الداعمين لها. ولكن إختيار الطرق السهلة للتغيير في المجتمع سيأتي بنتائج عكسية ويزود الذين يقفون ضد التغيير بذخيرة مجانية لشحن المجتمع وكسب تاييده للوقوف ضد التغيير. أرجو من الأستاذة أمل سلوك الطرق الوعرة للتغيير وحينها سنكون معها في قلب المعركة دون أن ننسي أن هنالك مناخات مختلفة لنساء السودان، فمن حق الحياة لنساء دارفور، وجبال النوبة، والنيل الازرق إلى النساء اللواتي يمتن قبل الوضع في انحاء متفرقة من وسط وشرق وغرب السودان نظرا لعدم وجودة قابلة في مناطق سكنهن مما يضطرهن إلى السفر إلى مناطق بعيدة لتوفر مركز صحي بها ولكنهن يمتن في الطريق قبل الوصول إلى تلك المراكز الصحية.