بكل تأكيد الجميع يعرف معنى الانقلاب وعقوبة من يرتكبه في القانون الجنائي السوداني منذ أول إصداراتها وإلى آخر تحديث تم إلحاقه بالقانون ، كما يفوت على أحدكم متابعة محاكم انقلاب ثورة الإنقاذ والمتعاونين معها والتي وقعت في 30 يونيو من العام 1989م . جميعنا بنجزم إنها انقلاب إلا إنهم كانوا يتنكرون من لليوم الأولى لها. ورغم معرفة كل قادة آل دقلو بهذه الجريمة والملاحقات القانونية المترتبة عليها والتي يمكن أن تطارد شريكهم الجنرال البرهان ومعاونيه ولو بعد حين ، إلا إنهم قالوا وسيقولوها عدة مرات قادمة عن قصد وليست إفلاسهم في إيجاد كلمات ومعاني بديلة تناسب حديثهم لتلمعهم وتقربهم من المجتمع الغربي وسفراءها في الخرطوم ، والذين يعرفهم حميدتي جيدًا بأنهم لم ولن يتخلوا عن الشأن السوداني وإن يؤدي ذلك إلى اللجوء للبند الصعب في الأممالمتحدة من أجل التدخل في الشأن السوداني ، كما إن الشارع السوداني المضطرب حاليًا لا تقبل بالبرهان ولا من شاركه أو استمر في الشراكة معه في السلطة ، ومع علمهم التام بملاحقتهم بجريمة فض الإعتصام البشعة وإن سلموا السلطة لحكومة مدنية كاملة الدسم ورمي اللوم على رأس الانقلاب وجنرالات الجيش القريبين منه ، إلا أن كل ذلك واقع وأعتقد بأن الحقيقة عكس ذلك تمامًا ، وأكاد أجزم بأن معظمكم لا تبتعدوا لتفكير في أن آل دقلو يسعون جاهدين لتأسيس دولة الجنجويد في السودان والتمدد غربًا للسيطرة على تشاد وأفريقيا الوسطى ، وبعض المناطق في دولة جنوب السودان ، وهذه الخطة جاري التنفيذ منذ أمدًا بعيد بخطط مرحلية مبنية على عدة تحالفات وكل تحالف تستمر لفترة محدودة لتحقيق هداف معين ضمن الأهداف التي تحقيق مشروعهم التوسعي ، ومع الأسف هنالك عدد مقدر من الساسة محسوبين على الثورة ولكنهم يردون الاصطياد في الماء العكر للوصول إلى كراسي السلطة في الحكومة المقبلة بأي ثمنًا ممكن ، لذا ترأهم هذه الأيام يعكفون ليلًا ونهارًا لتجهيز خطب ، بيانات وتقديم إستشارة إعلامية وسياسية لأمير الحرب في السودان الفريق أول خلأ حميدتي لتقويم موقفه المنزلق بدم الأبريا وتلميه لمقابلة العالمية على حساب جنرالات الانقلاب على رأس هرم الجيش السوداني ، ولكن بعد تنشيط معركة كسر العظم سيتخلى عنهم أمير الحرب وسيبدأ مباشرةً في تأسيس هذه الإمبراطورية على حساب جمهورية السودان وتأسيس جيش من المليشيات المرتزقة الحالية على حساب الجيش السوداني، وتفكيك كل مكونات الدولة وإستباحة كل دماء السودانيون الذين يرفضون دفن رؤوسهم على هذه المليشيات. وأنا واثق جدًا بأن الجيش السوداني كالبحر الذي يعلوها الجيف وتستقر في قاعها الدرر لذا نقولها بكل ثقة "التبقى تبقى اليلة قبل بكل وأتمطر حصو" كما يفهمه الجنرال خلأ حميدتي وينطق بها ، فإذا إحتدمت معارك بين هذه المليشيات التي تستعد لهذه المعركة منذ إن وطأت قدماهم الخرطوم في غرة يناير من العام 2019م وإلى يوم فض إعتصام القيادة العامة وتمويل طباعة العملة فئة ال 1000جنيه ، وإلى يومنا هذا لم تستمر المعركة أسبوع بين الجيش السوداني ومليشات الدعم السريع حتى إخراج هذه المليشا من محيط القصر وإبعدهم من ولاية الخرطوم بشكل كامل . ولكن لهذه المعركة لها تبعياتها وخسائرها؛ لأن أفراد الجيش السوداني مزودة بعقيدة قتالية فريدة تمنحها الإنتصار على جبروت الأعداء مهما طغى وتكبرٰ ، وهذه الملشيا عقدتها في الحرب الكسب السرع للغنائم حتى أصبحت معروفة في غرب السودان قبل حرب دارفور اللعينة ب"الكسابة" و"أم باقة" قبل أن تطلق لها الجنجويد والتي أصبحت لاحقًا تعرف ب"الدعم السريع". وأنني لم أشجع الحرب ولكن حرب يقطع أوصال هذه المليشيا الإرهابية هي أرحم للسودان من بقاءها تحت رحمة هذه المليشات الدموية التي تنهب موارد البلاد في وضع النهار ، وتثير النعرات القبلية وتدعم أحدى أطراف الصراعات التي تأججها بعتاد الدولة ، وكثير من الجرائم لا تحصى ولا تعد ؛ لذا زوالها وتشتيتها غاية كل شخص يتمنى للسودان والمنطقة الخير والسلام..