فديتك يا مديد القامة يا شعبا سديد الرأي وقلبي عليك يا حجرا حنين دفاي اقبل وين افوتك وفي حماك حماي شهيد الكلاكلة الذي ارتقى في حراك جماهيرها في الثامن والعشرين من مايو 2022م، يؤكد مجددا ان ماذكره فولكر امام مجلس الأمن من انخفاض العنف، لا يعدو حالة كونه تمني في احسن الاحوال، وتضليلا في اسوأها، والاخيرة اقرب للواقع. فالواضح هو ان المجتمع الدولي وآليته الثلاثية، مستميتان في محاولة فرض تسوية تعيد بعث شراكة الدم، وتعويم الانقلاب والسماح لمجرمي عصابة اللجنة الامنية بالافلات من العقاب. والمراقب لمجرى الاحداث، يرى بوضوح ان فولكر لم يطالب أمام مجلس الامن بمحاسبة من تسببوا في الانسداد السياسي بانقلابهم العسكري، بل اعتبرهم شركاء في حوار عسكري مدني، وطلب منهم فقط تهيئة الجو للحوار برفع حالة الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وفي تنفيذ مباشر للمشروع المشترك، استجابت العصابة الحاكمة للامرين يوم أمس. فبعد اجتماع مسرحي لمجلس الامن والدفاع الذي رفع توصية بالأمر، قام زعيم العصابة برفع حالة الطوارئ التي ماتت وشبعت موتا تحت اقدام المناضلين وحراكهم، مع الأمر باطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذي واصل النظام انكار وجودهم أصلاً في الفترة السابقة. واكب ذلك عنف غير مسبوق ومواجهة بالرصاص الحي لحراك الكلاكلة قبل ذلك بيوم واحد، ادى الى ارتقاء الشهيد السابع والتسعين منذ انقلاب اللجنة الامنية الكاشف في اكتوبر الماضي. وهذا العنف يفصح بوضوح عن طبيعة هذه العصابة الحاكمة وموقفها من الشارع الثائر ومن مطالبه ومن ثورته، ويؤكد طبيعة التناقض التناحري بين الطرفين، بمستوى يجعل من اي تفاوض بينهما مجرد حوار طرشان. كذلك شهدنا تقديم المناضلين المتهمين عبر التلفيق بقتل الضابط الرفيع في الشرطة للمحاكمة بعد التعذيب، في افصاح آخر عن طبيعة النظام الحاكم. كامل المشهد يؤكد ان توزيع الادوار بين البعثة الدولية والعصابة والتيار التسووي، يسير بخطى حثيثة في اتجاه تدوير الزوايا لاعادة انتاج الشراكة، التي ادت الى احتواء الثورة، وإنتاج شراكة جديدة قديمة تقوم بدور تصفية الثورة التي فشل الانقلاب في تصفيتها. والاكيد هو ان التيار التسووي في كامل الاستعداد للعودة الى هذه الشراكة، وأن المجتمع الدولي الذي يدفع باتجاهها يستخدم جميع ادواته في سبيل انجازها بما في ذلك وقف اجراءات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي. فالتيار التسووي منخرط تماماً في مشروع فولكر، ويرغب في استغلال حراك الشارع لتحسين موقفه التفاوضي، لا للانتصار للحراك او تحقيق اهداف الثورة. كل ذلك لن يهزم إرادة الشعب، ولن يزعزع لاءاته الثلاثة، ولن يمنعه ان ينتصر. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!. [email protected]