مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    وزير رياضة الجزيرة يهنئ بفوز الأهلي مدني    مخاوف من فقدان آلاف الأطفال السودانيين في ليبيا فرض التعليم بسبب الإقامة    سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    ريجيكامب بين معركة العناد والثقة    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق لبي بي سي يُظهر ارتكاب إسرائيل جريمة حرب محتملة بقتل فتى في الضفة الغربية
تحقيق لبي بي سي يُظهر ارتكاب إسرائيل جريمة حرب محتملة بقتل فتى في الضفة الغربية

تحقيق لبي بي سي يُظهر ارتكاب إسرائيل جريمة حرب محتملة بقتل فتى في الضفة الغربية
التعليق على الصورة، أصيب آدم ذو الثمانية أعوام برصاصة في الرأس، أثناء هروبه من المدرعات الإسرائيلية
* Author, إيزوبيل يونغ وجوش بيكر وسارة عبيدات
* Role, بي بي سي نيوز
* قبل ساعة واحدة
في ظهيرة التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، خرج العديد من الصِبية الفلسطينيين إلى شارعهم الذي اعتادوا اللعب فيه معاً، في الضفة الغربية المحتلة. وبعد دقائق، قُتل اثنان منهم برصاص الجنود الإسرائيليين، وهما: باسل الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، وآدم ذو الثماني سنوات.
وفي إطار التحقيق في ممارسات قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي تقع تحت الاحتلال العسكري لأكثر من نصف قرن، جمعت بي بي سي ما حدث في ذلك اليوم الذي قُتل فيه الصبيّان.
لقطات الهاتف المحمول وكاميرات المراقبة، والمعلومات حول تحركات الجيش الإسرائيلي، وشهادات الشهود، والتحقيق التفصيلي في مكان الحادث، والقياسات، تضافرت جميعها للكشف عن أدلة تشير إلى حدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
هذه الأدلة التي عثرنا عليها، دفعت بن شاول، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، إلى القول بأن وفاة آدم تبدو بمثابة "جريمة حرب".
ووصف خبيرٌ قانوني آخر، الدكتور لورانس هيل كاوثورن، استخدام القوة المميتة بأنه "عشوائي".
وقال الجيش الإسرائيلي إن ظروف الوفاة "قيد المراجعة"، لكنه أضاف أن "الذخيرة الحية لا تُستَخدم إلا للتخلص من التهديدات المباشرة أو بغرض الاعتقال، وذلك باتباع بروتوكولات الاعتقال بعد استنفاد الخيارات الأخرى".
ومع تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، في الأشهر التي تلت هجوم حماس على إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، توصلت بي بي سي أيضاً إلى أدلة على تخريب منازل الفلسطينيين من خلال كتابات على الجدران، وتهديد المدنيين الفلسطينيين بالسلاح، وطلب مغادرتهم المنطقة إلى الأردن المجاور، واحتمال التمثيل بجثة مسلح فلسطيني.
تُظهر مقاطع فيديو التقطت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، باسل وهو يقف بجوار متجر لأجهزة الكمبيوتر، وقد أُغلِقت أبوابه بإحكام. ومع وصول الجيش الإسرائيلي، أغلقت المتاجر أبوابها بسرعة في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، وهي أرض فلسطينية لا تديرها حماس، على عكس الحال في قطاع غزة.
وقال شهود عيان، إن دوي إطلاق النار كان يصدر من عملية قريبة قام بها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين.
وقف آدم، المولع بكرة القدم والمشجع الكبير لليونيل ميسي، مع شقيقه الأكبر بهاء ذي ال 14 عاماً. كان هناك نحو تسعة فتية في الشارع، التقطتهم جميعاً كاميرات المراقبة التي قدمت رؤية تصل إلى 360 درجة تقريباً لما حدث بعد ذلك.
وعلى بعد بضع مئاتٍ من الأمتار، انعطفت قافلة مكونة من ست مركبات عسكرية إسرائيلية مدرعة على الأقل عند الزاوية، وبدأت بالتوجه نحو الصِبية، الذين بدا عليهم القلق، فبدأ العديد منهم في الابتعاد.
في هذه اللحظة بالتحديد، تُظهر لقطات الهاتف المحمول الباب الأمامي لمركبة مدرعة مفتوحا، بحيث يمكن للجندي الإسرائيلي الموجود في الداخل رؤية الصبية مباشرة. وكان باسل قد اندفع إلى منتصف الطريق، فيما كان آدم على مسافة 12 متراً من الجنود وهو يهرب.
