يبدو أن دبي ماضية من أعجوبة إلى أخرى، رغم كوارث العالم الاقتصادية من حولها. فالإمارة الصغيرة التي قدمت «برج خليفة»، الأعلى في العالم، تتجه الآن إلى إزاحة الستار عن فندق، يتمتع فيه الإنسان بعجائب الحياة البحرية وهو في غرفة نومه. فندق قرص الماء بجزئيه فوق الماء وتحته لا مكان آخر ينافس دبي عندما يتعلق الأمر باسم التفضيل «أفعل»، مثل «أطول برج» و«أكبر جزر اصطناعية» و«أفخم منطقة تسوّق مغلقة»... إلى آخر قائمة طويلة نوعًا ما. فلا دهشة الآن وقد أعلنت الإمارة اتجاهها إلى تشييد «أفخر» فندق في الماء، أبراجه تتطلع إلى السماء فوقه، وغرفه تطل على الأسماك والمرجان، وبقية الحياة البحرية تحته، وفقًا لما تناقلته الصحافة الغربية. إليك Water Discus Hotel «فندق قرص الماء» (لا يعرف ما إن كان الاسم العربي المحلي سيكون مختلفًا). وقد صُمم هذا الصرح العجيب على شكل يوحي بسفينة فضائية خيالية أو، كما قالت هذه الصحافة، مخبأ الشرير في أفلام العميل جيمس بوند «007». وليس هذا وحسب، بل إنه سيكون الأول في سلسلة من الفنادق المشابهة ستشهدها المنطقة في السنوات المقبلة. تقول Deep Ocean Technology «ديب أوشن تكنولوجي»، وهي الشركة المصممة لهذا الفندق المائي، إنها تأمل أن يصبح قبلة للسيّاح الذين يتوقون إلى استكشاف أعماق البحر على جناح الراحة والرفاهية. من جهته، قال ناطق باسم BIG InvestConsult «بيغ إينفيست كونسلت»، وهي شركة أخرى تقف وراء المشروع: «التكنولوجيا الحديثة تعني أن الحياة البحرية ما عادت حكرًا على الغواصين، وإنما تجربة يمكن للقادر التمتع بها وهو في غرفة نومه». سيتألف هذا الفندق من قرصين رئيسيين، أحدهما فوق الماء (وذو أربعة أقراص أصغر متصلة به)، والثاني تحته. ويتصل القرصان بثلاثة أعمدة تحوي المصاعد وعتبات الدرج الكهربائي للتنقل بينهما. ويتألف القرص الأسفل، الواقع على عمق 10 أمتار تحت الماء، من 21 من غرف الإقامة ومركز للغوص، إضافة إلى الصالات التقليدية. سيضاء العالم "تحت الماء" حول الفندق بمصابيح خاصة، مع توظيف تكنولوجيا التصوير الدقيق، التي تتيح للشخص تقريب ما يريد التمعن فيه على شاشة عالية الوضوح، بما في ذلك أصغر التفاصيل التي يمكن أن تغيب عن العين المجردة. أما الجزء الأعلى فيضم مختلف وسائل الترفيه الأخرى، بما فيها مرقص ديسكو وحمّامات سباحة ومطعم يقدم مختلف أطباق العالم. وفي ما يتعلق بإجراءات السلامة، فإن هذه أعجوبة بحد ذاتها. فمتانة الجزء الأعلى تبلغ إلى حد أنه قادر على الصمود حتى أمام أعتى الأعاصير البحرية بما فيها التسونامي. وفي حال تعرّض الجزء الأسفل لخطر من أي نوع فهو يرتفع تلقائيًا وفورًا من مكانه العميق ذاك إلى فوق سطح الماء. مع كل هذا، فإن فندق قرص الماء - وإن كان الأفخر، فلن يكون الأول من نوعه في العالم. ذلك أن جزر المالديف سبقت دبي إلى الفكرة في منتجع جزيرة رانغالي. فأقامت فندقًا يحوي «خزانًا طبيعيًا للأسماك» على شكل قبة عامة تحت مياه المحيط الهندي. لكن فندق دبي الجديد، كما يقول مصمموه، سيكون تجربة العمر بكامله رفاهيةً ودهشة.