أحيانا بعض السلام المبنى على غش وعلى حساب الاخرين يصنع قتله بامتياز وظواهر غريبة .. فلنحذر من سلام وهمى واتفاقيات لم يتوافق عليها الجميع وظالمه قد تكون بداية اشتعال المنطقه وتمزيقها . وللمفارقة اتفاقية سلام هتلر بدلا من تحل السلام خلقت أكبر قاتل فى تاريخ البشريه .. فلم يخلق هتلر قاتل ولا يوجد قاتل وشرس خلقه الله بل الظروف هي التي تشكل حياة الانسان فكان هتلر ضحية معاهدة سلام فاسده . وللدقه معاهدة إنهاء حرب والشعوب التي تعيش فترة الاضهاد تقف مع من يرفع خطاب يدعي انصافها من الظلم وردع الظالم ووجدت في هتلر ضالتها . معاهدة فرساى التى انهت الحرب العالميه الإولى هى من أسست لاشتعال الثانيه : اقتطعت 12% من سكان المانيا وحوالي 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد. ونصت على ألا يزيد الجيش الألماني على مئة ألف جندي..وكما ألزمت ألمانيا بدفع تعويضات هائله لا دخل بالشعب الالماني بها لأن من قتل الناس لم يأت به الشعب .اقتطعت المعاهده ممرا آمنا لبولندا قسم المانيا الى قسمين ليصل الى بحر البلطيق ... هذا الظلم وقع على المانيا في اتفاقية سلام فرساي . حاول هتلر ان يعيد صياغة المعاهدة بعد وصولة للحكم لكن تعنت فرنسا وامريكا كان غايه فى الاستفزاز له ولشعبه ... طرح نظرية الأجواء الحيويه ورفضتها دول الحلفاء .. فبدأ رحلته مع الغضب الكبير واجتاح النمسا ومن بعدها بولندا .وتدخلت انجلترا بانذار صممته أمريكا حتى يرفضه هتلر ... تسارعت وتيرة الصدام بعد عربدة اليابانيين فى الصين ومساعدة المانيا وايطاليا واشتعلت الحرب .لو اعتبرنا بدايتها عام 1936 باجتياح اليابان لمنشوريا فعدد قتلاها حتى يوم انتحار هتلر 82 مليون انسان كانوا يمثلون 2.5 % من سكان الأرض .. وحطمت حضاره انسانيه قدرت ب20% من الانجاز البشرى .. لا أبحث لكبير القتله هتلر هنا عن مبررات ..لكن أحذر من نوعية اتفاقيات السلام (الهتلرية) التى يتم بنائها على معاهدات فاسده ومغشوشة وبالفعل بدأت تظهر بعض الاصوات النشاز التي تدعو الى دعاوي لن يسلم منها أحد وتدعو الى تقسيم السودان أو ازالته من الخارطة . لا توجد أمة تهوى العيش في حرب دائمة، فالحروب ليست نزهة والموت ليس مظهرًا للرفاهية، وما من شعب إلا ويرغب في السلام، والحروب غالبا ما تفرض عليها قسرًا أو تخوضها اضطرارًا للدفاع عن قيم أساسية تشعر أنها تعرضت للتهديد من أي طرف داخلي أو خارجي ويغدو التعايش معها صعباً والحياة صعبة. الحرب الحقيقية هي حرب البحث عن شروط حياة جيدة يكون السلام فيها حقيقيًا وموثوقًا …والسلام عندما يبنى على أسس غير سليمة فهو لا يحسم مشكلة ولا يعالج أسباب الصراع، وأقصى ما تفعله مثل هذه الاتفقيات هو أنها تؤجل الحرب وتطيل زمن المعاناة، وبهذه النتيجة يكون ما حدث من إتفاق هو سلام مغشوش وهذا النوع من السلام أكثر سوء من الحرب نفسها، فهو يسهم في تضليل الشعوب عن جذور المشكلة ويصدر حالة خادعة من الإستقرار وتظهر الظواهر (العمسيبية) . ياسر عبد الكريم