ثم سُمع دوي 11 طلقة نارية على الأقل.
وبفحص مكان الحادث، تبيّن لبي بي سي أن الرصاص أصاب منطقة واسعة؛ حيث أصابت أربع رصاصات عموداً معدنيا؛ واثنتان أخريان أصابتا الباب المعدني الخارجي لمتجر الأجهزة، ووجدت واحدة طريقها نحو مصدِّ سيارة متوقفة، واخترقت الأخرى الدرابزين المعدني.
وأظهرت التقارير الطبية التي حصلت عليها بي بي سي أن طلقتين أصابتا باسل في صدره.
وأصابت رصاصة أخرى آدم البالغ من العمر ثماني سنوات في مؤخرة رأسه وهو يحاول الهرب، وحاول شقيقه الأكبر بهاء جره يائساً للاختباء، مُخلّفاً آثار الدماء، وهو يصرخ طالباً سيارة إسعاف.
ولكن بعد فوات الأوان.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
قال بهاء إن آدم وصديقه باسل لفظا أنفاسهما الأخيرة أمام عينيه.
وأضاف: "كنت في حالة صدمة؛ لم أكن أفكر حتى في نفسي. حاولت التحدث معه، وأخذت أناديه: آدم، آدم!. لكنه كان في لحظة خروج الروح من الجسد، لأنه لم يرد".
قبل إطلاق النار عليه، يمكن رؤية باسل وهو يمسك بشيء في يده. ليس من الواضح ما هو ذلك الشيء. ونشر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق صورة التقطها في مكان الحادث، يقول إنها تظهر عبوة ناسفة.
شاركنا الأدلة المستمدة من تحقيقاتنا في مكان الحادث مع عدد من الخبراء المستقلين، منهم محامون في مجال حقوق الإنسان، ومحقق في جرائم الحرب، وخبير في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى أعضاء في الأمم المتحدة وهيئات محايدة أخرى. وقدم البعض تحليلهم دون الكشف عن هويتهم.
واتفق الخبراء على ضرورة التحقيق في الحادث، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك قائلين إنه يبدو أن هناك انتهاكات للقانون الدولي.
وقال بن شاول، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، قد تكون هناك تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن استخدام القوة المميتة بشكل قانوني في قضية باسل، إذا كان يحمل متفجرات.
وقال شاول: "بالنسبة لآدم، يبدو أن هذا انتهاك للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر مهاجمة المدنيين عمداً أو بشكل عشوائي أو غير متناسب، وهي جريمة حرب، وانتهاك لحق الإنسان في الحياة".
وقال الدكتور لورانس هيل كاوثورن، المدير المشارك لمركز القانون الدولي بجامعة بريستول: "كان الجنود في مركبات مدرعة. وحتى لو كان هناك تهديد، كان ينبغي عليهم الابتعاد والتخطيط للقبض عليه، بدلاً من أن اللجوء إلى استخدام القوة المميتة والعشوائية على ما يبدو، وهو ما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي".
التعليق على الصورة، قال الجيش الإسرائيلي إن باسل (على اليسار) كان يحمل عبوة ناسفة عندما كان في الشارع مع صديقه بهاء (على اليمين)
وقال الجيش الإسرائيلي إن المشتبه بهما كانا على وشك إلقاء متفجرات باتجاه قواته، الأمر الذي من شأنه أن يعرضهم لخطر داهم. وقال الجيش الإسرائيلي إن "القوات ردت بإطلاق النار وتم تحديد الإصابات".
لكن وفقاً لأدلة الفيديو التي فحصناها، وكذلك شهادة الشهود، لا يبدو أن آدم كان مُسلحاً، وكان يهرب عندما أصيب برصاصة في مؤخرة رأسه.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ظروف وفاة باسل وآدم "قيد المراجعة"، وهو ما يفعله الجيش بشكل روتيني مع مقتل كل طفل في الضفة الغربية بسبب نشاط الجيش الإسرائيلي.
لكن العديد من الجنود الإسرائيليين السابقين الذين اطلعوا على أدلة بي بي سي، قالوا إنهم يعتقدون أن النظام القانوني الإسرائيلي سيحمي الجنود الذين استخدموا القوة المميتة، بغض النظر عن وجود سبب لذلك من عدمه.
