ينتظر الجمهور الرياضي توضيحاً مهماً وعاجلاً من السلطات الرياضية في مستوياتها المختلفة الإدارية الحكومية، الفنية، والنقابية المحلية والعالمية، حول فيديو أظهر نائب رئيس نادي المريخ محمد سيد أحمد وهو يطلق الرصاص في ملعب النادي، ويحتفظ الجمهور الرياضي بسلوك آخر يتعلق بتسيير جماهير لما أسماه باستلام مؤسسات ومنشآت النادي من مجلس إدارة رئيس النادي "المنتخب" سابقاً، آدم سوداكال، ويماثله في الشرعية الحديثة بعقد جمعية عامة موازية لجمعيته، التي نال منها شرعيته هو ومجلسه، ولم ينتبه مجلس إدارة نادي المريخ الجديد برئاسة حازم مصطفى "الموجود خارج البلاد" لمحاذير سبقت دعواته لاستلام منشآت النادي، وقاد الجماهير لصدام غريب وهو الأول من نوعه، في نيل شرعيات إدارية على مستوى الأندية الرياضية في البلاد، فمن جهة تتمسك جماهير غفيرة بأحقية رئيس النادي آدم سوداكال في الاستمرار، بينما اتجه مجلس "مصطفى" للتوحش نحو السيطرة على النادي ولو بقوة السلاح، التي أظهرها نائب رئيس مجلس الإدارة محمد سيد أحمد المعروف بالجاكومي. وبكل تلك الحيثيات التي قادت لإصابات وسط جماهير النادي، وتهديد، وتوتر للأجواء في النادي الذي خسر مؤخراً مباراته الأولى، في دوري أبطال أفريقيا، إلا أنه قليلاً ما تم نقاش قضية "فلول النظام البائد" في ذلك المسرح الرياضي، ويغض الطرف عن ذلك جمهور حانق على "سوداكال"، ولا يمانع من أي رئاسة بخلافه حتى وإن كان من قادة النظام البائد، كما هو الحال بالنسبة لرئيس النادي حازم مصطفى، وأعضاء في مجلس الإدارة على رأسهم الوزيرة في العهد المخلوع "تابيتا بطرس"، لكن تبرز نصيحة عضو مجلس السيادة رئيس لجنة إزالة التمكين، محمد الفكي سليمان، بسد الفرقة حتى لا يتسرب عناصر النظام البائد من مستويات إدارية للأندية الرياضية في البلاد، رغم تأكيده على ديمقراطية وأهلية العمل الرياضي من الناحية الفنية. وحول سؤاله على اتهامات فساد تسوقها لجنته ضد رئيس نادي المريخ حازم مصطفى، شدد على أنهم لا يتوانون في تقديمه للعدالة، وردد بقوله مخاطباً الجمهور الرياضي "إنتو شوفو شغلكم ونحن بنشوف شغلنا". ويعتمل الواقع المريخي هذه الأيام بصخب وضوضاء عارمة، وصفها مراقبون بأنها نقل للصراع من المسرح السياسي للمستطيل الأخضر، وينحون باللوم والاتهام على نائب رئيس مجلس إدارة نادي المريخ محمد سيد أحمد، الذي عُرف بممارسة سياسية مليئة بالصراعات، وتفتقر لحساسية السياسي الذي يعالج الأمور بعيداً عن العنف، لكن البعض ذهب إلى أن انسحاب المرشح للرئاسة مولانا مجذوب المجذوب قاد لانفجار الوضع، نظراً لما يملكه من حكمة في إدارة الواقع المريخي المحتدم بالخلافات. ورأى المراقبون أن انسحابه مثّل هروباً وتمهيداً لعناصر النظام البائد، وإن كان سيد أحمد محسوباً على القوى الثورية إلا أن تحالفه مع القيادي بالنظام البائد حازم مصطفى ووضعه على رئاسة مجلس الإدارة، شانت من موقفه، وإن كان البعض لم يستغرب منه ذلك. ولحسم التجاذب بين مجلسي "الجكومي" و"سوداكال"، فإن الوسط الرياضي والمريخي ينتظر قراراً من الاتحاد العام بأيلولة أمر مؤسسات ومنشآت نادي المريخ لأحد الطرفين، بعد أن وضعت الشرطة يدها على المؤسسات مخافة أن يحدث لها تخريب، كما بدا واضحاً في معركة الاثنين الماضي، لكن آخرين يرون أن انحياز مجلس إدارة الاتحاد العام لأي طرف دون الآخر، ربما يقود لتوترات ومواجهات جديدة، ما يضع الاتحاد العام أمام خيار استبعاد المجلسين والعودة لمجلس تسيير، وعقد جمعية عامة جديدة أكثر ديمقراطية يتمكن فيها الجمهور المريخي من التعبير عن رأيه، دون انحياز أو حالة استقطاب، حيث إن معظم الفاعلين الآن في النادي يميلون نحو مجلس "الجكومي"، وإن كان ذلك دون إرادتهم، لكن قبل ذلك فإن الجمهور الرياضي يترقب موقفاً حاسماً من الأجهزة القانونية والنقابية، حول حادثة إطلاق رصاص بواسطة نائب رئيس مجلس إدارة نادي المريخ "الجكومي". الحداثة