من لحظة انطلاق اول رصاصة أعلنت الاحزاب السياسية ولجان المقاومة والنقابات بأن هذه حرب عبثية وستكون طويلة ومدمرة اذا لم يقف الشعب ضدها. كذلك أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي والعرب ان هذه حرب لن يحدث فيها حسم عسكري ، وأن الحلول الدبلوماسية والسياسية هي الوحيدة التي سوف تقود الى ايقافها. هكذا تحدث السياسيون المحليون والعالميون من لحظة انطلاق اول رصاصة ، فتم اتهام السياسيين المحليين بالعمالة والخيانة ، بينما تم اتهام المجتمع الدولي بانه يكذب ويريد ان يستولى على السودان. طال الزمان ام قصر سيجلس المتحاربان للتفاوض ، فهلا جلسوا الان قبل ان تصل الخسائر في الأرواح والممتلكات حدا لا رجعة بعده! هلا جلسوا الان لمداوة جراح هذا الشعب المسكين الذي اكتفى من مناظر الموت والدمار ومن ألام فقدان الاحبة والأقارب وفقدان الامن والامان والنزوح وتعطل الحياة!! . لا أعتقد أن في نية الطرفين الاستماع لاصوات العقل ، فهما الان يطلقان الحوافز من أجل تجنيد المزيد من العناصر للدفع بهم في اتون المعركة وتعويض ما فقدوه اثناء الحرب من الجنود. وفي ذلك ، دعا الجيش المتقاعدين والمعاشيين لحمل السلاح ، وأعلن المتحدث باسم الجيش في صفحة الجيش الرسمية بأن من يعود للخدمة سينزل بكامل مخصصاته المالية ، وهذا حافز ضخم بالتأكيد. بينما يمثل النهب والسلب الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع وسيلة مغرية للكثيرين من الشباب للانضمام للدعم السريع والفوز بالغنائم. هذا غير ان الجيش على لسان الفريق ياسر العطا لم يمانع من حمل المواطنين للسلاح للدفاع عن انفسهم ، وهي الدعوة التي وجهها مناوي صراحة لمواطني دارفور ، مما يؤكد ان الجيش ومناوي يتجهان لزيادة رصيدهما القتالي من الجنود عبر تطوع المدنيين لحمل السلاح. بالمقابل اصبحت صورة جندي الدعم السريع الذي وقف بوجه الجيش تجذب الشباب المنحدرين من أصول مناطقية ينتمي اليها الكثير من افراد الدعم السريع ، وهي مناطق تجل وتكبر الشجاعة في القتال والحماسة. كل ذلك ينبيء بأن الجيشان سيحشدان المزيد والمزيد من العناصر لهذه الحرب العبثية ، وسيستمران في الحرب لاخر سوداني، وسيحرقان الخرطوم بأكملها والسودان بما فيه ، ان لم يتصدى لهم الشعب وقواه السياسية والنقابية بلا للحرب.