وقال رقيب سابق خدم في الضفة الغربية من 2018 إلى 2020، إن الأمر يتطلّب "أن يقتل جندي إسرائيلي فلسطينياً من مسافة صفر، لكي ينظر إليها على أنها جريمة قتل في إسرائيل"
وأضاف أن "هناك احتمال بنسبة 0٪ باتخاذ إجراءات جنائية" ضد أي جندي في قضية مثل قضية آدم.
وتشير البيانات الصادرة عن منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "ييش دين" إلى أن أقل من واحد في المئة من جميع الشكاوى ضد الجنود الإسرائيليين تؤدي إلى محاكمات.
وأثارت لقطات الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قُتل فيه نحو 1200 إسرائيلي واحتُجز 253 رهينة، غضبَ الجمهور الإسرائيلي وصدمت العالم. ومنذ ذلك الحين، تركز اهتمام العالم على الحرب والأزمة الإنسانية في غزة، حيث قُتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، تصاعدت العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل أيضاً في الضفة الغربية المحتلة، ما جعل العام الماضي، الأكثرَ دموية على الإطلاق بالنسبة للأطفال هناك.
فقد قُتل ما مجموعه 124 طفلاً في عام 2023، وفقاً لليونيسف، وجرى الإبلاغ عن مقتل 85 طفلاً بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي عام 2024 وحتى اليوم، قُتل 36 طفلاً فلسطينياً في المنطقة على يد المستوطنين الإسرائيليين أو الجيش الإسرائيلي.
وبما أن الضفة الغربية لا تصنف على أنها منطقة حرب، فإن استخدام القوة من المفترض أن يكون أكثر تقييداً، وفقاً للقانون الدولي.
التعليق على الصورة، ظهرت مشاهد الدمار في مخيم طولكرم للاجئين في أعقاب عملية للجيش الإسرائيلي
وعلى الرغم من احتفاظ الجيش الإسرائيلي بسرية قواعد الاشتباك الخاصة به، إلا أن جنوداً إسرائيليين سابقين وحاليين، أخبرونا أن استخدام القوة المميتة، المقصود منه أن يكون الملاذ الأخير، إذا كان هناك ما يشكل خطراً حقيقياً ووشيكاً على الحياة، وينبغي أن يتحقق على مراحل متصاعدة.
ويقولون إن ذلك يبدأ بتحذير شفهيّ باللغتين العربية والعبرية، قبل أن يتصاعد إلى استخدام أسلحة غير فتاكة مثل الغاز المسيل للدموع، ثم إطلاق النار على الساقين، كل ذلك قبل إطلاق النار بهدف القتل.
وقد حصلت بي بي سي من وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية، على تقارير طبية عن 112 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً، قُتِلوا بنيران إسرائيلية بين يناير/كانون الثاني 2023 ويناير/كانون الثاني 2024. ولا يمكننا معرفة الظروف الدقيقة لجميع عمليات إطلاق النار تلك، وربما يتخلل بعضها ما يشكل تهديداً حقيقياً لحياة الجنود الإسرائيليين.
لكن تحليلنا أظهر أن حوالي 98 في المئة منهم أصيبوا بجروح في الجزء العلوي من الجسم، وهو ما يرجح أن تكون الرصاصة قاتلة، كما يرجح إطلاق الجنود النار بهدف القتل، لا لمجرد إحداث إصابة في تلك الحالات.
وهذا يثير تساؤلات حول مدى اتباع الجنود لقواعد الاشتباك في الضفة الغربية، والظروف المحيطة بكيفية استخدامهم للقوة المميتة.
التعليق على الصورة، تقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في الضفة الغربية تستهدف الجماعات الفلسطينية المسلحة
على مدى خمسة أسابيع في الضفة الغربية، وأثناء فحصنا لما خلفته العمليات العسكرية، شاهدنا أدلة على عدة حوادث أثارت تساؤلات جدية حول سلوك الجيش.
وشهدت بي بي سي عملية عسكرية شنتها إسرائيل لمدة 45 ساعة في مخيم طولكرم للاجئين في يناير/كانون الثاني 2024، استهدفت جماعة مسلحة تعرف محلياً باسم المقاومة.
بعد ذلك، أخبرنا العديد من الفلسطينيين أنهم تعرضوا للتهديد من الجنود الإسرائيليين، الذين طلبوا منهم، تحت تهديد السلاح، الانتقال إلى الأردن المجاور. في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه سيراجع أي شكاوى بشأن تعرض المدنيين للتهديد.
