كان الهدف الرئيسي من اعتصام القصر هو توفير غطاء سياسي للانقلاب، وسقط هذا الغطاء بمواكب 21 اكتوبر المهيبة التي انتظمت كافة أرجاء البلاد، والتي أوضحت للعالم بأجمعه حجم الكثرة الكاثرة التي تدعم الانتقال الديمقراطي في البلاد، مقابل القلة الانتهازية القليلة التي تنادي بارجاع عجلة التاريخ وعودة حكم العسكر. وكان ان أصبح الاعتصام بلا هدف أو قيمة، وتحول إلى أكبر مطعم عشوائي مجاني في الهواء الطلق، يرتاده الجوعى أثناء مواقيت تقديم الوجبات، وأصبح قبلة لأبناء السبيل والمؤلفة قلوبهم، وصار عبئًا ثقيلا حتى على المنظمين والممولين، إذ لا يوجد ثمة مستفيد الآن من وجود الاعتصام سوى تجار الموز، بل حتى تجار الموز – كما قال لي فاكهاني يبيع فاكهته على ناصية شارع محمد نجيب- أصبحوا يخجلون من الارتباط الذي أحدثه الاعتصام ما بين الموز والانتهازية، وقلة المروءة والشرف وانعدام الارادة الحرة والوطنية، أو كما قال. شخصيًا تهمني جدًا سمعة (الموز) ذلك المحصول النقدي الهام، فلا تظلموا الموز.