أربك إلغاء الدولار الجمركي الأسواق السودانية، وشهدت أسعار غالبية السلع الاستهلاكية والخضر والفاكهة ارتفاعاً تزامن مع إلغاء الدولار الجمركي، بجانب ارتفاع تكاليف ترحيل السلع والمنتجات نتيجة تحرير أسعار الوقود، الأمر الذي أدى حسب -خبراء اقتصاديين- إلى زيادة معاناة المواطنين بسبب موجة الغلاء الطاحنة التي تشهدها أسواق السلع الاستهلاكية الأساسية. ولا زالت المعالجات الاجتماعية عبر برنامج (ثمرات) و(سلعتي) تواجه تحديات الوصول لجميع المستهدفين، ولم تتنزل على أرض الواقع بالصورة المثلى، في وقت أعلنت فيه وزارة التجارة عن حملات لضبط الأسواق حتى تساهم تلك المعالجات في امتصاص الآثار السالبة للإجراءات الحكومية التي أقرتها الدولة مؤخراً. وكشفت جولة ل (مداميك)، على أسواق السلع الاستهلاكية عن ارتباك وفوضى في الأسعار من تاجر لآخر، وهناك تباين في الأسعار من محل لآخر وسط شكاوى من أصحاب المحلات من وجود ركود وضعف في القوة الشرائية، بسبب موجة الغلاء الذي تأثرت به غالبية أسعار السلع. التاجر حسين عمر قال ل (مداميك)، إنه بمجرد إعلان إلغاء الدولار الجمركي ارتبكت أسواق السلع الاستهلاكية، وأصبح التجار لا يفهمون سوى زيادة الأسعار تحسباً لأي مستجدات قد تطرأ، لأن التاجر لا يريد أن يكون ضحية إجراءات تعرضه للخسارة. وأضاف أن عربات الشركات أو أسواق الجملة التي يجلبون منها السلع لا زالت الأسعار فيها مرتفعة، وعلى ضوئها يقومون بتغيير السعر على البضاعة، ويضعون سعراً جديداً حتى لو كانت السلعة موجودة بالمحل بالسعر القديم. في الأثناء، بدأت بعض الشركات في تخفيض أسعارها عبر مناديب موجودين ببعض المحال التجارية مثل شركات المكرونة والشعيرية نوعية (نوبو) بتخفيض (40) جنيهاً على الكيس. كذلك هناك تخفيضات على شاي الواحة، وعبر عدد من المواطنين عن أملهم أن تحذو الشركات حذو تلك الشركات مراعاة لظروف المواطن الذي صار ضحية الغلاء. وهناك سلع ظلت أسعارها مرتفعة مثل السكر وزيوت الطعام والصابون بكافة انواعه، والجبنة والطحنية والأرز والعدس والشاي والبن. بلغ سعر كيلو السكر (300) جنيه، ولتر الزيت (1,000) جنيه، وارتفع رطل الشاي إلى (1,000) جنيه، والأرز والعدس (600) جنيه للكيلو، والصلصة حجم كبير قفزت إلى (500) جنيه، وهناك زيادات في أسعار الألبان، حيث قفز سعر الرطل إلى (150) جنيهاً. وفي أسواق اللحوم ارتفع سعر كيلو الضأن إلى (2,300) جنيه، والعجالي (2,000) جنيه، واللحمة المفرومة (3) آلاف جنيه، والسجق (3,500) جنيه، والكبدة الضأن القطعة (800)جنيه، والكبدة العجالي الكيلو بواقع (3) آلاف جنيه، والدجاج الكيلو (1,500) جنيه، والبيض الدستة (600) جنيه. وفي أسواق الخضر، ارتفع سعر كيلو الطماطم والباذنجان إلى (600) جنيه، والبطاطس الكيلو (500)جنيه، والبامية (800) جنيه، وربطة الملوخية والرجلة الصغيرة (200) جنيه، والبامبي الكيلو (400) جنيه، والقرع (500) جنيه، والكوسة والخيار (800) جنيه. وفي أسواق الفاكهة ارتفع سعر دستة البرتقال إلى (1,200) جنيه، ودستة المانجو تختلف حسب النوعية تبدأ من (1,500) جنيه، وتصل إلى (2,500) للمانجو الهندية، والموز الكيلو (400) جنيه، والتفاح الدستة حسب الحجم تبدأ من (1,800) للحجم المتوسط، وتصلإالى (2,500) للحجم الكبير، والقطعة تتراوح بين (150) إلى (200) جنيه. وعزا التاجر عاصم علي ارتفاع أسعار السلع للزيادة التي طرأت على الترحيل بسبب تحرير الوقود، فضلاً عن إلغاء الدولار الجمركي. فيما اشتكى المواطن تاج السر حسن من الفوضى التي تشهدها الأسواق، وفشل محاولات الدولة في احتواء موجة الغلاء المتنامي من ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية. وأضاف: "أصبحنا عاجزين تماماً عن الإيفاء بالمتطلبات الضرورية، ونشتري رزق اليوم باليوم، تزايد التعامل بالدين، وأحياناً يرفض أصحاب المحلات الانتظار لأول الشهر لسداد الدين، بحجة أن الأسعار أصبحت متغيرة من يوم لآخر". مداميك