تعتقد شركة DNAnexus أن الحوسبة السحابية قد تساهم في تحليل تسلسل الحمض النووي والدفع بالطب الشخصي قدماً. رايتشال ميتز تحدثت عن هذا التقدم في Technology Review. منذ انتهاء مشروع الجينوم البشري عام 2003، ظهرت مجموعة من التطورات التكنولوجية جعلت التوصل إلى تسلسل جينوم الإنسان أسرع وأقل كلفة. لكن ما زالت هذه العملية تصطدم بعقبة كبرى: ما نفع هذه البيانات كافة بعد اكتشافها؟ يعتبر مدير شركة DNAnexus وأحد مؤسسيها أندرياس ساندكويست أن الإجابة تكمن في اقتران هذه البيانات بالحوسبة السحابية (Cloud Computing). تحتل شركة برامج الكمبيوتر الحديثة العهد هذه مكاناً وسطاً بين منشآت تسلسل الحمض النووي وكل مَن يحتاج إلى إدارة بيانات جينومات مسلسلة والحصول على معلومات منها، خصوصاً الباحثين الأكاديميين، الأطباء، وشركات الكيمياء الحيوية والأدوية. يذكر ساندكويست: «ننتج البيانات بسرعة أكبر وكلفة أقل، لكن صارت المشكلة اليوم كيفية إدارة البيانات، بعدما كانت في الماضي الحصول على الحمض النووي المسلسل بحد ذاته». يعتبر ساندكويست شركته مركزاً على شبكة الإنترنت يقدم معلومات فورية عن الجينوم والحمض النووي المسلسل. تتيح هذه الشركة لعملائها الاطلاع على كميات كبيرة مخزنة من بيانات الحمض النووي. كذلك، تقدّم لهم معدات التحليل الضرورية ليفهموها والتوصل على الأرجح إلى علاجات أفضل للسرطان والأمراض الوراثية، فضلاً عن تحديد الروابط الوراثية لأمراض، مثل التوحد. إليكم طريقة عمل هذه الشركة: تحمَّل بياناتك المخبرية على موقع DNAnexus من خلال متصفح للإنترنت أو تُرسل عبر آلة لسلسلة الحمض النووي متصلة بالإنترنت. فتُحفظ هذه البيانات في حسابك الذي يستند إلى الحوسبة السحابية (تستخدم الشركة الخدمات السحابية التي يقدمها Amazon وGoogle). يمكن ولوج حسابك من كمبيوترك الخاص للاطلاع على هذه البيانات واستعمال أدوات DNAnexus لتحليلها. يأمل ساندكويست بأن تتمكن DNAnexus من جمع كمية هائلة من البيانات الوراثية المختلفة (التي تتوافر اليوم منفصلة بعضها عن بعض) وربطها معاً، ما يذلل العقبات أمام الأبحاث واكتشاف الأدوية والتوصل إلى اختبارات تساعد الأطباء على تشخيص كل حالة على حدة واختيار العلاج المناسب لها. يتوقع ساندكويست أن تنمو سوق Mountain View، الخدمات التي تقدمها هذه الشركة (مقرها في كاليفورنيا)، سريعاً. ويظن أن نحو 20 ألف جينوم كامل حول العالم سلسلت حتى اليوم، وأن هذا العدد سيبلغ المليون في غضون سنوات قليلة مع استمرار الوقت والكلفة الضروريين في التراجع (يتوقع اليوم أن هذه العملية تستغرق نحو يوم وتكلف 4 آلاف دولار تقريباً). كذلك، يقدّر أن كل المعلومات كافة ستشكل إكزابايت من البيانات، أي مليار غيغابايت، وسيستلزم تحليلها مئات آلاف وحدات المعالجة المركزية. مجال واعد ليست DNAnexus الشركة الوحيدة التي تعلق آمالها على هذا النمو. يشير ديفيد دولينغ، مساعد المدير في معهد الجينوم في جامعة واشنطن في سانت لويس، إلى أن عدداً من الشركات يقدم خدمات لتحليل الحمض النووي تستند إلى الحوسبة السحابية، منها شركة Illumina. يذكر دولينغ: «من الجيد، في رأيي، أن يحاول البعض جعل وسائل التحليل متوافرة لشريحة أكبر من الناس. أعتقد أن هذا المجال يبدو واعداً بما أن كثيرين يسعون اليوم إلى دخوله». إذا صحت توقعات ساندكويست، فسيعني ذلك الكثير من العمل على الأرض. يتوقع ساندكويست أن ملايين الجينومات ستُسلسل خلال السنوات الثلاث التالية. وفي غضون عشر سنوات، سيُسلسل، وفق ساندكويست، جينوم كل شخص في العالم المتطور ليصبح جزءاً من سجلهم الطبي، فضلاً عن أن الكثير من الأطفال سيسلسل جينومهم عندما يولدون. يذكر أنه في المستقبل القريب «عندما تقصد المختبر وتجري فحصاً ما، سيكون بعض الفحوص برامج إلكترونية تستند إلى الجينوم الذي يشكل جزءاً من سجلك». لا يعني ذلك أننا جميعنا سننتزع قريباً شعرة من رأسنا أو نأخذ عينة من داخل فمنا لنرسلهما إلى المختبر كي يسلسل جينومنا. يعتقد ساندكويست أن هذه العملية ستصبح أسهل من ذلك في المستقبل. يقول بوجه جاد المعالم: «أعتقد أننا سنضع إبهامنا في هاتفنا الخليوي لتصبح جزءاً منه. لي ملء الثقة بأن جهاز iPhone 10 سيحتوي تطبيقاً لتسلسل الحمض النووي».