في فيديوهات وصور منتشرة في الميديا ظهر عبدالفتاح البرهان قائد الجيش اليوم خارج أسوار القيادة العامة والملفت في خطاب الرجل لجنوده قوله: ان الجيش يقاتل من أجل السودان وليس من أجل فئة. المثل السوداني يقول (الفي بطنه حرقص براه برقص) كلما ظهر البرهان ردد هذه العبارة محاولا نفي سيطرة الكيزان على الجيش، وفي الظهور السابق لو تذكرون قال: يقولون من يقاتلون هم الكيزان اين الكيزان؟!. راعي الضان في الخلا يعلم بان الجيش تحت امرة البرهان يقاتل من اجل الكيزان وليس السودان، وجميع القيادات الكيزانية داخل قيادة الجيش تقود المعركة باعتبارها معركة الكيزان وليس السودان. لكي يقنع الشعب والقوى السياسية والقوى الدولية بما يقول يحتاج البرهان لأكثر من هذا القول ليثبت انه لا يقاتل من أجل فئة هي الكيزان. اذا اراد ان يصدقه احد فعليه ان يثبت بالفعل وليس القول مواجهته للكيزان الان وليس في المستقبل، ونورد ادناه الأفعال المطلوبة لاثبات ذلك: اولا تسريح ما يسمى بكتيبة البراء الكيزانية وتخيير جنودها بين القتال كمستنفرين تحت قيادة الجيش او (يطلبو الله )، هذه المليشيا التي لا تأخذ تعليماتها من البرهان، ولا تعمل تحت قيادة العساكر، وانما تأخذ تعليماتها بصورة مباشرة من تنظيمها الكيزاني المتطرف، في استمرارها إعادة وتكرار لسيناريو الدعم السريع. كذلك على البرهان إلغاء قرار إعادة هيئة العمليات وتحويل جهاز الامن الى جهاز مدني استخباراتي وظيفته جلب المعلومات وتحليلها ورفعها للجهات المختصة، وليس من مهامه القتال ولا الاعتقال ولا التعذيب. على البرهان كذلك إقالة الضباط الكيزان الذين يتحدثون نيابة عن الجيش في لايفات مباشرة شبه يومية وفي صفحاتهم الشخصية على الميديا ويصورون الجيش كاقطاعية كيزانية تتصرف وتتحرك بأوامر الكيزان وحدهم. على البرهان ان يصدر قرارات بإعتقال كل رموز الكيزان التي هربت من السجون وعلى رأسها البشير وعلي عثمان ونافع وغيرهم الذين يمارسون الان في دور سياسي لتحويل الدولة الى دولة كيزانية بحتة. على البرهان ان يصدر قرارات باقالة كل الكيزان الذين يديرون الان معظم مكاتب ومعسكرات الاستنفار في السودان ويستخدمون اللغة الكيزانية والاناشيد الكيزانية في تعبئة المستنفرين ويحولونهم من مستنفرين لأجل الجيش الى مستنفرين لأجل الكيزان. على البرهان اقالة الكيزان المسيطرين على وزارة الخارجية ويستخدمونها باسم الكيزان وليس باسم الجيش ولا السودان. اذا كان البرهان بالفعل لا يقاتل من أجل جهة ولا فئة، فعليه باصدار وتنفيذ هذه القرارات اعلاه، وإذا لم يستطع، فعليه ان يسكت عن ترديد هذه الاسطوانة المشروخة والاعتراف امام الشعب بانه يقاتل من أجل فئة واحدة هي الكيزان ولا يقاتل من أجل الجيش ولا السودان ولا المواطنين. للتذكير، خدع البرهان الشعب السوداني يوم رفض الشعب إبن عوف وقبل بالبرهان في قيادة الجيش، ولكنه كافأهم بالقتل في المظاهرات في 8 رمضان و10 رمضان وفي فض الاعتصام وفي 30 يونيو وفي الابيض وربك ومدني وكل بقاع السودان. ثم قبله الشعب مرة اخرى حين وقع على الوثيقة الدستورية واقسم بانه سيحمي هذه الوثيقة وينفذها، ولكنه خدع الشعب وخان الوثيقة وانقلب عليها في 25/اكتوبر/2021 وذج بحكومة الثورة في السجون وأعاد الكيزان لكل مفاصل الدولة. ثم قبله الشعب مرة اخرى حين وقع على الاتفاق الاطاري واقسم بانه الحل وانه ملتزم به، لكنه خدع الشعب مجددا بالتنسيق مع جماعته الكيزان واطلق هذه الحرب الراهنة للتحلل من هذا الاتفاق الذي كان سيرمي بالكيزان الى المذبلة ويعيد الجيش للثكنات ويدمج الدعم السريع فيه ويقيم دولة مدنية ديمقراطية. خدع البرهان الشعب والثوار والقوى السياسية المدنية مرات ومرات من أجل عيون الكيزان والفلول، ولم يعد يصدقه احد، فان كان ثمة تغيير في مواقفه فلا يريد أحدا حديثا وانما افعالا على الطريقة التي ذكرنا في الاعلى، غير ذلك على البرهان ان يشتغل شغله وعلى القوى المدنية الثورية ان تشتغل شغلها، والحشاش يملأ شبكته. يوسف السندي [email protected]