كانت صفقة انتقال " السبايس بوي " الانكليزي ديفيد بيكهام من لوس انجلس غالاكسي الى باريس سان جيرمان الفرنسي تتصدر عناوين الصحف الفرنسية والاجنبية لفترة طويلة حتى اتى المدير الفني الجديد للنادي الفرنسي المملوك من الشركة الراعية القطرية البرازيلي ليوناردو وانهي كل التكهنات واغلق نهائيا الملف بالتاكيد على عدم التعاقد مع نجم ريال مدريد الاسباني ومانشستر يونايتد الانكليزي وميلان الايطالي ولوس انجلس غالاكسي الاميركي السابق . لذلك، كان لا بد من قراءة سريعة لمعرفة ماذا خسر وماذا ربح النادي الفرنسي. لنبدأ اولا من الناحية الايجابية: ماذا ربح ؟ بعد فشل صفقة انتقال لاعب الى نادي يتحدث الناس عن الخسائر التي تعرض لها النادي بعدم ضم النجم الكروي . اما في حالة سان جيرمان وبيكهام فهناك ايجابية في الموضوع . فالانكليزي في حال وصوله الى النادي الذي يدربه الايطالي انشيلوتي فسيكون عليه التاقلم على الاجواء الفرنسية وعلى طريقة اللعب هناك بسرعة فاكيد انها ليست مثل اسبانيا او ايطاليا او حتى اميركا لذلك سياخذ بعض الوقت، في هذه الاثناء سيكون قد اخذ مكان لاعب كان يلعب اساسيا منذ انطلاقة البطولة ( في فرنسا انتهت مرحلة الذهاب ). اضافة الى ذلك، ما ان لاحت مسألة وصول بيكهام الى النادي الفرنسي حتى بدأت التسريبات والمواقف غير المباشرة من اللاعبين انفسهم التي تعرب عن امتعاضهم من الموضوع، بدءاً من عدم رغبة احد في التنازل عن رقم القميص الذي يرتديه، مروراً بالكلام عن ان بيكهام غاب طويلاً عن الاجواء الاوروبية، وصولاً الى ان خبرته قد لا تكفي لمنافسة لاعبين حاليين يلعبون في المركز نفسه، ولو ان انشيلوتي كانت له خبرة سابقة مع النجم الانكليزي في الميلان. ثانيا من الناحية السلبية ماذا خسر ؟ بالتاكيد لم يخسر الفريق الفرنسي الكثير من الناحية الرياضية بعدم التعاقد مع بيكهام خصوصا وان اللاعب اصبح في اخر ايامه في الملاعب الخضراء بالرغم من علو كعبه في عالم كرة القدم . الا ان الباريسيين خسروا من الناحية الاقتصادية والتجارية . فاسم بيكهام على قميص باريس سان جيرمان كان سيكون مادة تجارية عظيمة وكان سيتهافت عليه كل المحبين من جميع انحاء العالم لشراء قميص نادي العاصمة الفرنسية . وناخذ على سبيل المثال عندما تعاقد النادي الفرنسي مع باستوري الارجنتيني لم يتبق ولا اي قميص في السوق الفرنسية يحمل اسم نجم باليرمو السابق فكيف اذا كان اسم اللاعب " بيكهام ". وقد يخسر الباريسيون الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب والتي تسمح له بأن يكون سنداً مهماً اذا ما حل بديلاً في الشوط الثاني مثلاً، ولكن هل كان بيكهام سيقبل بأن يكون بديلاً؟ بعد قصة بيكهام مع باريس سان جيرمان نرى ان النجوم التي رحلت الى اميركا لاكمال مسيرتها تعود شيئاً فشيئاً لتغزو اوروبا من جديد فبيكهام كان يحاول العودة الى فرنسا وكذلك فعل تيري هنري الذي عاد الى ناديه السابق ارسنال الانكليزي بالاضافة الى لاندون دونوفان الذي اعير من غالاكسي الى ايفرتون وروبي كين الذي بات على همة العودة الى انكلترا مجدداً بعد فترة قصيرة في اميركا . فماذا ستؤول اليه " التجربة الاميركية " ؟