فك رقبة السودان وأهل السودان من الديون بالمليارات يحتاج الي ادارة الزمن والتوقيت ، هو ما ينقصنا في السودان ، عبر عن ذلك بشجاعة معالي الدكتور / عبد الله حمدوك – حفظه الله – رئيس مجلس الوزراء في رده علي سؤال يتعلق بالفشل في الالتزام بالمواعيد المضروبة ، كان رده ما يعني أننا في السودان لا نلتزم بحرفية ما نبذله من مواعيد لتنفيذ عمل ما ، تلك هي الحقيقة المرة ولكن لا بد من تغيير المتلازمة السودانية ونحن نتجه لوضع برنامج فك رقبة أمة السودان وطرح حمولة الديون التي تثقل كاهل البلاد والعباد. لنعبر خلال ثلاث سنوات لتصبح صفحتنا في دفتر ( الجرورة) عند دول نادي باريس وغيرها قد لحقها الشطب والتمزيق بسبب الوفاء ، طريق ليس بالشاق فقد خبرته دولة السودان الحديثه ، في العام 1899م كانت ميزانية السودان في جانب الايرادات مبلغ 126596 جنيها وفي جانب المنصرفات مبلغ 230238 جنيها وتوالي العجز الي العام 1902حيث بلغت الايرادات 270226جنيها والمنصرفات مبلغ 516940جنيها ، عبرت الدولة بعد ذلك بفضل الله ثم بحسن التدبير وزراعة القطن بمشروع الجزيرة ، بهذه المناسبة فالسودان هو المصدر الحقيقي للقطن المصري والحاج قوقل يأتيك بالخبر اليقين في ما يلي : ( ذكر السير ونجت في تقرير عام 1903م أن السودان هو المصدر الحقيقي للقطن المصري وأن بذور القطن التي جلبها المسيو جومل الي مصر كانت في الاساس من حديقة أحد الموظفين في السودان . وفي تلك السنة بدأت تجربة زراعة القطن في دلتا طوكر ودلتا القاش في شرق السودان وجاءت بنتائج مبشرة ). لا أود الدخول في أصل القطن ولكن المعلومة أتت كما الجملة الاعتراضية ، ما يهمنا هنا أن زراعة القطن جاءت بنتائج مبشرة في عدة أماكن من السودان وليس فقط مشروع الجزيرة ، تكثيف زراعة القطن في دلتا القاش ودلتا طوكروعند منطقة السميح التي تروي من خور أبو حبل هو الحل الاني مع الاخذ في الاعتبار برنامج الثلاث سنوات ، التفكير الاستراتيجي لنقل البلاد الي التنمية المستدامة يأخذ وقتا أطول ولكن لا بد من البدء الان ، نسخ مشروع الجزيرة لنحصل علي مثله في الجنينة والدمازين وكادوقلي مع تنويع ما يزرع في كل منطقة بحسب الميزة التفضيلية يساهم التطبيق في الحصول علي تنوع المحاصيل النقدية في مزارع واسعة تدار بكفاءة عالية. تعجيل حركة التنمية عبر الحصول علي قروض ومنح من خلال الكوة التي سمحت للسودان الاستفادة من القروض والمنح والاندماج في سوق التجارة العالمية ، يحتاج الي ادارة جيدة للوقت ووضع جداول لتنفيذ برامج الاعماروالبناء ، السكة حديد والخطوط الجوية السودانية في تأهيلها يكون بحشد الخبرات السابقة التي أبعدها النظام البائد وتلك الخبرات هي الادري بشعاب المرفقين كما أهل مكة بشعابها وحواريها تلك التي تماثل تضاريس مدينة الفاشر بين علو وانخفاض ، لا تأخذنا السواليف بعيدا عن مشروع الجزيرة الان حيث يعكس عدم التوقيت حاجة تفاتيش كثيرة في المشروع الي الماء ، تعجز وزارة الري عن توفير اليات لنظافة الترع في الموعد الضروري كأنما موسم الزراعة يأتينا فجأة كما رمضان والعيد ، متلازمة سودانية يجب التخلص منها والعودة الي اللعب الجماعي. التعدين العشوائي أيضا هو من الفوضي السودانية في اهدار الموارد وزرع الزيبق في هواء السودان النقي ثم بعدها نلوم الامراض التي تأتينا من غير سابق تأريخ لسلالتها في البلاد ولا نلوم التعدين الاهلي وغفلة الحكومة عنه، هي أيضا من الغشامة عندنا أن نترك استغلال باطن ثروات البلاد لمغامرين هواه ، بالله عليك كيف يكون الحال لو أن بعض دول الخليج تركت صناعة التنقيب عن البترول للقبائل وكل قبيلة تنقب وتستخرج البترول ثم ترسله تهريبا عبر السفن الي أمريكا وغيرها ، نحن عباد السودان نسيج فريد حين نتحدث عن الوطنية في مسار وفعلنا في الاتجاه المعاكس يسعي لبناء الذات وتفضيل ذلك علي بناء الاوطان ، حتما لن نصل الي نقطة الانجاز بهذا السلوك والمواعيد والمواقيت السودانية كما عبر عن غياب ذلك دولة رئيس الوزراء.