أغلق أفراد ينتمون للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات فجر اليوم السبت خط أنابيب البترول عند منطقتي دهنت وهيا (شرقي السودان)، في سياق تصعيد المجلس احتجاجاته على مسار الشرق ضمن اتفاقية السلام، وللمطالبة بالتنمية وإنهاء التهميش. وقال القيادي في المجلس الأعلى لنظارات البجا (شرقي البلاد) محمد أوشيك -للأناضول- إنه في إطار خطتنا التصعيدية أغلقنا أنبوب النفط الذي ينقل البنزين والغازولين إلى العاصمة الخرطوم في محطة هيا بولاية البحر الأحمر (شرق). وأضاف أن لدينا خطوات تصعيدية أخرى تشمل كوابل الإنترنت والاتصالات في البحر الأحمر طالما ليست هناك مبادرات للحل من قبل الحكومة. وكان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات قد أعلن في 17 سبتمبر/أيلول الجاري إغلاق عدد من الطرق التي تربط شرق السودان بباقي مناطق البلاد. كما أغلق عددا من الموانئ على البحر الأحمر، بما فيها ميناء بورتسودان. ويطالب المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات بشكل أساسي بإلغاء مسار شرق السودان الموقع ضمن اتفاق سلام جوبا. كما يطالب بحل الحكومة الحالية، ويلوح بحق تقرير المصير لشرق السودان. وكان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات قد أعلن الإقفال التام للطريق المؤدي إلى مدينة بورتسودان (شرقي البلاد). وقال المجلس إنه سيمنع عبور السيارات والحافلات من مدينة بورتسودان وإليها عند منطقة العقبة، لكنه بالمقابل أعلن عن رفع جزئي للإغلاق عن مطار بورتسودان لمدة 72 ساعة. وأمس الجمعة، شن رئيس المجلس الأعلى للنظارات والعموديات محمد الأمين ترك هجوما عنيفا على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وطالبه بالاستقالة، قائلا إن على حمدوك محاكمة من يتهمهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة أو الاعتراف للشعب والمجتمع الدولي بالكذب. وتثير التطورات المتلاحقة في شرق السودان أسئلة بشأن طبيعة الكيان الذي يتشكل باسم المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، وأهدافه وآليات عمله، وعلاقته بالهيئات والأجهزة الرسمية. والمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة هو مكون سياسي نشأ أثناء انعقاد مفاوضات جوبا بين الحكومة والجبهة الثورية، ويتألف من قيادات أهلية وحزبية ومجموعات شبابية غير منظمة. وقد عقد اجتماعه التأسيسي في فبراير/شباط 2020 بمنطقة تاماي (جنوبسواكن) بحضور عمد وأعيان قبائل البجا (شرقي السودان). وتبنى قضايا إقليم شرق السودان ومناهضة التوقيع على الشق الخاص بالإقليم في اتفاق جوبا. وفي 28 سبتمبر/أيلول 2020 عقد مؤتمره العام الأول في مدينة سنكات بولاية البحر الأحمر بعد إهمال الحكومة مطالبه. ويتمتع المجلس القبلي حاليا بأغلبية جماهيرية في إقليم شرقي السودان، ويحتج على مسار الشرق ضمن اتفاقية السلام الموقعة في جوبا بين الخرطوم وحركات مسلحة متمردة، حيث يشتكي من تهميش مناطق الشرق، ويطالب بإلغاء المسار وإقامة مؤتمر قومي لقضايا الشرق ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية فيه، كما يطالب بالإطاحة بالحكومة المدنية الحالية وتفويض الجيش لاستلام السلطة.