1- منتهي الغرابة ما يجري في سودان اليوم ، ان الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان الذي شارك في الاطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، واعتقله في يوم 11/ ابريل عام 2019، وجرده من كل امواله السودانية وبالعملات الصعبة، ثم ابقاه حبيسآ في بيت الضيافة قبل تقديمه للمحاكمة، ثم بادر بعدها باعتقال الرؤوس الكبيرة التي تسيدت الساحة السياسية طوال ثلاثين عام، وابقي بعضهم في الزنزانات طوال (29) شهر وحتي اليوم بلا محاكمات، وبعدها ايضآ قام بتشكيل مجلس سيادي كان هو صاحب الكلمة فيه بدون اي نوع من الاحترام لبقية الاعضاء فيه، وازدري بالاعضاء المدنيين في هذا المجلس، ولم يابه كثيرآ بالحكومة الانتقالية، وعادي بشدة رئيس الوزراء الدكتور/ عبدالله حمدوك المنتخب شعبيآ… هذا البرهان الذي جعل من نفسه اسد ضرغام علي الجميع نراه قد اصبح ضعيفآ هزيلآ امام الناظر/ محمد الأمين ترك (ناظر قبيلة الهدندوة)، ورئيس المجلس الاعلي لنظارات البجا، الذي تحدي علانية وبقوة شديدة مجلس السيادة، والحكومة الانتقالية، والمؤسسات العسكرية، ورفض الاجتماع مع اي مسؤول حكومي مدني او عسكري كان، وقام باغلاق الطرق الرئيسة المودية من بورتسودان لباقي المدن، واغلاق الموانئ واقامة المتاريس حتي تستجيب السلطات لمطالبة والا اعلن انفصال شرق البلاد عن السودان اسوة بالجنوب!!…ومازال الوضع كما عليه طوال ثلاثين يوم!! 2- البرهان قام بانقلاب في يوم الاثنين 25/ اكتوبر الحالي، وابقي رئيس الوزراء في الاقامة الجبرية بعد حل مجلس السيادة، واعتقل شخصيات سياسية عندها وزن في الساحة السياسية، واطلق الرصاص عمدآ وقتل متظاهرين….كل هذا قد حدث بعد الانقلاب الاخير ولم يقرب الناظر ترك، ولا سمعنا انه قد انذر او حذر ترك من مغبة تصرفاته!! 3- فاقت خسائر الاقتصاد السوداني بعد اغلاق الطرق والموانئ في بورتسودان نحو (7) مليارات دولار كما جاء في الصحف المحلية، ورغم ان التدهور الاقتصادي مازال في تصاعد، لم نلمس اي قرارات رئاسية او عسكرية لوضع ترك في حجمه الطبيعي، وانه ليس بالشخص الذي في مقدوره تحقيق المطالب بالقوة والتحدي وتخريب الاقتصاد ونشر الفوضي والتهديد بانفصال الشرق. 4- بكل المقاييس، البرهان اسد فقط علي حمدوك ، وفار هزيل امام خليفة بن زايد آل نهيان، وعبدالفتاح السيسي، ومحمد حمدان "حميدتي"…والناظر ترك!! 5- حال البرهان مع الناظر ينطبق عليه قول الشاعر جرير: زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مَرْبَعاً؛ أبْشِرْ بطُولِ سَلامَة ٍ يا مَرْبَعُ..