اضطرت طائرة تابعة لشركة أميركية كانت تقوم برحلة بين باريس ومدينة شارلوت في ولاية كاليفورنيا (شمال شرق) للهبوط في جنوب شرق الولاياتالمتحدة، بسبب «سلوك مشبوه» لامرأة ادعت أنها «تحمل عبوة زرعت جراحيا» في جسمها. وتم تحويل مسار الطائرة التابعة لخطوط «يو إس أيرويز» القادمة من باريس، الى ولاية مين اول من أمس، حيث اعتقل عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي»، المرأة، وواصلت الطائرة وهي من طراز بوينغ 767 رحلتها الى مدينة شارلوت شمال كاليفورنيا. ويأتي هذا الحادث في أعقاب مخطط تم إحباطه لتفجير طائرة وضعه فرع القاعدة في اليمن، كما يكشف عن المخاوف الأميركية حيال تغير أساليب المتطرفين وتبنيهم سبلا وتكنولوجيات جديدة، من بينها استخدام القنابل غير المعدنية، وذلك لتوجيه ضربة قاتلة لهدف أميركي. والعام الماضي، حذر مسؤولون أميركيون، شركات الطيران من أن جماعات إرهابية تدرس كيفية زرع قنابل داخل الجسم عن طريق الجراحة لتجنب إجراءات الأمن في المطارات، وهو نفس التهديد الذي ظهر في هذه الحادثة. وبعد ورود هذه الأنباء قالت السيناتور الجمهورية سوزان كولينز، العضو في لجنة الامن القومي في مجلس النواب الأميركي، إنه «وردت معلومات استخباراتية تتحدث عن قنابل مزروعة جراحيا في جسم بعض الاشخاص، تهدد حركة الطيران». وكانت الطائرة أقلعت من مطار شارل ديغول الى مدينة شارلوت وعلى متنها 179 من المسافرين وأفراد الطاقم. وقال رئيس لجنة الامن القومي في مجلس النواب، بيتر كينغ، في بيان إنه «أثناء الرحلة، سلمت إحدى المسافرات ورقة مكتوبة الى احد افراد الطاقم قالت فيها إن داخلها عبوة مزروعة جراحيا». وكانت المرأة، المولودة في الكاميرون، مسافرة بمفردها، ولم يكن معها أي أمتعة وكانت تزور الولاياتالمتحدة لعشرة أيام، بحسب كينغ. وقام أفراد الطاقم الذين أصابهم الذعر بعزل المسافرة. وقال كينغ إن «أطباء كانوا على متن الطائرة فحصوها، ولم يعثروا على أي مؤشرات على ندوب أحدثت في جسدها مؤخرا». وقال مصدر للشرطة في باريس إن المرأة غير معروفة لدى الاستخبارات الفرنسية. وصرح المصدر الذي لم يكشف عن هويته لوكالة فرانس برس «هذه المرأة غير معروفة مطلقا لدى الشرطة او الاستخبارت الفرنسية، ويبدو انها مضطربة نفسيا». وقال اندرو كوباياشي، احد ركاب الطائرة لشبكة «سي ان ان»، إن المرأة التي كانت في منتصف العشرينات أو الثلاثينات من العمر، كان تتصبب عرقا وتتصرف بعصبية. واتصل قائدا الطائرة بقيادة دفاع الطيران في أميركا الشمالية وقامت مقاتلتان من طراز اف-15 بمرافقة الطائرة اثناء هبوطها في بانغور بولاية مين. وبعد ذلك كان فريق متخصص في مكافحة الارهاب من مكتب التحقيق الفيدرالي (اف بي اي)، يرافقه فريق تفكيك قنابل وعناصر الشرطة المحلية وغيرها من الاجهزة الامنية في انتظار الطائرة لدى وصولها». واستبعد مسؤول أميركي أن تكون المرأة جزءا من مخطط إرهابي دولي يرتبط بجماعات مثل القاعدة.