قللت المطربة المصرية الشابة شذا من أهمية اطلاق مصطلح «فلول» عليها، قائلة، انه يشرفها أن تحمل هذا اللقب، إذ ان ذلك «أفضل من أن تكون ثائرة تهدم حضارة 7 آلاف سنة». وقالت شذا، في حوار مع «الراي»، ان وفاة والدتها أخيرا أصابتها بحالة من الاكتئاب والوحدة لأنها كانت بمثابة صديقة ومستشارة لأعمالها وليست والدة فحسب، ما أدى الى ابتعادها موقتا عن الساحة الفنية، وذكرت أنها رفضت عروضا فنية عدة للعمل في دول الخليج بمقابل مادي مغرٍ بسبب تمسكها بالعمل في مصر لتواصل مشوار النجاح بها. وهذا نص ما دار معها من حوار: ما سرّ ابتعادك عن الساحة الغنائية؟ - رحيل والدتي منذ فترة قليلة أصابني بحالة من الاكتئاب والوحدة، لأنها كانت صديقتي ومستشاري في أعمالي وكنت معها في كل وقت وقبل وفاتها لم أفارقها أثناء مرضها، واختيار الأغاني بالنسبة إليّ يحتاج مجهودا لأنني أدقق في أعمالي، ولذا أنا بعيدة وسأختار الوقت المناسب لاستئناف نشاطي مرة ثانية، لكن في ذهني أن أقدم أغنية للأطفال لأنهم الجيل الذي سيبني مصر في الفترة المقبلة ولابد من زرع حب الوطن بداخلهم. هل الأحداث الجارية أحد أسباب ابتعادك؟ - بالطبع أنا لا أعي ما يحدث الآن والى أين سنذهب، فبعد اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك ظل الجميع يهدم في البلد، الى أن وصلنا الى ما نحن فيه الآن، علما أن سنوات حكم مبارك جزء من تاريخ مصر ومن الصعب محوه بمساوئه ومحاسنه. ما تعليقك على وضع قوائم سوداء للفنانين؟ - في الوقت الذي ننادي فيه بالحرية، وضع البعض قوائم سوداء للفنانين وأرى أن من وضعها ليس لديه مسؤولية. لماذا لم تشاركي في ثورة 25 يناير؟ - لم أنزل ميدان التحرير، لأن مصر ليست ميدان التحرير فقط، وهذا لا يعني انني ضد من نزلوا الميدان وكانوا يريدون التغيير والاصلاح ولست ممن «ركبوا الموجة» لتحقيق مصالح شخصية لهم، وأنا لن أكذب وأقول انني شاركت في الثورة. ماذا تقصدين بركوب الموجة؟ - فوجئت بأشخاص أصبحوا أبطالا بقلة الأدب والشتائم والاهانة، علما أن من الممكن أن يحققوا أهدافهم باحترام، بل أيضا أصبحوا يحاكمون الناس على آرائهم في فترة غامضة ولم نكن نفهم شيئا. ألا تخشين اطلاق لقب «فلول» عليك؟ - ذلك المصطلح «قلة حيلة» ممن أطلقه عليَّ، ويشرفني أن أكون من «الفلول» مادمت أحب بلدي، فذلك أفضل من أن أكون ثائرة وأظل أكسر وأهدم حضارة 7 آلاف عام، وأنا أؤكد أن مصير مصر لن يتحكم فيه «شوية عيال». هل تفكرين في الابتعاد عن مصر؟ - أمامي فرص كثيرة للغناء في الخليج بأجر مادي مغرٍ، لكنني متمسكة بمصر، وتركت تلك العروض لأثبت نفسي في بلدي، وأيضا لأن هناك بيوتا مفتوحة من خلالي لا أستطيع أن أكون السبب في اغلاقها، وأتمنى أن يدرك أصحاب الاعتصامات مخاطر ما يقومون به. ماذا بعد صعود التيار الاسلامي؟ - الاخوان منظمون ويدركون أهدافهم جيدا، ومنذ سنوات يعملون من أجل تحقيق ما وصلوا اليه الآن، لكن لابد أن يدركوا أن مصر ليست اسلامية فقط حتى لا نصبح ايران، والا سنكون مهددين من صعودهم. وما يحدث من خلاف حول الدستور حاليا يبشر بالخير، مصر بلد للمسلمين والأقباط، ولذلك لابد أن يشمل الدستور جميع الطوائف ولا نحصره في البرلمان فقط حتى لا تحدث فتنة طائفية. لمن تصوتين من بين مرشحي الرئاسة الحاليين؟ - اختياري سينحصر بين عمر سليمان وأحمد شفيق وعمر وموسى، لأنهم محنكون سياسيا. لكنهم ينتمون إلى النظام السابق؟ - لا أستطيع أن أظلمهم بأنهم كانوا مع النظام السابق، وأنا كنت أغني في احتفالات النظام السابق ولم أكن أستطيع الرفض، وكذلك المطربة شيرين عبدالوهاب لم تكن تستطيع رفض المشاركة في حفلات الرئاسة أو الجيش. وأنا لا أستطيع المتاجرة بمعاناة أحد، ومن الممكن أن أرشح رئيسا من الاسلاميين شريطة أن يضمن لي العيش بأمان في منزلي وأسرتي. وأرى أن الفترة المقبلة تحتاج إلى شخص متمكن يعبر بنا المرحلة من دون أن ينظر إلى الخلف، ونترك الرئيس السابق، ويكفي أن سلطانه ذهب منه وأصبح وراء القضبان ونال جزاءه عن صمته على الأخطاء التي ارتكبت في فترة حكمه.