* قالت الكتلة الديمقراطية :- يا فيها يا أطفيها! ولم تقل لجان المقاومة (الحية) ولا قال الجذريون ذلك ، ولا قالها اولياء الدم .. بينما الدعوات لا تزال تترى من مركزية قحت لانضمام لجان المقاومة (الحية) والجذريين لعملية التسوية الجارية والاتفاق الإطاري ، ولا يزال رفضهم قائماً على مبدأ ثابت لا يتزحزح.. * بحثتً عن الثورة وعن الوعي في عملية التسوية هذه، فلم أجدهما .. لكن وجدتُ من يتحدثون عن تحالفٍ (مزعوم) بين رافضي التسوية من جهة وبين الفلول الرافضين للتسوية و الكتلة الديمقراطية الباحثة عن موطئ قدم في التسوية ، او تطفيها ، إذالزم الأمر.. * تتباعد أهداف الرفض بين هؤلاء وأولئك ، بُعد المشرق عن المغرب .. وفي توصيف أنصار التسوية ذلك الرفض بالتحالف تبسيط رخيص) لشراء التعاطف الجماهيري.. * إذا أخذت قالب ذلك التوصيف وأدخلت فيه العلاقة الحالية بين مركزية قحت وبين لجنة عمر البشيرالأمنية، لَتحدثتَ عن تحالف ( مكتوب)، رغم تباعد أهداف التحالف، (المكتوب) في الإطاري، بين قحت وبين اللجنة الأمنية.. * والحقيقة هي أن الأمر كله صراع إرادات سياسية، ليس إلا .. صراع إنتصرت فيه إرادة جنرالات اللجنة الأمنية على إرادة مركزية قحت إنتصاراً لا لَبس فيه ، مهما حاولنا تفادي حقيقته برمي الجذريين ولجان المقاومة بالتحالف مع الفلول.. * إنه صراع الإرادات السياسية إنتهى بفرض اللجنة الأمنية إرادتها على مركزية قحت ، وأجبرتها على الرضوخ للجلوس والتفاوض معها ، بل وقبول مركزية قحت شروط اللجنة ، سعياً لتحقيق الاستقرار في السودان ، كما تعتقد، بحسن نية! . * ويعتقد كثيرون أن أهم الشروط التي أملتها اللجنة الأمنية على مركزية قحت هو شرط منح الحصانة للجنة الأمنية ضد أي مساءلة قانونية.. * يمكنك إستخلاص إرادة اللجنة الأمنية في خطاب البرهان أمام جنوده في المرخيات يوم 11 نوفمبر 2022م حين قال:- "الجيش إستلم ورقة سياسية (أي مسودة الاتفاق الإطاري) ، وأجرى عليها ملاحظاته لكي تحفظ له قوته ووحدته وكرامته.. ونحذر السياسيين من التدخل في القوات المسلحة"! . * فما هي تلك الملاحظات التي أضافها (الجيش) على مسودة الاتفاق الإطاري كي " تحفظ ل(الجيش) قوته ووحدته وكرامته.."؟ . * لا شك عندي في أن الملاحظات المشار إليها تتضمن ضمن شروط أخرى ، منح الحصانة ل(الجيش) ، وجعل الجنرالات أوصياء على الفترة الانتقالية.. * الحقيقة التي لا يريد التسوويون الاعتراف بها هي أن مركزية قحت أصبحت مسلوبة الارادة ، وأنها تريد من لجان المقاومة (الحية) ، كما تريد من الجذريين ، أن يتنازلوا مثلها عن إراداتهم ، فيصبحوا مسلوبي الإرادة.. * لعمري هذا هو ما يعنيه المثل السوداني بجملة (المحلِّق حاسد!)، ويُضرب هذا المثل للمصابين ببعض الأمراض المعدية ، كالسل والإيدز والخ ، حمانا الله وإياكم منها .. وحمى البلاد والعباد من ما يحاك ضدهم (تحت تربيزة) التسوية! .