وسط حضور جماهيري كبير تم تصيب الجنرال المنفرد تلفون كوكو ابو جلحة رئيسا للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال وبهذه المناسبة اصبحت حركة شعبية شمال اربعة تنظيمات تحت إسم واحد وهي الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان قيادة الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو والتي تعتبر الحركة الأكثر شعبيا وطرحا وجيشا وتاييدا وقبولا وسط ابناء النوبة تليها الحركة الشعبية فصيل النيل الأزرق بقيادة مالك عقار ثم الحركة الشعبية قيادة خمبس جلاب وأخيرا الحركة الشعبية قيادة الجنرال تلفون كوكو ابو جلحة حيث أصبح من الصعب لاي إنسان التمييز بين الحركات الأربعة التى تتطابق في كل شيء عدا رؤساءها فضلا عن مجموعة مبارك اردول بالرغم من تأسيسها والتي سبقت حركات دارفور بأكثر من عقدين من الزمان إلا أن الحركة الشعبية بدأت أخيرا تتبع نهج أخواتها من الحركات في دارفور . قبيل احتكاكها بحركات دارفور ابان تكوين الجبهة الثورية السودانية في بدايات 2011م كانت الحركة الشعبية مثابة مرجعية وقدوة لبقية الحركات خاصة حركات دارفور بل كانت مرجعية وقدوة لبقية الحركات من حيث الطرح والبرنامج والمشروع والوحدة والمؤسسية والتماسك والقيادة . انطلقت حركتي تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور وحركة العدل والمساواة الجناح العسكري لحزب الراحل عبدالله الترابي بقيادة الراحل خليل إبراهيم في نهايات عام 2002م وبسبب سوء الإدارة وغياب الرؤية وضعف المؤسسية واختلاف الأهداف تشظت حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة إلى أكثر من خمسمائة حركة وفيصل واصبح الإقليم يعاني من تضخم الحركات وكثرتها حيث أصبح مقابل كل أسرة في دارفور حركة أو فصيل فضلا عن المليشيات المسلحة التابعة للحكومة. كقوات ألف سين بقيادة مؤسس الجنجويد ومهندس الإبادة الجماعية المدعو شيخ موسى هلال بعدها مليشيات الدعم السريع والتي شكلت من بقايا مليشيا الف سين بعد انهيارها عندما ظهر بوادر خلاف بين رئيسها موسى هلال و حكومة المخلوع البشير. بسبب تشظيها اصبحت الحركات في دارفور جزء من الأزمة تحتاج للحل بدلا عن كانت جزء من الحل أو بدلا عن كان طرفا تبحث عن الحلول لقضية الإقليم . بسبب كثرة الحركات أختفى الهدف تماما وضعفت القضية بل اصبحت منسية في ادراج المجتمع الدولي بدلا من أن كانت تتصدر المشهد دوليا في بدايات إنطلاقها وتم إختراق كل فصيل من قبل الأجهزة الأمنية الكيزانية بل بعض الفصائل أصبح تدار بواسطة الأجهزة الأمنية وتمكن بعض قيادات الأجهزة الأمنية الوصول إلى رئاسة بعض الفصائل الحركات ومن ثم تحويل مسار القضية لصالح الكيزان. اليوم أصبح إيجاد حلول لمشكلة الحركات نفسها في دارفور اصعب إن لم تكن مستحيل من مشكلة الإقليم نفسها والآن الكل يفكر كيف سيتم حل لمشكلة الحركات وليس مشكلة دارفور والتي اصبحت سلعة الكل يريد بيعها بالثمن الذي يريده. وأصبح العدو هو كل من يقف في طريق البيع وليس المؤتمر الوطني كما في السابق واصبحنا أول من يطالب بالمصالحة مع المؤتمر الوطني والإسلاميين حتى الذين يفتكرون انهم مازالوا على المبادئ والثوابت الثورية التي انطلقت الحركات من أجلها اصبحت تسيطر فيها قيادات من المؤتمر الوطني واصبحوا جزءا من صناع القرار, داخل الحركات سواء كان بدارية من رؤساءها نسبة للمصالح أو بدونها. اليوم أصبح إنسان دارفور وقضيته في خبر كان خاصة بعد التشظي وسط الحركات واختفاء الهدف الذي كان من اجله انطلقت الحركات وأصبحت الحركات تحارب من أجل الحرب لتحقيق مصالح قياداتها بدلا عن كانت تحارب ضد الظلم لتحقيق العدالة والتي اختفت داخل الحركات نفسها ناهيك عن شعب دارفور. وقضيتها العادلة. بعد نضالات طويلة دامت ما يقارب الخمسة عقود من الزمن حركة شعبية في طريقها إلى أزمة أخرى مضافة لازمة ابناء النوبة والنيل الأزرق بدلا عن كانت طرفا تناضل من أجل حل عادل لقضايا المنطقة (جبال النوبة والنيل الأزرق ) إذا لم يتم تداركها قبل فوات الأوان.