ظل السودان يعتمد اعتماداً كلياً في صادراته ووارداته على ميناء شرقه بالبحر الأحمر ولم تتحسب الحكومات المتعاقبة لأي طارئ او تفكر في وضع بديل تحوطاً لما قد يحدث في يوم ما ويحول دون وصول البضائع او يعيق حركة الصادرات ويشل الحركة التجارية بالبلاد ، ويؤثر سلباً على حياة المواطن ، فاكتفت بالاعتماد كلياً على اطلالة السودان على البحر الأحمر ، كهبة ربانية ومورد طبيعي حباه الله للسودان كغيره من الموارد من اراضي زراعية و تنوع مناخي وانهر تجري بطول البلاد ، ولم تتحسب لحرب او كوارث طبيعية قد تحدث ، وانصب كل همها في اجراء بعض التحسينات التطويرية بالميناء واكتفت بطريق بري يبلغ عمره أكثر من خمسة واربعين عاماً يمر عبر سلسلة جبلية وعرة ، وسكة حديدية مفردة مهملة ابلاها الزمن ، الى ان جاء التصرف الأرعن من بعض فلول النظام البائد بايهام أهل الشرق الطيبين البسطاء أن ازالة البؤس الذي يعيشونه يكمن في اغلاق الشارع وتفكيك قضبان السكة حديد (وهدم المعبد على من فيه) ولم يفكر أحد منهم في ان من يدعوهم لذلك هم سبب ما هم فيه من فقر وبؤس وجهل ومرض ، ولم يهتدِ أحد منهم الى أن ازمات الاقاليم وازمة الشرق لم تكن وليدة اليوم ولم تتسبب فيها هذه الحكومة ، وحتى من وضع المسارات في سلام جوبا المزعوم هم نفسهم رجال العهد البائد من أعضاء اللجنة الأمنية لنظام البشير ومشاركيهم من الأرزقية وحاملي السلاح الذين اذاقوا أهلهم القتل ومرارة الذل والتشرد والنزوح . أجمع الشعب السوداني بكل أطيافه شيباً وشبابأً على رفض ذلك النظام الجائر وازالته عبر ثورة شعبية سلمية أبهرت العالم بوقوفها في وجه أعتى الدكتاتوريات والنظم الشمولية متسلحين بوعيهم وايمانهم بوطن يسع الجميع وحالمين بمستقبل يرون امكانية تحقيقه ليست مستحيلة الآن .. رب ضارة نافعة اتى التنبيه من ابناء الشرق (كتمرين) لحكومة المركز لما يمكن أن يحدث اذا اندلعت حرب او حدثت كارثة طبيعية (زلزال أو بركان او سيول و غيرها) لا قدّر الله ، يحدثنا التاريخ في مثل هذه الحالات أن الدول تلجأ الى الاستعانة بجيشها لأنه وبالتأكيد لديه من الخطط الاستراتيجية والاحتياطات والبدائل ما يكفل حماية البلاد وأمن العباد ، ولكن للأسف .. هذا الخيار أيضاً غير متاح نسبة للضعف الذي أصاب بنية الجيش وتأهيله لمثل هذه (الحوبات) فلم يقدم الجيش بديلاً لإنقاذ شعبه – فبالتأكيد – أن خراب الثلاثين عاماً قد طال الجيش كغيره من مؤسسات الدولة فصار بعيداً عن دوره وأكتفى بمقعد المتفرج ولا يزال على قياداته القتلة من أعضاء اللجنة الأمنية الذين لا يعنيهم اصلاح الجيش و مؤسساته ولا سلامة المواطن وأمن البلد . [email protected]