رغم أن الجماهير لا تتوقف عن الغناء بأسمه ، وزيادة ثقة اللاعبين به ، وشباك حارسه لا تستقبل سوى أهداف قليلة ، لم يتمكن الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد من الارتقاء بمركز فريقه تقريبا في جدول الدوري الأسباني لكرة القدم. منذ نحو ثلاثة أشهر ، عندما تولى سيميوني تدريب أتلتيكو مدريد بعد بداية مهتزة للموسم تحت قيادة الأسباني جريجوريو مانزانو ، كان الفريق يحتل المركز العاشر بفارق خمس نقاط عن أخر مركز مؤهل إلى بطولة الدوري الأوروبي ، وعشر نقاط عن أخر مركز مؤهل لدوري الأبطال. وكان مسئولو وجماهير أتلتيكو ينتظرون رد فعل من الفريق مع وصول سميوني ، الذي عشقه مشجعو نادي العاصمة الأسبانية عندما مر بفريقهم لاعبا ، وتوج معه بثنائية الدوري والكأس عام 1996 . لكن بعد ثلاثة أشهر ، لم يتمكن سميوني من وضع فريقه في المراكز المؤهلة لأوروبا ، حيث يحتل أتلتيكو بعد مرور 29 جولة من عمر البطولة ، المركز الثامن بفارق ثلاث نقاط عن أخر مركز مؤهل إلى بطولة الدوري الأوروبي ، وثماني نقاط عن أخر مركز مؤهل لدوري الأبطال. جانب من المسئولية عن ذلك يتحمله ناديا أوساسونا وليفانتي ، اللذان كانا يحتلان مراكز مؤهلة للبطولتين الأوروبيتين عندما قدم الأرجنتيني ، وكان ينتظر أن تتراجع معدلات انتصاراتهما في الدوري ، لكن ذلك لم يحدث ، وهما لا يزالان يضيفان نقاطا جولة تلو الأخرى ويبعدان أتلتيكو عن هدفه. وبالفوز العسير الذي حققه الفريق أمس الأول الخميس على هانوفر الألماني في ذهاب دور الثمانية لبطولة دوري أوروبا ، عاد أتلتيكو ليقدم صورة الفريق الهش في الدفاع والأرعن في الهجوم ، على العكس تماما مما فعله هذا الموسم في أوروبا. لكن الوجهين اللذين أظهرهما أتلتيكو مدريد هذا الموسم ، أحدهما محلي والآخر أوروبي ، ظهرا أيضا في عهد مانزانو. وتصدر الفريق في وجود المدرب الأسباني مجموعته في الدور الأول لبطولة دوري أوروبا بخسارة وحيدة ، وانتصارات كاملة على أرضه ، لكن المعدل التهديفي في الدوري كان هزيلا بالنسبة لفريق كان هدفه قبل انطلاق الموسم حجز مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا. ومع سيميوني ، تحسن المعدل التهديفي للفريق تماما. وخلال 13 جولة قاد فيها الفريق حتى الآن ، لم تستقبل شباكه سوى ثمانية أهداف. كما عاد الأمل إلى فريق العاصمة بعد موسمين عاصفين. ولا يزال لقب الدوري الأوروبي عام 2009 وثنائية 1996 البعيدة في قلوب المشجعين الذين يحلمون بألقاب على يد سيميوني. وحتى عندما ظل الفريق متعادلا أمام هانوفر ، ثامن بطولة الدوري الألماني لكرة القدم ، حتى الدقيقة 80 من المباراة ظلت الجماهير تتغنى بكل حب باسم المدرب الأرجنتيني. وقال سيميوني /41 عاما/ خلال تقديمه :"أقول للجماهير أن تتحلى بالأمل والهدوء". من هذه الناحية على الأرجنتيني أن يطمئن ، فالجماهير تسانده بصورة مطلقة في كل مباراة ، وقليلون جلسوا على مقعده وحظوا بهذا الدعم في ملعب فيسنتي كالديرون. وبسيميوني ، مر 52 مدربا على منصب المدير الفني لأتلتيكو خلال ربع القرن الأخير. وتتبقى تسع جولات في الدوري كي يتمكن الفريق من احتلال مركز أوروبي ، ويلتقي الأسبوع المقبل هانوفر بملعبه في مباراة الإياب. وسيكون الهدف الذي تلقته شباك الفريق ذهابا على استاد فيسنتي كالديرون وقوة دعم الجماهير الألمانية هما العائقان الرئيسيان أمام سيميوني ، الذي صرح قبل لقاء الذهاب قائلا :"إنه الوقت الأفضل للعثور على الرجال".