1- العنوان اعلاه ليس من عندي، ولا من اختراعاتي او بنات افكاري، وانما من صحفي مخضرم يعمل باحدي المؤسسات الصحفية في الخرطوم، وعنده المام كبير بخفايا واسرار ما يدور في ارقة الحكم، وله علاقات واسعة ومتينة باغلب رموز النظام الحالي والسابق، وبالقادة العسكريين والضباط. 2- كنت قد اتصلت به استفسره عن سبب فشل المؤسسات العسكرية الاربعة في السودان (القوات المسلحة، قوات الدعم السريع، جهاز الامن الوطني، الشرطة) في انهاء التفلتات الأمنية "الإجرامية" بالعاصمة والولايات، وفقدان المواطنين للامن والامان، وعدم قدرة الحكومة علي جمع السلاح من المواطنين وابعاد المنظمات المسلحة من الخرطوم؟!! . 3- لم اكن اتوقع ان يفاجئني الصحفي بتاكيد تام منه ان كل مظاهر الفوضي السالبة التي ضربت العاصمة وبقية الاقاليم، وان التقاعس في صد الانفلات الامني، وسقوط وسقوط عشرات الآلف من القتلي خلال الفترة من يوم الخميس 11/ ابريل عام 2019 وحتي يومنا هذا، هي عمليات مقصودة ومبرمجة بدقة من جهات عسكرية رسمية هدفها اثبات ان الحل في استعادة السودان امنه واستقراره الكامل يكمن في وجود حكم عسكري (100%) خالي الدسم من اي مشاركة مع مدنيين!!، وان الفوضي العارمة التي ضربت البلاد من اقصاها الي ادناها لن تتوقف وقد تزداد اكثر عنف وحدة في المستقبل طالما هناك ازدواجية في الحكم بين المكون العسكري والمدني!!. 4- قال الصحفي في حديثه: الانفلات الامني المريع الذي فات كل الحدود ، وغدا يحتل المكانة الاولي من بين كل المشاكل الاخري بلا منافس، هي صناعة من ابتكار وتاليف واخراج خبراء عندهم الخبرة والدراية بكيفية خلق المشاكل والازمات وبث الفتن والفرقة بين الناس، انهم خبراء استخدموا نفس الافكار القديمة التي سبقت انقلاب الرئيس السابق جعفر النميري، ومن بعده انقلاب عمرالبشير ان المدنيين لا يصلحوا لحكم بلادهم وانقاذ وطنهم من الفساد وحكم الاحزاب. 5- قال الصحفي في حديثه: من يتمعن حال اليوم يجدها تشبه الي حد بعيد تلك الايام التي سبقت انقلاب "الضباط الاحرار" في يوم 25/ مايو 1969، حيث جاء وقتها في البيان العسكري رقم واحد ، ان فساد حكم الاحزاب قد سبب الغلاء الفاحش ، وهذه الاحزاب هي نفسها وراء ارتفاع عدد القتلي في معارك حرب الجنوب. 6- قال الصحفي في حديثه: البيان العسكري رقم واحد في يوم 25/ مايو 1969، حمل الاحزاب الوطنية والمواطنين مسؤولية تدهور الاوضاع ، وان القوات المسلحة عزمت علي انهاء هذا الوضع المزري،… يومها خرجت الجماهير في مظاهرات سعيدة بهذا الحدث الكثير، وكيدآ في الاحزاب. 7- البيان العسكري رقم واحد في يوم الجمعة 30يونيو 1989، كان صورة طبق الاصل من البيان العسكري الذي القاه النميري في مايو 1969، بيان عمر البشير حمل الاحزاب والمواطنين تدهور الاحوال في البلاد. 8- واكمل حديثه: ان الذين يسعون جاهدين لابقاء البرهان في مكانه بمجلس السيادة لاطول فترة زمية ممكنة بدون عكننه او مضايقات من مدنيين واحزاب، يخططون لابقاء حالة الفوضي العارمة في البلاد، وان تستمر عمليات الاقتتال في كل مكان بلا توقف، وان تستمر حالة التشرذم بين المواطنين في دارفور وبوتسودان، وتنشيط عصابات "النيقرز"، وتشتد النزاعات بين القبائل العربية والاثنية في كردفان ودارفور، ان يكون هناك دائمآ توتر في الشارع السودان، ومظاهرات، واعتصامات، واضرابات، واحتجاجات، واشتباكات بين الشرطة والمواطنين،…كل هذه المخططات يتم تنفيذها بهدوء شديد وحذر بالغ من اجل ان يقتنع الشعب ان اصلاح الحال في البلاد لايتم الا برجوع العسكر مرة اخري للحكم، تمامآ كما اقتنع من قبل في انقلاب النميري. 9- (أ)- سالت صديقي الصحفي ان كان هذا المخطط الرامي لابقاء البرهان في مكانه بمجلس السيادة الي اجل غير مسمي، وانه لن يتنحني في نوفمبر القادم، وان هناك انقلاب عسكري (ابيض) قادم في الطريق لصالح البرهان وحمدوك بدعم عربي خارجي؟!!! . (ب)- اجاب: "مع الاسف الشديد كل شيء متوقع حدوثه في البلاد!!" . 10-كسرة بعديدة عن الموضوع: اتقدم بخالص شكري وامتناني لكل من وقف معي اثناء فترة العلاج بالمستشفي، واخص بالشكر اصدقائي في مدينة لايبزج ولندن وموسكو واستراليا. [email protected]