و أنا منهم….فقد استبقنا النتائج بالفشل..عبرالوسائط الاسفورية والمقالات الصحفية..عند تعيين المنصورة بنت الامام وزيرة للخارجية وارتبنا وغرتنا الاماني بالكثير من الشك والريبة في مقدراتها وامكانياتها بل وثقافتها والمامها بالشئون الخارجية لعالم متغير كل يوم هو في حال… وكل ذلك النقد لم يكن موضوعيا ولم يعط المنصورة بنت الأمام حقها من الوقت الكافي حتي تظهر قدراتها وتظهر لنا ما تحت الثوب النسائي من عقل وتفكير وبصيرة. فالمنصورة بنت الامام ، كما تقول سيرتها الذاتية، فهي سياسية من الدرجة الاولي في المشهد السياسي الداخلي..وفي صغوف حزبها السياسي اعرق واكبر الاحزاب السياسية في السودان..ومقاتلة شرسة في الاحراش والادغال…عملت مع تحالف المعارضة وفي العمل المسلح ضمن صفوف التجمع الوطني الديمقراطي …وقد اعتقلت عدة مرات خلال فترة ( حكم الانقاذ)..وسجنت لمدة اسبوع. لقد اعتدنا، في وزراء خارجيتنا السابقين، قبل المنصورة وأسماء محمد عبدالله الدهاء السياسي..والفصاحة علي المنابر، والتلاعب بالالفاظ وادب الدبلوماسية المقرون بالشعر والثفافة وحلو الحديث والكلام..من أمثال المحجوب ومبارك زروق وأبراهيم المفتي ومنصور خالد وجمال محمد أحمد وزين العابدين الشريف الهندي…وغيرهم..وكل منهم علي طريقته ..ولكننا لم نعرف الدبلوماسية الناعمة … لهذا ارتبط المنصب الوزاري بالذات، في هذه الوزارة، بالتنميط…وكأنه حكرا علي الرجال ، وان النساء غير قادرات علي قيادة العمل العمل الدبلوماسبي علي مستوي القمة ، رغم أن في العالم الخارجي أكثر من ( 18) وزيرة للخارجية …في كندا وكرواتيا وكوستاريكا وهندراوس واندونيسيا السويد والنرويج وغيرها..وقد عقدن في مونتريال العام 2018 مؤتمرا دوليا أكدن من خلاله بان للنساء دورا متميزا في مراكز القيادة وهي الاقدر علي تعزيز الديمقراطية والأمن والسلام والمصالحة بين الشعوب، من خلال الدبلوماسية الناعمة التي تجيد كل تقنياتها العصية. إن الهدؤ والسكينة التي تعيشها وزارة الخارجية السودانية ، هذه الايام، برغم حرارة الجو و الحراك حوالها، تنم وتوحي بأن هناك خططا وبرامج ومبادرات دبلوماسية تطبخ علي نار هادئة سوف تري النور قريباً فيما يهم رئاسة الوزارة او سفارات السودان بالخارج…فدعونا نعطي المنصورة بنت الامام الفرصة الكافية …فقد تأتي للدبلوماسية السودانية الناعمة بما لم يستطعه الاوائل من عتاد الرجال. [email protected]