وقال هيثم، وهو صبي فلسطيني يحمل الجنسية الكندية ويبلغ من العمر 12 عاماً، إنه تعرض للتهديد بالسكين من قبل جندي إسرائيلي، وهو ما أيده شقيقه ووالده.
وفي منزل إحدى العائلات في المخيم، عثرنا على لوحة جدارية للمسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع عند المسلمين، جرى تشويهها على يد جنود إسرائيليين كما قيل.
وكان جدار مجاور يحمل نجمة داود رُسِمتْ بالرش، وكُتب على جدار آخر عبارة "7 أكتوبر" باللغة العبرية، في إشارة إلى هجوم حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذا التخريب "يتعارض مع قيم الجيش الإسرائيلي" ويتعارض مع ما يتوقعه من جنوده.
img data-lazyloaded="1" src="data:image/svg+xml;base64,PHN2ZyB4bWxucz0iaHR0cDovL3d3dy53My5vcmcvMjAwMC9zdmciIHdpZHRoPSIxMDI0IiBoZWlnaHQ9IjU3NiIgdmlld0JveD0iMCAwIDEwMjQgNTc2Ij48cmVjdCB3aWR0aD0iMTAwJSIgaGVpZ2h0PSIxMDAlIiBmaWxsPSIjZTZkZmJjIi8+PC9zdmc+" decoding="async" data-src="/wp-content/uploads/2024/05/localimages/bce97420-088a-11ef-82e8-cd354766a224.jpg" alt="قال هيثم، 12 عاماً، إن الجنود دمروا "كل شيء" في منزلهم وهددهم أحدهم بسكين" loading="lazy" width="1024" height="576"
التعليق على الصورة، قال هيثم، 12 عاماً، إن الجنود دمروا "كل شيء" في منزلهم وهددهم أحدهم بسكين
تعرض المنزل في الطابق العلوي للنهب، وتحطمت خزائن المطبخ، وتضررت ألعاب الأطفال، وتحطمت أجهزة التلفزيون. وكان الوضع مماثلاً في منزل تلو الآخر، وفي جميع أنحاء المخيم.
وقال الدكتور إيتان دايموند، الخبير القانوني البارز في مركز دياكونيا للقانون الإنساني الدولي في القدس، إن "أعمال التخريب، مثل رش نجمة داود أو كتابة (7 أكتوبر) على الجدران، غير قانونية بشكل واضح".
وأضاف أن التقارير التي تتحدث عن تهديد طفل بسكين في مخيم طولكرم، وتهديد آخرين بالسلاح، قد تكون أيضاً انتهاكات للقانون الدولي.
وفي نفس العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي، بعد أن أطلق الجنود النار على ما قالوا إنه مسلح فلسطيني كان يحمل متفجرات، أخبرنا شهود عيان أنه جرى التبول على جثته، وضُرب، وقُيّد، ثم سُحِل في الشارع.
واطلعت بي بي سي على صور لجثة مقيدة. وبفحص الموقع الملطخ بالدماء، وجدنا قطعة قماش وسلكاً، ما يتوافق مع المادة المستخدمة في ربط الجثة في الصور.
التعليق على الصورة، رُسم على جدار نجمة داود بالرش، وكتب بالقرب منه تاريخ 7 أكتوبر
عرضنا أدلتنا مرة أخرى على خبراء مستقلين. وقال البروفيسور ماركو ساسولي، خبير القانون الدولي من جامعة جنيف: "ينبغي احترام جثمان المتوفين، حتى لو قُتلوا بشكل قانوني. إن ما عرضتموه ينتهك القانون الإنساني الدولي وقد يشكل جريمة حرب".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه بعد فحص المسلح القتيل، عُثر لديه على متفجرات، حتى أن مسعفي الهلال الأحمر رفضوا لمس الجثة، "ولهذا السبب، اضطر جنود الجيش الإسرائيلي إلى تقييد يديه وقدميه لضمان سلامتهم والتحقق مما إذا كانت هناك أسلحة تحت الجثة".
وقال بعض الجنود الإسرائيليين السابقين الذين راجعوا أدلة بي بي سي، إنهم يخشون أن تؤدي طبيعة عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى تأجيج المقاومة المسلحة الفلسطينية.
وقال أحدهم: "الافتراض بأن الفلسطينيين بمقدورهم التفاعل مع الجيش يومياً مع الاستمرار في ممارسة حياتهم وكأن شيئاً لم يكن، وأن من يعيشون هذا الواقع لن يحملوا السلاح، هو في أفضل الأحوال افتراض ساذَج ومهين للإنسانية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.