بالتزامن مع إبلاغ دولة جنوب السودان وفد الحرية والتغيير المتواجد باراضيها حاليا في إطار الجولات الخارجية لحشد الدعم الإقليمي للعملية السياسية عن دعمها الكامل للاتفاق الإطاري؛ اعلن المتحدث الرسمي باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف عن موعد ورشة مراجعة اتفاق السلام الثلاثاء المقبل؛ مايطرح تساؤل بشأن التوقيت و الدعم الجنوبي مع الاخذ في الاعتبار ان (جوبا) تعتبر الراعي الأساسي لاتفاق سلام جوبا؛ فهل تراجعت عن وثيقتها بشأن اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية وبعض الحركات المسلحة؟ ماهي الدلالات من ابتدار الجولة بجنوب السودان؟ ينظر متابعين للمشهد السياسى إلى ان ابتدار جولة الحشد الإقليمي بدولة جنوب السودان تحمل دلالات عدة؛ في ظل التعقيدات التي تواجهها العملية السياسية بسبب رفض وممانعة حركات مسلحة للإنضمام للاتفاق الإطاري الا وفق شروط تراها مركزية التغيير غير ممكنة. وتاتي أهم هذه الدلالات إلى جانب العلاقات الازلية بين السودان ودولة جنوب السودان؛ هي ان الاخيرة تعتبر الراعية الأساسي لاتفاق السلام وبإبلاغها رسميا وفد الحرية والتغيير بدعمها الكامل للاتفاق الإطاري تضع الرافضون في موقف صعب. ويعتبر الصحفي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر ان دولة جنوب السودان لها تاثيراتها الكبيرة َالتي من الممكن أن تقوم بعمل توازن مع ما تمارسه الحكومة المصرية من ضغط تجاه الاتفاق الإطاري. مؤكدا ل"الراكوبة" إن وجود الحرية والتغيير المجلس المركزي في جوبا الان يعتبر رسالة قوية للداخل والخارج؛ فضلا عن ان العملية السياسية تتطلب موازانات اقليمية ودولية كبيرة جدا؛ ووصف ما يتم الان بالقفزة كبيرة نحو الأمام وخطوة في طريق الاتجاه الصحيح في ضرورة احداث تفاعل اقليمي. هل تراجعت جوبا؟ في مقابل ذلك يرى مراقبون ان جوبا بابلاغها وفد الحرية والتغيير المجلس المركزي الدعم الكامل للاتفاق الإطاري؛ قد وقعت في خطأ كبيرا وتراجع عن الإتفاقية التي رعتها واحتضنتها في اراضيها؛ سيما ان مراجعة اتفاق سلام جوبا هو احد القضايا الخمس المرجأة. وعقب سقوط نظام البشير ابريل 2019 قادت جوبا وساطة بين الحكومة وبعض الحركات المسلحة انتهت باتفاق السلام الموقع في أكتوبر 2020 لأنهاء الصراع الدامي في إقليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان؛ غير ان هذا الاتفاق لم يستطيع تحقيق مكاسب على أرض الواقع وانهاء حالة الصراع والاقتتال في الإقاليم المعنية؛ ما جعل الاصوات تتعالى بضرورة مراجعته او إلغائه. وفي ظل تعالي هذه الأصوات يتحفظ الموقعون على الاتفاق على هذه الدعوات ويعدونها محاولة من قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي للنيل من الاتفاق في إطار الصراع السياسي؛ الا ان مركزية التغيير أكدت مراجعته دون إلغائه مع الحفاظ على مكتسبات قادة الحركات. تعقيدات وتحذيرات. وتعتبر حركتا جيش تحرير السودان والعدل والمساواة ابرز القوى الرافضة للاتفاق الإطاري؛ وقد حذر قادتها من المساس من الاتفاقية. ولدى مخاطبته حشدا جماهيريا بإقليم دارفور الاسبوع الماضي قال رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل ابراهيم ان اتفاقية جوبا تعتبر من أفضل الاتفاقيات التي وقعت خلال السبعة عقود الماضية. وجدد بعدم العودة للحرب وقال إن هناك أطراف ظلت تعارض اتفاق السلام منذ اليوم الأول مشيرا إلى ان التأخير في تنفيذ بنود السلام يعود إلى عقبات خاصة بعدم الاتفاق السياسي. وفي ذات المنحى يرى خبراء في الشأن السياسي انه لا يمكن تعديل الاتفاق وذلك بحسب ما تنص عليه الفقرة 16 و التي تطيح بامكانية اي تعديل وان اقتضت المصلحة العامة؛ وان مضي الحرية والتغيير في مراجعة الاتفاق دون جبريل ومناوي يمكن ان يطيح بالعملية السياسية برمتها. وتستهدف الحرية والتغيير من الكتلة الديموقراطية كل من جبريل ومناوي فقط للإنضمام لركب الاتفاق؛ بينما يرى الرجلين ضرورة إشراك الجميع دون استثناء لاحد من مكونات الكتلة المنضويان تحتها فضلا عن تحفظات على الاتفاق بشأن سلام جوبا المزمع مراجعته والذي يعدانه خطا أحمرا. نكوص عن الوثيقة وابلغت دولة جنوب السودان وفد الحرية والتغيير المتواجد باراضيها دعمها الكامل للاتفاق الإطاري. أشاد مستشار الرئيس للشؤون الأمنية والسياسية توت قلواك بالتطور الملحوظ فى العملية السياسية وانطلاق المرحلة النهائية، مشدداً على ضرورة الوصول إلى اتفاق نهائي يحفظ السلام ويحقق الامن والاستقرار ويستعيد مسار الانتقال المدني الديمقراطي فى السودان؛ وأكد دعم حكومته الكامل للاتفاق. الباحث في العلوم السياسية د. أزهري بشير يرى ان دولة جنوب السودان بدعمها الاتفاق الإطاري ارتكبت خطأ كبيرا؛ مؤكدا انه بدعمها للاطاري أكدت على وجود أخطاء في اتفاق السلام. وقال ل "الراكوبة" ينبغي على جوبا معالجة الاتفاق وحل المشكلة بين الحركات الرافضة وقوى الحرية والتغيير ومن ثم تعلن عن دعمها للاتفاق الإطاري. وتابع: جوبا لم تحترم الوثيقة التي وقعتها ورعتها فلماذا هذه المراوغة منها؛ فضلا عن المشكلة بشأن الاطاري داخلية والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تركت الحرية والتغيير الداخل ولجاءت لدعم الخارج فالأولى لها تقود جولة في الولايات ومن ثم جولة اقليمية.