مطالبة معالي الدكتور / عبد الله حمدوك – حفظه الله – رئيس مجلس الوزراء بضرورة عمل مؤتمر عاجل للعلاقات الخارجية السودانية ، لم تأت الا بعد نفاذ صبر الحليم ، يوم أن كانت العلاقات الخارجية السودانية بيد أهل الصنعة والدربة عانق بها المحجوب – عليه رحمة الله – الثريا طلبا لمجد أمة السودان ، تولي المحجوب منصب وزارة الخارجية في عام 1957م ثم في 1964م، خاطب الاممالمتحدة بعد العدوان الاسرائيلي عام 1956م ثم بعد النكسة في 21يونيو1967م ، كانت مخاطبته اعادة لمجد فحول شعراء العرب وهم ينثرون الدرر في سوق عكاظ يحكم بينهم الاقرع بن حابس، بل كان المحجوب متفردا حيث كانت مخاطبته للأعاجم بلغتهم وهو بينهم متحدثا فصيحا باعترافات قادة الادب عندهم. منحوه البيرق وعقدوا له الراية. جاء عهد الاخوان مع حكم الانقاذ في 1989م ، توزعت العلاقات الخارجية بين وزير الخارجية المعين رسميا علي رأس الوزارة ، وبين عوض الجازمن موقع اخريتولي معه رئاسة لجنة البريكس وهي اختصار للعلاقات مع روسيا والصين وجنوب افريقيا والبرازيل والهند ، من داخل القصر تدار أيضا العلاقات الخارجية مع دول الخليج ويتأبط طه عثمان الحسين ملف العلاقات مع تلك المجموعة ، تتراوح حدود العميل طه الحسين في ادارة العلاقات الخارجية داخل القصر من قدرته علي نقض علاقات السودان مع ايران الي تمليك فلل لبعض أفراد أسرة الرئيس البشير في خارج السودان. هكذا توزعت أعباء ادارة العلاقات الخارجية بين جزر معزولة لها مصالح مع دول أجنبية حمل بعضهم وثائقها الثبوتية أيضا ، بالتقادم صارت مؤسسة الرئاسة تدير معظم العلاقات الخارجية بكادر غير مؤهل مهنيا ويتجسس البعض علي السودان من قلب قصر الشعب السوداني ، نعم ، هم وزراء ولكن تراكمات خبراتهم لا علاقة لها بإدارة العلاقات الخارجية مع دول العالم ، بعضهم أشعر غزلا في وزيرة الخارجية الموريتانية مما سبب مشاكل دبلوماسية وشرخا في العلاقات ، تدني الاداء مع ضخامة حجم مهام العلاقات الخارجية شجع بعض الممتهنين للعمل الدبلوماسي خارج وزارة الخارجية الي تحويل علاقات السودان الخارجية الي سوق للبيع والشراء، فكانت الجوازات السودانية تمنح مقابل حفنة دولارات و جلبت فعلتهم أطنان الخزي والعار للجواز السوداني حول العالم ، ضاع الفاصل بين العام والخاص في علاقات السودان الخارجية مع الدول وصار بعضها ينظر باشمئزاز لوفود السودان ، تجلي ذلك في نظرة الرئيس بوتين وحيرته التي تبدت عندما طلب البشير من بوتين حمايته من أمريكا التي فصلت جنوب السودان علي حسب زعم البشير. نعم ، تحتاج العلاقات الخارجية الي مؤتمر نوعي لتجميع شتات ملفات العلاقات الخارجية السودانية ، توصيف مهام وزارة الخارجية بصورة أدق وإرساء قواعد وبروتوكول العمل بينها ومؤسسة الرئاسة لبعث التناغم ، ذلك يعيد احترام الدول الخارجية لوزارة الخارجية السودانية كما كانت في عهد المحجوب ومبارك زروق و أمير الصاوي ومنصور خالد وكوكبة من خيار أهل السودان – عليهم جميعا رحمة الله. العلاقات الخارجية السودانية بذلك التشظي فقدت المبادأة ، يظهر ذلك في دور السودان في جامعة الدول العربية ، بعد انفصال دولة جنوب السودان كان من الممكن بذل جهد دبلوماسي بسيط لإقناع الدولة الوليدة للانضمام الي المنظمة الاقليمية تلك ، اقتراح تعديل اسم المنظمة الي جامعة الدول الناطقة باللغة العربية يمكن أن يجد قبول الاعضاء العرب المؤسسين ، الاجراء علي بساطته يمنح فضاء أوسع لإبقاء دولة جنوب السودان في المنظومة الاقليمية تلك ، دول مثل تشاد وارتريا ربما اعادت النظر في موقفها أيضا. التسمية المقترحة تعيد للعربية اللغة مجدها و تثبت وصف من ينطق ضادها حيث تضمه ديارها. العلاقات الخارجية السودانية في نسختها بعد ثلاثين عاما من حكم نظام الكيزان ، غاب نموذج المحجوب في الخطابة أو علو كعب الوزير المختص في اثراء منصب وزير الخارجية بعلاقات دولية يستصحبها معه من تجربة سابقة ، كلها مميزات ومؤهلات افتقدها السودان في وزير الخارجية. هو منصب يجب أن يخضع المرشحين له الي الفحص من قبل لجنة من اساتذة الجامعات والمتخصصين من قدامي قبيلة السلك الدبلوماسي ، ذلك هو المتبع في الدول التي تنهج الحكم الراشد ، منصب وزير الخارجية يجب أن لا يدخل من ضمن المحاصصات لان الطرف المقابل من الدول التي نتعامل معها أو نبني معها العلاقات تعجم أعوادها وتدفع بأكفأ خيار من خيار خضعوا الي فرز قاس لولاية تمثيل البلاد وتسويق دولهم في الخارج. وتقبلوا أطيب تحياتي. مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد [email protected]